بيكاسو .. الشمايتين

> «الأيام» محمد العزعزي:

>
الموهوبون عماد الأمة وعدتها وطليعتها وخامة لصناعة المستقبل .. فئة من المجتمع فقدوا الحركة لكنهم لم يفقدوا الأمل في الحياة والحرية، ولذا فهم موهوبون، والأمم العظيمة تكشف عن هذه الفئة من البشر وتفسح لهم مجال تحقيق الذات وإظهار الموهبة فيفيدون ويستفيدون .

الفنان التشكيلي حافظ أحمد سلطان، رغم الإعاقة الكلية فإنك تذهل وهو يرسم أجمل اللوحات .. إنسان متزن .. متفائل .. واسع الصدر .. هادئ وثاقب الرؤية بعقل منفتح ولا يعبأ بصروف الدنيا وتناقضاتها .مجتهد وحريص على اختيار الطريق السليم لتحقيق أهدافه بتأنٍّ ومتحلٍّ بالقيم النبيلة والخلق القويم .. عزيزي القارئ ندعوك إلى رحاب هذا الحوار وقد كتب دون تحريف وبأمانة ومهنية مطلقة.

> السيرة الذاتية: حافظ أحمد سلطان الأصبحي (29 عاماً)، عازب وأحمل مؤهل ثانوية عامة (أدبي) بمعدل ?77 تخرجت قبل خمس سنوات ولظروف اقتصادية وحركية (صحية) لم أستطع إكمال الدراسة الجامعية فلزمت العيش بالقرية (نعامة) الأصابح مديرية الشمايتين بمحافظة تعز.

> المعاناة: أنا الوحيد بالأسرة معاق منذ الولادة، وعندما كنت طفلاً تعرضت أيضاً لكسور أثناء اللعب مع أطفال القرية.

> التأهيل: حاولت بداية هذا العام الالتحاق بمركز السلام لتأهيل المعاقين في صنعاء فوجدته غير مناسب لبعده وعدم مناسبة الوقت وهو متعب لي ولا يوجد سكن ووسيلة مواصلات ولاحظت أن المؤهلين غير مؤهلين ولا يوجد معهم برنامج تأهيل عال يناسب قدراتي ولم يضف لي شيئاً جديداً فانسحبت من المركز، فما عندهم هو تأهيل ابتدائي وتعليم الخياطة واللغة الإنجليزية، وقد عرضوا علي العمل معهم مدرساً لمادة الرسم (التربية الفنية) فلم أوافق للأسباب السابقة.

> الصعوبات: سبب الإعاقة صعوبة الحركة وإن أردت التحرك إلى خارج المنزل يكون بواسطة أحد الأقارب فوق الكرسي ونادر جداً ا ما أذهب إلى مكان بعيد، ولا أستطيع الحركة بمفردي وهذا جعلني لا أختلط بالمجتمع والطرق مصممة للأسوياء (الأصحاء) ومتعبة للمعاق، وأتمنى مساواة القرية بالمدينة.

> مساعدة الضمان الإجتماعي: اتسلم كل ثلاثة اشهر 3000 ريال وهو مبلغ زهيد لا يكفي الحد الأدنى لمتطلبات الحياة ومنى عيني أن أحصل على راتب من الدولة، ومع الغلاء أصبح الموظف لا يكفيه راتب 40000 ريال شهرياً فهل يكفي الضمان؟

>الوضع الصحي: وضعي لا يساعدني على الحركة وأمنيتي أن أعمل رساما لكن ينقصنا الدعم وأشياء أخرى.

> قضاء الوقت : لدي موهبة، وأقضي الوقت في الرسم ومشاهدة التلفاز ورسم الكاريكاتير وكتابة المقال والقصة وألّفت قصة (الأرض والزيتون) التي تدور أحداثها عن معاناة الشعب الفلسطيني، وإن شاء الله تتحرر فلسطين من الصهاينة.

> من يدعم جهودك: أسرتي الداعم الوحيد وأقرب إنسان إلى قلبي أخي الأكبر أشرف وأنا أعتبره أباً وهو يدعمني ويشجعني ويوفر لي الطلبات.

> أثناء الدراسة الابتدائية حملني إخواني إلى المدرسة على ظهورهم، والإعدادية والثانوية بنظام منازل.

> معرض للرسم: أفكر بإقامة معرض بمساعدة جهة داعمة، وأفضل أن ترى الدولة مأساة المعاقين و الاهتمام بهم، ولا مانع أن تأتي جهة داعمة أياً كانت تتبنى أفكاري وأعمالي وعندي استعداد للرسم والنحت والتأليف وأواجه مشكلة شراء مواد الرسم وتسويق الإنتاج إلى معارض الفنون التشكيلية.

> الفنون والهوايات عوامل ترفع الصفة الإنسانية والموهوب يرتقي إذا توفرت له الإمكانات، ولدي هوايات أخرى نحت – تصميم – قمريات.

> حلم مهم: أكبر هاجس يؤرقني الحصول على وظيفة مناسبة أحقق ذاتي من خلالها وأعتمد على نفسي لأعيش حياة كريمة بعرق جبيني.

> المشهد السياسي: معتم ومنافسة غير متكافئة، فالسلطة تلقي خطابات وتفتح منجزات ولا نرى إلا زيادة معاناة الناس: فقر ، بطالة، غلاء، فساد والكلام «لا يؤكل عيش» ولا يناسب الواقع.

> والمعارضة: تسعى للكرسي وهذا حق مشروع لكن ما بيدها شيء، وأرى الكل مخطئين فالمعارضة مفروض أن تكون الوجه الآخر للسلطة، الجميع يخدم البلد والشعب، والحقيقة أن الجو السياسي لا يبشر بخير، والله يستر لا نقع في الهاوية فالمشاكل ازدادت: قتل وإرهاب سياسي، وخطرها يهدد البلاد.

> الحزبية: المؤتمر سيطر على كل شيء ولو رأيت أعمالي بالكاريكاتير فإنها تعبر عن انتمائي بصدق وحتى الآن أنا مستقل.

> الصحافة اليمنية: منتشرة وأقرأ ما أحصل عليه، وصحافتنا ناجحة ومتنوعة وأقرأ «الجمهورية» و«الوحدوي» و«الوسط» و«الميثاق».

> و«الأيام»؟ أعدكم أن أقرأها طالما وهي تناقش هموم الجمهور وقضايا المعاقين والغلابى.

> أغلى الأمنيات: وظيفة رسم وزوجة ووظيفة .

أريدها حياة وأتمنى أن تبني الدولة منشآت خاصة بالمعاقين وتهتم بهم.

> الأعمال المنجزة: دفتر تعليم الرسم أطبعه بالمكتبة وفيه تعليم خطوات الرسم وأنشره بين الطلاب ومن يريد التعلم، وأنتجت 150 كاريكاتيراً ومجموعة لوحات وما تبقى لدى الملكة بلقيس، قارئ القرآن, المائدة, تاج محل (نقل), مجموعة لوحات أرسلها إلى جمعية الأصابح بصنعاء ومجموعة قصص قصيرة وطويلة وأهمها (السر المجهول - خيالية) وقصص بالرسم بدلاً من الكلام، و(الأرض والزيتون) قصة طويلة، والخياطة وقد بدأت بملابس الأطفال وتوقفت لأسباب مالية.

قبل الختام

وعدت حافظ بتفريغ المادة بأمانة من الشريط إلى الورق وإرسالها إلى «الأيام» .. وقاطعني .. و ينكم يا صحافة من زمان؟ هذه المنطقة محرومة من كل شيء .. حاولت إقناعه بالكتابة والرسم وإرسالها لـ «الأيام» التي لها مذاق خاص وتحمل نكهة عدن.

وفي نهاية اللقاء داعبنا الفنان وقال: اعمل لي الإعلان التالي:

حافظ يريد الزواج بشرط أن تكون ذات منصب وجمال وتدفع مهري فمن تأنس في نفسها الرغبة عليها الاتصال.

حقيقة روح عالية وقيمة لا تصدق وموهبة تحتاج إلى رعاية واهتمام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى