القردعي .. الثائر المجهول

> «الأيام» شذى عبدالمجيد محمد - من الطلبة الأجانب في اليمن/كلية التربية - صنعاء

> واليمن تحتفل بالذكرى الـ17 لتحقيق الوحدة اليمنية وقدوم ثورتي سبتمبر وأكتوبر اللتين قامتا من أجل التحرر من ظلام السيطرة الاستبدادية، وغيرهما من الثورات ومنها ثورة 1948م التي قام بها رجال عظماء وقتل على اثرها إمام اليمن، وكان على رأس هؤلاء العظماء الثائر الفذ علي ناصر القردعي..فنحن هنا بصدد التعريف بهذا الثائر الشهيد الذي كان له دور فعال في إزاحة الحكم الإمامي عن اليمن وأبنائها، وقد عبر خلال فترة كفاحه بقصائد عدة منها (با نلتقي يوم القيامة) وغيرها من القصائد الثورية التحررية.

ولد هذا الثائر البطل في قرية رحبة بمحافظة مأرب عام 1885م وينحدر من قبيلة مراد من مذحج بن كهلان المعروفة بين قبائل العرب على مدى التاريخ، وكان الشهيد القردعي مناضلا صلبا وثائرا جسورا وشاعرا فصيحا، واشتهر في صباه بالشعر والحكمة والشجاعة والتواضع ونصرة المظلوم ومقاومة الظلم وإغاثة المستجير، تولى المشيخة لقبيلته اثر وفاة والده شيخ مشايخ المراد، ومنذ توليه هذا المنصب أخذ في معالجة أمور قبيلته الداخلية والاتجاه نحو تحمل هموم وطنه، وهو الثائر الغيور على وطنه وأبنائه من ظلم الحكام ومقاومة الاستعمار في الأجزاء الجنوبية الشرقية من الوطن اليمني، وهو الحر الذي لا يقبل على نفسه ولا لغيره الظلم والاستعباد.

لقد كان له قصص عجيبة ومنها قصته مع النمر الذي كان يغير على ماشيته وأخذ على عاتقه مواجهة هذا النمر وقتله، فتبع النمر إلى وواجهه بسلاحه الأبيض فقط رغم امتلاكه سلاحا ناريا، وظفر بالنمر وقتله ولكن بعد أن تمكن النمر من اقتلاع عينه ومعظم أنفه، ومن ثم حمله عائدا به إلى قريته.

ولكنه كان أكثر مواجهة لحكم الإمامة والاستعمار فبعد أن طغى هذا الحاكم، وحبسه ونكل به وبقبيلته وبأبناء شعب اليمن شرع في تجهيز الثورة ليخلص اليمن من هذا الحكم الظالم.

وبعد أن أخذت عيون الثوار تتجه نحو القيام بالمهمة الصعبة، لم يقدم على تنفيذ هذا الأمر إلا بعد فتوى شرعية تجيز الثورة على الإمام الحاكم وقتله احترازا منه لآخرته.

وفي شهر فبراير 1948م كمن ثائرنا القردعي هو ورفاقه بمنطقة حزيز جنوب صنعاء، وتم تنفيذ حكم الشعب ضد الإمام المستبد فألقاه صريعا إيذانا بإشعال شرارة الثورة من بندقيته التي لم تفارقه أبدا، حتى وهو في طريقه إلى بيت الله الحرام للحج.واستشهد ثائرنا رحمه الله بعد أن رفض الاستسلام، وتنكيلا به تم حز رأسه وتعليقه على باب اليمن، وظل معلقا شهرين كاملين. رحم الله الثائر الشهيد علي ناصر القردعي.

ورغم ما قدمه شهيدنا القردعي من تضحيات في سبيل شعبه ووطنه إلا أنه لم يأخذ حقه بتدوين نضالاته ولم يخلد ذكره بإطلاق اسمه على أحد الشوارع أو المباني كبقية الثوار.

وبما أنني قرأت سيرته فمع ذلك لم أجد أي ذكر له أو تمجيد لمآثره البطولية مما حز في نفسي لكتابة هذه السطور انصافا لتاريخه النضالي، والأحرى بأبناء اليمن أن يقدموا اعمالا كهذه وفاء لحق هذا الرجل الثائر صاحب الثورة الأم، فهل من المعقول ان تكون أعظم شخصية في تاريخ اليمن مفقودة يا أهل اليمن، أهل الحكمة والإيمان؟ سؤال نوجهه إلى الجهات المختصة فهل من مجيب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى