بروز الجهاديين السلفيين في لبنان يهدد الاستقرار الهش

> بيروت «الأيام» هنري معمرباشي :

>
ادى ظهور الجهاديين السلفيين على الساحة اللبنانية الى ازدياد الاوضاع هشاشة في هذا البلد الذي يعاني من ازمات امنية وسياسية واقتصادية تتفاقم منذ سبعة اشهر,واعرب دبلوماسي غربي في بيروت عن قلقه من هذه الظاهرة.

وقال لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "شهدنا مختلف انواع الظواهر في هذا البلد المدهش. ولتكتمل اللوحة لم يكن ينقص المشهد لا ظهور الناشطين الاسلاميين" الذين يعتمدون العنف وسيلة لتحقيق اهدافهم.

وتنبىء الاحداث الدائرة في شمال لبنان بمزيد من المخاطر. فالمواجهات مستمرة منذ ثلاثة اسابيع بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الاسلام التي تقر بتقاربها الايديولوجي مع تنظيم القاعدة الارهابي والتي تؤكد انها تعتمد "الكفاح المسلح ضد اليهود والاميركيين".

وفيما اصبحت معالجة الوضع الامني اولوية للحكومة يعيش البنانيون في حالة من الخوف المستمر جراء التفجيرات المتنقلة التي يتوالى مسلسلها في مناطق مختلفة.

وقد زادت هذه الاوضاع الامنية من تردي حالة الاقتصاد الذي لم ينهض بعد من تداعيات الحرب التي شنتها الصيف الماضي.

ففي الفصل الاول من عام 2007 تراجع اجمالي الناتج المحلي بنسبة 3% عما كان عليه في الفترة نفسها من عام 2006 الذي كان سجل بدوره تراجعا بنسبة 5%,وتراجعت عائدات القطاع السياحي، الذي يعتبر احد اهم ركائز الاقتصاد، بنسبة 8،26% في الفصل الاول من عام 2007 في حين يتوقع ان تقضي الاوضاع الحالية على موسم الاصطياف.

وحتى الساعة لا تزال المواجهات بين الجيش والسلفيين الجهاديين محصورة في شمال لبنان حيث تتحصن مجموعة فتح الاسلام التي تضم مقاتلين عربا في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين القريب من الحدود اللبنانية السورية.

واشار خبراء عسكريون الى ان الجيش اعتمد خيار القضم التدريجي عوض اقتحام المخيم بسبب الوجود المدني، ساعيا الى تضييق الخناق على من تبقى من المجموعة السنية المتطرفة التي تضم انتحاريين ومرتزقة.

وتعتبر الحكومة اللبنانية التي يرأسها فؤاد السنيورة ان فتح الاسلام "عصابة ارهابية" اشعلت فتيل المواجهات بعدما قتلت 27 عسكريا لبنانيا في 20 ايار/مايو قبلبدء المعارك وذلك بتصفيتهم غدرا اما داخل مراكزهم او في كمائن نصبت لهم خلال تنقلهم خارج الخدمة.

ويرى وزير العدل اللبناني شارل رزق ان هناك "حربا ارهابية باشكال متعددة تستهدف لبنان". ويقول "اعنف تجليات هذه الحرب هي ما نشهده في مخيم نهر البارد".

واستخدم الجيش للمرة الاولى في هذه الحرب الصعبة قوات من قطعاته الجوية والبحرية والبرية. وتشارك في المعارك قوة من المغاوير (النخبة) قوامها 1500 عنصرتساندها الزوارق العسكرية التي تجوب قبالة شواطىء المخيم منعا لتسلل المقاتلين وهروبهم. كما تطوف المروحيات في اجواء المخيم وان كان تدخلها نادرا.

وتعتبر حكومة السنيورة، المنبثقة عن الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا، ان دمشق تقف وراء فتح الاسلام التي انبثقت عن حركة فتح الانتفاضة الموالية لسوريا والتي تتخذ مقرا لها في دمشق.

وترى الاكثرية في توقيت اعتداءات فتح الاسلام على الجيش دليلا على هذا الرابط.

فمن مدينة طرابلس السنية، كبرى مدن شمال لبنان والمعروفة تقليديا بانها موئل الجماعات الاسلامية، بدات الاشتباكات مباشرة قبل صدور قرار مجلس الامن بانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير عام 2005.

وتنفي سوريا، التي كانت تسيطر على لبنان حتى نيسان عام 2005، اية مسؤولية لها في الاغتيال كما تنفي اي رابط لها بفتح الاسلام المعارضة ايديولوجيا لحزب البعث الحاكم في دمشق.

ويقول الدبلوماسي الغربي "من دون ان نقلل من تاثير سوريا على ما يجري في لبنان فان فكرة قيادة فتح الاسلام من الخارج غير مقنعة كثيرا".

ويضيف "من يقود يجب ان تكون له نفس اهداف وايديولوجية الفئة التي يقودها" معتبرا ان "اسبابا اخرى قد تكون وراء اعمال فتح الاسلام".

ومن ابرز الادلة على خطورة الوضع في لبنان انعدام اي مؤشر على ان اجتثاث فتح الاسلام من مخيم نهر البارد سيؤدي حكما الى نهاية الوجود "الجهادي" في لبنان في ظل تنامي هذه الظاهرة في المنطقة.

فوجود هذه التنظيمات الاسلامية لا يقتصر على المخيمات الفلسطينية حيث تشكل حالة البؤس حاضنة للمتشددين. وتشير تحقيقات تنشرها صحف لبنانية وعربية الى وجود "خلايا نائمة لا تزال موجودة في طرابلس ومناطق اخرى". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى