النجم تشارلز شابلن Charles Chaplain 1977-1889م

> «الأيام» متابعات:

> النجم تشارلز شابلن (Charles Chaplain) المشهور باسم شارلي شابلن (Charlie Chaplain) بطل الأفلام الكوميدية الصامتة في أوائل القرن العشرين ممثلاً عبقرياً، منتجاً ومؤلفاً ومونتيراً ومخرجاً وموسيقياً بارعاً لمعظم أفلامه, ظل فترة طويلة متمسكاً بالأداء الصامت لأنه كان يعتقد أن التمثيل التعبيري الصامت أفضل وسيلة ليصل بها أرجاء العالم.وقد لا يكون تأثير الأسطورة السينمائية شارلي شابلن بما يحمله من عبقرية توازي ما قدمه أساطير الفن والأدب والفلسفة من زخم ثقافي ذd نزعة عبقرية ساهم في رفع القيمة الفكرية لدى الإنسان، لكنه يستحق الذكر في تاريخ السينما بما استطاع أن يقدمه للفن السابع من روائع تجلت في أعماله الكوميدية الصامته وجعلته أشهر الأسماء في القرن العشرين وحتى الآن.

أسلوبه كان متميزاً فريداً من نوعه، من خلال استفادته من العناصر الفنية التي ساهمت في رفع مستوى أفلامه مما جعل منه ومن أفلامه مدرسة لكثير من السينمائيين من بعده.

بريطاني الأصل من مواليد 1889م وهاجر إلى الولايات المتحدة في أكتوبر عام 1912م, عاش طفولة بائسة وفي منتهى الصعوبة والشقاء وكانت هي الدافع الأساسي لابتكار شخصية (شارلو المتشرد) The tramp ذي الأخلاق النبيلة والذي يعاني البؤس ويعيش متمرداً على الأوضاع ويعمل بصورة مضحكة على الاحتفاظ بكرامته.. تلك الشخصية المبتكرة هي التي طورت من موهبته الكوميدية، وأصبحت إحدى الشخصيات الأسطورية في هوليود وأنحاء العالم، فأحبه الناس كباراً وصغاراً وبقي اسمه على كل لسان، وقد عمد إلى مناقشة القضايا الاجتماعية المختلفة ذات الطابع المأساوي ودمجها مع الكوميديا بطريقة عبقرية، وعند اختراع الصوت في الأفلام رفض الانصياع له واستمر في تقديم السينما الصامتة التي رأى فيها التعبير الحقيقي في الصورة للفن السينمائي بعكس مخرجين آخرين.

وعلى الرغم من أن أفلامه القصيرة والطويلة اشتهرت في بداية القرن الماضي إلا أنها لم تفقد شيئاً من سحرها مع مرور الزمن، فما زال الناس كباراً وصغاراً يستمتعون بمشاهدتها، والسر في ذلك يكمن في أنه كان فناناً مفكراً وعبقرياً، أي سياسي وفنان في وقت واحد، فلم يكتف فقط بأثر مظهره المضحك وشاربه القصير وملابسه الرثة وعصاه الرفيعة ولكنه أيضاً حمل على عاتقه رسالة اجتماعية وسياسية أفنى حياته في سبيلها، فقد كان يمثل روح الثورة فأحبته الطبقات العاملة حيث كان يسخر من الطبقات البرجوازية بشدة في أفلامه.

عمل أفلاماً هادفة صنعت شهرته منذ أن بدأ عام 1914م يعمل مع شركة إنتاج، وسرعان ما أنتج أفلامه بنفسه بجانب التمثيل والإخراج وعمل المونتاج والتأليف، ومن أفلامه في ذلك الوقت: (الملاكمة) و(المتشرد) و(حياة كلب) و(امرأة باريس)، حتى وصل إلى صناعة أفلامه الطويلة مثل فيلم: (الصبي) The kid عام 1921 والذي حقق نجاحاً كبيراً بسبب خلق التعاطف مع الشخصية المحبوبة (شارلو المتشرد) التي ابتكرها لنفسه وهو يعتني بطفل تائه متشرد مثله.

وفيلم (حمى الذهب) The gold rush 1925م والذي استخدم فيه ابتكارات جديدة كوميدية إضافة إلى عمق الصورة، ورغم ظهور اختراع الصوت في السينما عام 1927م فقد أخرج أفلامه وبرع فيها دون استخدام الصوت مثل فيلم:(السيرك) The Gircus عام 1928م والذي حقق له نجاحاً فائقاً وحصد به جائزة الأوسكار الفخرية، وبعده كان فيلم أضواء المدينة (City Lights)، ثم قدم فيلم: العصور الحديثة Modern time عام 1936م وعلى الرغم من استخدامه الصوت إلا أنه يظل فيلماً صامتاً بدون حوار تتخلله الموسيقى التصويرية.

وفي العام 1940 عمل فيلم (الديكتاتور العظيم) The great Dictaytor والذي جسد فيه شخصية أدولف هتلر النازية بطريقة كوميدية وضع فيه رؤيته الخاصة عن الديكتاتورية والتسلط وحلم السيطرة على العالم ومقدراته في ذلك الوقت الذي لم تكن قد دخلت الولايات المتحدة الحرب.

ويعد شارلي شابلن مبتكراً للتيمات الكوميدية التي اشتهر بها دون غيره، وكان سباقاً في النقد الاجتماعي والسياسي في الوقت الذي لم يكن أحد غيره يجرؤ على فعل ذلك، وفي عام 1952م عمل فيلم (Lime Iight)، وفي تلك المرحلة اتهموه بالشيوعية واليسارية من قبل لجان السيناتور الأميريكي مكارثي وحملته المشهورة في ذلك الوقت، وكان ذلك بسبب ما يحمله شارلي شابلن من أفكار اجتماعية وسياسبة ناقدة ذات طابع كوميدي ساخر. وتم نفيه من الولايات المتحدة عام 1952م فاختار سويسرا مكاناً لإقامته وتقاعده في مدينة كورسيي بضواحي (?و?ي) قرب مدينة لوزان في منطقة ثرية على ضفاف بحيرة (ليمان). وعلى الرغم من عدم اقتناعه بالتقاعد إلا أنه كان يحب الحركة والعمل المتواصل فقام بتأليف الموسيقي وإعادة أفلامه الصامته بالمصاحبة الصوتية وبالموسيقى التصويرية وكتابة مذكراته، ومن ثم عمل فيلم ملك في نيويورك Aking in newyork عام 1957م وأنتج وأخرج فيلم كونتيسة من هونج كونج A Countess from Hongkong الكوميدي عام 1967م أسند دور البطولة فيه لنجمين كبيرين في ذلك الوقت هما مارلون براندو وصوفيا لورين، وقد منحته ملكة بريطانيا لقب (سير).

وفي عام 1972م عاد إلى الولايات المتحدة ليكرم بحفل جوائز الأوسكار وحصل على الأوسكار الفخرية عن مجمل أعماله السينمائية الرفيعة خلال سنوات حياته، كما حصل على جائزة أوسكار أحسن موسيقى من تأليفه في فيلمه (Lime light) والذي عمله عام 1952م ثم عاد إلى سويسرا وبقي فيها حتى توفي عام 1977م عن 88 عاماً قدم خلالها أكثر من 80 فيلماً أغلبها صامت ليبقى ملكاً للكوميديا الهادفة وعبقرية زمانه في ذلك الفن الرفيع الذي جعله محبوب الملايين في جميع أنحاء العالم حتى يومنا ورمزاً للكوميديا الصامتة، وقد دفن بمقبرة كورسيي بجوار زوجته وبقي منزله مزاراً لمحبيه من جميع أنحاء العالم. وأخيراً قرر مجلس مدينة كورسيي في سويسرا التي احتضنت شارلي شابلن في الربع الأخير من حياته إقامة متحف خاص له في العام 2006م. وعندما نعود لذكرياتنا في الطفولة لا ننسى أبداً أن أغلبنا شاهد معظم تلك الأفلام الخاصة بشارلي شابلن هنا في مدينة عدن من خلال دور عرض مثل: سينما بلقيس التي تأسست أوائل الستينات والتي كنا نرتادها في صباح كل يوم جمعة لعروض خاصة بالصغار والكبار معاً لكونها مغلقة ومكيفة على أحدث طراز في ذلك الوقت، نشاهد الأفلام الكرتونية وأفلام الأطفال وأفلام شارلي شابلن، كم هو مؤسف أنها أغلقت منذ فترة وأصبحت أطلالاً مثل بقية دور العرض الأخرى، أو سينما شاهيناز (ريجال) التي تأسست عام 1945 وتخصصت بعرض الأفلام الأجنبية الغربية فقط وتربطنا بها ذكريات جميلة لا تنسى في مشاهدة أروع الأفلام في مرحلة الستينات والسبعينات ومنها أفلام شارلي شابلن الصامتة والناطقة معاً، والتي كانت تعرض من فترة إلى أخرى.

وقد يكون مشوار شارلي شابلن الطويل وهجرته شاباً صغيراً للبحث عن ذاته مثل بعض الفنانين الآخرين الذين واجهوا معترك الحياة وشقوا طريقهم وصنعوا مجدهم بالدم والدموع والألم، وبكفاح مرير وصلوا إلى غايتهم، وكونه ذلك الإنسان الذي حمل على عاتقه هموم وآلام الآخرين وكان صاحب رسالة اجتماعية هادفة إلا أن أهم ما يميز شارلي شابلن عن غيره فنياً هو:

- قدرته الفائقة على تقمص الشخصيات وأداؤه عبر ملامحه وحركاته للأفكار التي يريد إيصالها في مشاهده السينمائية بشكل يفوق تأثير الحوار في قوة التعبير التي تميز بها وحده بأسلوبه التمثيلي البسيط.

- ابتكاره واعتماده على كثير من التيمات التي أصبحت ملازمة لشخصيته واستخدامه للمونتاج لخلق أثر كوميدي على المشاهد بلغة تعبيرية مؤثرة تتفوق في قوتها على الحوار إذ لم يكن هناك غير اثنين في السينما الصامتة أجادا استخدام فن المونتاج السينمائي أولهما: العبقري الروسي سيرجي أيزنشتاين وثانيهما شارلي شابلن.

وكان شابلن عبقرياً في مزجه الروح الكوميدية والدراما المأساوية في وصفه لأحداث أفلامه، وقد ظهر في وقت تميز به عن غيره في أدائه وعطائه ذي الرؤية والفكر الاجتماعي في معالجة الإدمان والصراع بين الغني والفقير ومشاكل المجتمع الصناعي والسياسي والتمييز العنصري، وكان شارلي شابلن متفوقاً في طرحه السياسي والاجتماعي ورفضه كل أنواع القهر والاستبداد والاستغلال دون أن يتكلم، فكانت حركته التعبيرية هي الأصدق ليصبح هو أسطورة الكوميديا الصامتة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى