إشفاق ..الرجل القرآني

> «الأيام» وسام بدر سالم بن مغيث - إمام وخطيب مسجد دار الإيمان/ عدن

> إن هذا القرآن يرفع الله به أقواما ويضع آخرين، يرفعهم لأنهم يستحقون الرفعة لما في صدورهم من آيات بينات أنزلت من العلي القدير، ولهذا كانت رفعتهم من رفعة المصدر الذي جاءت منه.

وإشفاق رحمه الله رجل قرآني تشبعت روحه بالقرآن منذ نعومة أظفاره، فأبوه إمام مسجد ويدرس القرآن، وإشفاق ارتشف من هذا المعين الصافي يسمع القرآن ويجوده ويترنم به حتى حفظه كاملا بل وأصبح إماما وخطيبا لنفس المسجد الذي تتلمذ فيه، فقصته مع القرآن طويلة عاشها هو بنفسه وربى عليها غيره فارتبط بجمعية القرآن معلما وموجها وكأنه أراد أن ينفق من جهده وحفظه للآخرين وقد كان..

والقرآن لا شك أنه يربي رجالا يحملونه ويمثلونه في اخلاقهم وأعمالهم، وإشفاق قد فقه هذا الامر فتحرك بالقرآن وتخلق بأخلاق القرآن فسمته يوحي لك بذلك، إذا قابلته وجدته رجلا ودودا وخلوقا وسمحا وعفوا ومتواضعا يخجلك بتعامله القرآني وببسماته التي تشع نورا وصفاء، غرس فيه القرآن هذه المعاني والرجال يصنعون بالقرآن وقد صنع إشفاق صناعة قرآنية رائعة لم لا وهو الذي أخذ على عاتقه قول الحق والجهر به ونصرة المظلوم والفقير والمسكين والارملة وشهدت له بصماته الواضحة لاعماله تلك في حيه وحارته حتى ارتقى من منبر المسجد إلى قبة البرلمان، فالقرآن لا يعرف حدودا ولا حواجز ولا أماكن أو اشخاصاً والرجال الذين يحملونه هم المؤهلون للصدع به في كل زمان ومكان، وإشفاق رحمه الله كان صاحب حق ويسعى إليه ولا يخشى في الله لومة لائم، هكذا تربى وهكذا صقله القرآن.ما أروع أن يأتي القرآن شفيعا لصاحبه يوم القيامة يدافع عنه ويذود عنه حتى يدخله الجنة، وأرجو من الله أن يكون إشفاق رحمه الله واحدا منهم لأن من عايشه عن قرب عرف حقيقة ذلك، ويكفي أن الله قد وضع له القبول بهذا القرآن في الواقع الملموس بين الناس فكان رحيله فاجعة أرقت مضجع الكل وكأن أرواحهم هي التي انتزعت ورحلت وليست روحه.

وكم تذكرت يوم أن كان يقرأ القرآن في صلاته في مسجده، كم كان مجيدا لتلاوته متأثرا بها يأخذ روحك بقراءته القرآن لتنتقل معه من آية لأخرى فإذا ما أكمل صلاته أعاد إليك روحك.. لأن الإخلاص (إن شاء الله) كان حليفه ولهذا أثر فينا رحيله.وماذا يستطيع القلم أن يخط وماذا تستطيع الكلمات التي تتدافع أن تقول عن هذا الرجل القرآني؟ ويكفينا فخرا أنه إشفاق الذي عاش مع القرآن وعاش القرآن معه.

فيا أيها الرجل القرآني نم قرير العين واهنأ بدار أنت من أهلها بإذنه تعالى فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فهنيئا لك هذا الفوز وهنيئا لك تلك الكرامة، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا بك وبنبيك وسلف أمته ونحن نسير على القرآن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى