«الأيام» تزور روضتي النجاح والزهراء في مديرية ساه بمحافظة حضرموت .. عندما غابت جهات الاختصاص بجهود نسائية ذاتية تم إنشاء الروضتين

> «الأيام» قيس سالم الدوعني:

>
اطفال روضة النجاح
اطفال روضة النجاح
تبقى المرأة عنصرا مهما وفاعلا في بناء المجتمعات رغم ما تتعرض له من موجات التهميش ومحاولات الاقصاء، فما أقدمت عليه نسوة في مديرية ساه بمحافظة حضرموت يؤكد ما ذهبنا إليه إذ بادرت تلك النسوة إلى إنشاء روضتين للأطفال بجهودهن الذاتية في إشارة وتلميح للجهات ذات العلاقة، وهما روضة النجاح بحي البلاد وروضة الزهراء بحي الصيقة، ومع أن الكثير من مقومات الروضة تنقصهما إلا أنهما خطوة جريئة في سبيل إنشاء روضة لأطفال المديرية تحمل كل معاني الروضة ومدلولاتها

«الأيام» زارت روضتي النجاح والزهراء بساه ورصدت قصة النجاح الذي حققته الروضتان رغم شحة الإمكانات، واستمعت إلى هموم وتطلعات المشرفات على الروضتين، وعرجنا على الجهات ذات العلاقة بالمديرية لمعرفة موقع هذا المطلب في أجندتها.. وخرجنا بالحصيلة التالية:

في حي البلاد بمديرية ساه شمرت مجموعة من الفتيات اللواتي أوتين حظا من العلم عن سواعدهن في خطوة جريئة هي الاولى من نوعها على مستوى المديرية وأسسن روضة النجاح التي تسير بخطى واثقة في طريق النجاح بشهادة القاصي والداني من الاهالي وخلال زيارتنا لاطفال هذه الروضة قرأنا في أعينهم البريئة آلاف الكلمات التي تحمل من المعاني ما أن تفسيرها لتنوء به العصبة من الجهات المختصة. وتحدثت لـ «الأيام» الاخت أحلام محمد مديرة الروضة قائلة:

«تم تاسيس روضة النجاح الاهلية في 1/3/2006م فأقبل علينا الاهالي بأطفالهم بصورة فاقت توقعاتنا وما خططنا له ويبلغ عدد الاطفال المسجلين في الروضة (300) طفل وطفلة وقد تخرجت العام الماضي الدفعة الاولى (57) طفلا وطفلة أما عدد المربيات في السنة الاولى (7) وارتفع الى (9) في السنة الثانية وهن مربيات متطوعات لا يتلقين أي رواتب ثابتة من أي جهة وهذه المبادرة التي قمنا بها هي من شأن أصحاب الاختصاص لكن بعض الاعمال تحتاج من المواطن ان يلمح للجهات المختصة، وقد اعتمدنا منهجا للروضة يتم تدريسه في روضة أهلية بالمحافظة ولكن من خلال تدريس هذا المنهج وجدنا انه ضعيف ولا يلبي طموحاتنا فنحن نطالب الجهات ذات العلاقة ان تعتمد روضتنا رسميا وتوفر لنا كل المتطلبات ونطالب بمبنى خاص لأن المبنى الحالي وهو منزل لأحد المواطنين استأجرناه توجد به غرف ضيقة لا تسع هذا العدد الكبير من الاطفال. نتمنى ان تطور هذه الفكرة وتنال الرعاية ويحظى أطفالنا البراعم بالمكان الملائم وان نجد الدعم والمساندة، فنحن نعتمد في تسيير نشاط الروضة على المبالغ الرمزية التي يدفعها أولياء أمور الاطفال».

على الجهة الاخرى وفي حي الصيقة المركز الاداري للمديرية أسست روضة الزهراء على غرار روضة النجاح بمجهود نسائي لا تشوبه شائبة.

الوالدة كريمة مهيدي مديرة الروضة تحدثت لـ «الأيام» قائلة:«إيمانا مني بالحق المشروع لهؤلاء الاطفال فقد عملت جاهدة لتأسيس هذه الروضة وبذلت كل ما بوسعي حتى رأت النور في صبيحة 6/1/2007م فأقبل أطفال المنطقة عن بكرة أبيهم يتطلعون الى غد مشرق، وكثيرا ما تغمرني السعادة حين أرى البسمة على وجوه هؤلاء الاطفال الذين يبلغ عددهم (152) طفلا وطفلة وتتولى التربية في روضتنا ست مربيات لا يتلقين أي مقابل مادي وصعوباتنا كثيرة ابتداء من المكان الذي توجد به الروضة وهو حوش مناسبات ففي أي مناسبة تتعطل الدراسة، ايضا المنهج غير مناسب وعدم وجود الالعاب وضيق المكان حيث يتزاحم الاطفال في غرفة واحدة، نتمنى من الجهات ذات العلاقة ان توفر كل مستلزمات الروضة وتذلل كل الصعوبات التي تقف في طريقنا».

توجيهات المحافظ حبيسة الأدراج
لمعرفة ما يدور في أجندة الجهات المختصة بالمديرية بهذا الخصوص توجهنا الى الاخ أحمد صالح بافضل الامين العام للمجلس المحلي فقال:

«هذه المبادرة التي قامت بها مجموعة من النساء في المديرية أقول بكل صراحة وكل فخر انها مبادرة تستحق الاشادة والثناء فوجود روضة في المديرية أمر مهم ومطلب ملح لفلذات أكبادنا ورغم مطالبنا المتكررة بهذا الخصوص الا اننا لم نجد من يلبي فقد حملنا رسالة بتاريخ 6/12/2006م من المحافظ السابق والوزير الحالي الاخ عبدالقادر علي هلال بناء على ما وعد به أبناء المديرية في الامسية الرمضانية ونقلنا هذه الرسالة الى مدير مكتب التربية والتعليم بالوادي ولكن هذه الرسالة ظلت حبيسة الادراج والى الآن لم نر أي جديد، مرة أخرى نناشد الاخوة في الوادي والصحراء والمحافظة ان يلبوا هذا المطلب المهم لأطفالنا أسوة بباقي أطفال الجمهورية ونحن على استعداد لعمل أي شيء من شأنه ان يسهم في افتتاح الروضة وعند افتتاح الروضة الحكومية سنحاول استيعاب هؤلاء المربيات للاستفادة من خبراتهن السابقة ولأن الفضل يعود لهن في الاساس».

مكتب التربية: توجيهات المحافظ واضحة
الاخ محمد برك بن حليمان مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية تحدث قائلا:

«نحن في مكتب التربية نبارك هذه الفكرة وهي بطبيعتها جيدة وخلال زيارتنا للروضة لمسنا حجم الجهد الذي تقوم به المربيات الفاضلات وهذه التجربة ستتبناها الدولة ومكتب التربية بإذن الله فقد وضعنا في خططنا للعام القادم انشاء روضة حكومية تشمل جميع أطفال المديرية وقد تم حجز الموقع وهناك توجيهات واضحة من الاخ المحافظ وفي حال وجود روضة حكومية نحن لا نمانع وجود روضة أهلية لكن يجب ان تكون بتراخيص رسمية حتى نتفاعل معها ونقدم لها كل أوجه الدعم ونحن- مكتب التربية- نشيد مرة أخرى بهذه التجربة فقد لمسنا نتائجها الطيبة في الأطفال الذين أتوا منها والتحقوا بالتعليم الاساسي فقد تميزوا كثيرا عن باقي الاطفال والفضل يعود لانخراطهم في تلك الروضة».

من الظلم ان يبقى أطفال مديرية ساه من دون روضة ينفق عليها من حر مال الدولة، هذه المديرية التي ترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات سنويا من الحقول النفطية التي تحاصرها من كل الاتجاهات نتمنى ان ينظر بعين الانصاف لهؤلاء الاطفال ويتم التعجيل بإنشاء روضة لهم توفر فيها كل الامكانات التي تجعلها روضة بالمعنى الصحيح وتطويرا للروضتين اللتين أنشئتا بالجهود النسائية.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى