> في ظل المتغيرات التي تعج بها ساحة الوطن والأزمات الخانقة التي تحيط بنا من كل حدب وصوب والتي تدور رحاها حول الواقع المزري لليمن والصورة الحقيقة التي أخفاها البعض تحت رتوشات التجميل ليداروا العجز الذي تعانيه حياتنا والذي ظهر جليا في ملامح البسطاء.. فإن واقعنا لن يستقيم عوده ولن يصحح اعوجاجه طالما والساسة الكرام يحلقون في ذقون الغلابى، تارة بجرعات كيماوية وتارة بقرارات ليزرية تميت (خلايا) الاستمراراية والبقاء. واقعنا لن يقبل بأنصاف الحلول طالما ومقياس التعامل فيه الكيل بعدة مكاييل تختلف في الشكل والمضمون وكلها لا تصب في مصلحتنا نحن المنكوبين الذين سلبت منا ابسط مقومات الحياة التي تضمن لنا البقاء والصمود، واللحاق بركب الدول الأخرى التي تجاوزت كل عقباتها السياسية والاقتصادية التي تعترض سير التنمية والازدهار، وحلقت عاليا تعانق السماء أما نحن فمازلنا في الحضيض ولم نتجاوز أرنبة أنوفنا، وظللنا ندور في حلقة مفرغة، والسبب الاتكالية وحب الذات الذي استشرى في كل من اعتلى كراسي القرار. ودون معالجة موضوعية نابعة من المصلحة العامة للبلد والتعامل بشيء من المصداقية التي افتقدناها في كل من يلوحون بالأيادي ويرسمون الابتسامات العريضة على الشفاه ويخفون تحتها حقد الحاقدين. واقعنا اليوم كأنه خلق من ضلع أعوج خلقه المتمصلحون فإن حاولنا أن نقوّم اعوجاجه انكسر وإن تركناه أثقل كاهلنا. واقعنا اليوم أصابته تخمة الوعود الربيعية التي تشبه وعود عرقوب، فبات لا يستطيع المضي قدما لأن ترهلات أحشائه تدلت أمامه فأعاقت حركته. اليمن اليوم في مصاف الدول التي يفتقر أهلها للمقومات الحقيقية للحياة، بعيدا عن السبل الترفيهية التي هي من الضروريات في بلدان العالم، إلا أننا نحن اليمنيين لا نبحث عنها وجل ما نرجوه هو كسرة خبز يابسة نسد بها رمقنا، وبقايا ما أكلته السباع والضباع لنقتات عليه حتى وإن كان من لحم النطيحة والمتردية التي أزرى بها العابثون. واقعنا لن تفيده الهتافات ولا اللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي يقصد بها تمويه الصورة الحقيقة أمام أعيننا حتى نظن أن هناك تحركات بناءة لتغيير هذا الواقع. يجب أن نكون كالبنيان يشد بعضه بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى إلى أن تُستأصل الآفة التي فتكت به، بعدها ينام قرير العين.. فهل آن لنا أن نغير واقعنا؟ أم أنه سيظل يشكو قلة حيلته ولسان حاله يقول طريقك مسدود مسدود.