إذا رحل حسن الكرمي بصمت فمآثره تكفيه

> نجيب محمد يابلي

> أرض فلسطين طيبة.. معطاءة وولودة ويصعب حصر رجالها ونسائها البارزات في هذا الحيز وفي هذه العجالة، لا أدري من أين أبدأ بتقديم نماذج من أولئك الرجال والنساء اللاتي تبوأن مكانهن في التاريخ.. هل أبدأ بسعيد الكرمي، والد راحلين كبيرين هما حسن الكرمي وعبدالكريم الكرمي (أبوسلمى)؟.. سأكتفي بالتذكير بهؤلاء الأعلام: محمد علي الطاهر، إسحق موسى الحسيني، خليل السكاكيني، إبراهيم طوقان، نجاتي صدقي، خيري حماد، محمود سليم الغول، مي زيادة، محمد اسعاف النشاشيبي، نقولا زيادة، إحسان عباس، محمود السمرة، نبيه أمين فارس، فدوى طوقان، سلمى الخضراء الجيوشي، إميل توما، أحمد صدقي الدجاني، ادوارد سعيد، فدوى طوقان، عبدالوهاب الكيالي، محمد يوسف نجم، محمد عزة دورزة، أميل حبيبي، ناجي العلي، معين بسيسو، عادل زعيتر، مصطفى مراد الدباغ، نجيب ساعاتي، توفيق زياد، غسان كنفاني، محمد روحي الخالدي، أنيس صايغ، عزالدين القلق، محمود درويش، سميح القاسم، هارون هاشم رشيد، ناجي علوش، ماجد أبوشرار والقائمة طويلة.

إن ما يحز في النفس ويؤنب الضمير أن أقرأ ما نشرته مجلة «المجلة» في 2007/5/20م عن رحيل علم كبير وهو الأستاذ حسن سعيد الكرمي، الذي غيبه الموت في العاصمة الأردنية عمان في 6 مايو2007م، عن قرن وعامين وهو الإعلامي والأديب واللغوي والمفكر الذي نشأ في محيط علمي فوالده الشيخ سعيد (1935-1852م)كان أديبا وشاعرا وقاضيا شرعيا وأخوته أحمد شاكر (1927-1894م) الأديب الكاتب الذي أنشأ مجلة «الميزان» التي كانت من خيار المجلات أدبا وبحثا، ومحمود (1939-1889م) كان صحافيا ومعلما، وعبدالكريم (أبوسلمى) الشاعر الذائع الصيت.

ما الذي قدمه حسن الكرمي للمستمعين والقراء العرب من الخليج إلى المحيط؟ قدم حسن الكرمي من خلال هيئة الإذاعة البريطانية (القسم العربي) سلاسل برامج بمساقات مختلفة لتعليم اللغة الانجليزية وبرنامجه المشهور «قول على قول» على امتداد فترة خدمته منذ عام 1948 حتى 1986م والتي مددت حتى عام 1989م والتي اعتاد الأستاذ الكرمي الإجابة عن السؤال الاعتيادي المقدم من المستمعين: من قائل هذا البيت؟.. وما المناسبة؟ وطبعت في (12) مجلدا، فيما لم يطبع منها مجلدان، ومن مؤلفاته رحمه الله: «هامش قول على قول» ويقع في 4 مجلدات طبع منها اثنان و«الهادي إلى لغة العرب» معجم لغوي في 4 مجلدات كبيرة و«المنار» معجم إنجليزي- عربي وسلسلة «المقني» معجم إنجليزي- عربي بالأحجام الثلاثة: وجيز ووسيط وكبير و«المقني الأكبر» وهو معجم إنجليزي- عربي ضخم ودقيق و«المقني الفريد» معجم إنجليزي- عربي و«الفريد» معجم عربي- إنجليزي و«اللغة نشأتها وتطورها في الفكر والاستعمال » و«التنويه في التفكير» و«التفكير المستقيم والتفكير الأعوج» و«خروج العرب من أسبانيا». وقال الراحل الكرمي لأحمد العلاونة كاتب الموضوع في مجلة «المجلة» (العدد: 1423 المشار إليه) :«ترجمت هذا الكتاب ليتعظ العرب، ولكن العرب لا يتعظون»، ومؤلفات أخرى ذكرت في الموسوعة الفلسطينية وفي موضوع العلاونة.

للراحل الكبير حسن الكرمي ثلاثة أولاد: سهام (من مواليد 1931م) خريجة كيمياء في جامعة لندن، وزياد (من مواليد 1936م) خريج هندسة في جامعة جلاسجو في اسكتلندا، وغادة (من مواليد 1939م) خريجة طب في جامعة برستول.

هذا هو الراحل الكبير حسن سعيد الكرمي، طيب الله ثراه فإن صمتت وسائل الإعلام العربية فلا غرابة لأننا في عصر البذاءات!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى