بيروت تحت حراسة الشركات الامنية الخاصة

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب/رويترز:

> دفع مسلسل التفجيرات التي تضرب لبنان من غير ان تتمكن اجهزة الدولة من وضع حد له، بعدد من المؤسسات في بيروت الى الاستعانة بخدمات الشركات الامنية الخاصة، ما جعل العاصمة اشبه بقلعة حصينة.

فمنذ ثلاثة اسابيع اصبح سكان العاصمة اللبنانية اسرى الخوف من وقوع تفجيرات جديدة تضرب كعادتها خبط عشواء المناطق السكنية والتجارية.

لقد استعادت بيروت طابع المدينة المحصنة. فموظفو هذه الشركات الامنية الخاصة يمنعون ركن السيارات على مقربة من مقار "زبائنهم" الذين غالبا ما يكونون سفارات ومصارف ومحال تجارية وحتى مستشفيات. هؤلاء الموظفون الامنيون مزودون باجهزة لكشف المتفجرات يؤمنون بواسطتها حراسة عدد من مواقف السيارات والمراكز التجارية والفنادق الكبيرة. ومع ان هذه الشركات ليست بجديدة على العاصمة اللبنانية الا ان انتشارها الواسع جعل منها ظاهرة لافتة.

ويقول العميد المتقاعد بيار حاجي جورجيو صاحب شركة "بروفشنال سيكيوريتي" (بروسيك) "الطلب هائل لدرجة ان عدد هذه الشركات ازداد عشرة اضعاف. فعندما اسست شركتي في 1999 لم يكن هناك الا سبع شركات مماثلة، اما اليوم فقد اصبح العدد خمسين شركة".

ويعتقد حاجي جورجيو ان عدد العاملين في قطاع الامن الخاص يربو على 15 الف شخص اي ما يعادل ربع عديد قوى الامن الداخلي وقسم كبير من هؤلاء هم عسكريون سابقون.

واضاف "ان مساعدي هو ضابط متقاعد من الجيش، ففي هذه المهنة من الافضل وجود اشخاص ذوي تنشئة عسكرية بسبب الحاجة الى الانضباط".

واوضح "نحن مساعدون للقوى الامنية حتى لو كنا لا نحمل السلاح علانية. نحن نتبادل واياها المعلومات ولدينا جهاز انذار موصول مباشرة بين المواقع التي نراقبها ومخفر الدرك الاقرب اليها".

غير ان السياسيين اللبنانيين لا يستعينون بخدمات الشركات الامنية الخاصة لتأمين حمايتهم، فلدى هؤلاء حراس شخصيون من انصارهم بالاضافة الى العسكريين المفصولين لحراستهم، على ما يؤكد مكرم احد الحراس الشخصيين للنائب الدرزي وليد جنبلاط.

وتقضي التقاليد اللبنانية بان يفتدي الانصار زعيمهم بالدم والروح، فهم يدركون انه في حال اصابهم مكروه سيتم التعويض على اسرهم.

وبلغ الخوف من التفجيرات مبلغا بحيث ان زبائن الشركات الامنية الخاصة باتوا يترددون في الحديث الى وسائل الاعلام.

وقال احد مدراء الفنادق الكبرى طالبا عدم الكشف عن هويته "المعلومات التي سنزودكم بها قد يستغلها الارهابيون الذين يتابعون الصحف".

ويقول العميد حاجي جورجيو من "غرفة العمليات" حيث يراقب على الشاشة عملية مواكبة لنقل اموال، "الحماية تعتمد اولا على الوقاية".

واضاف "يمكن لاجراءات الحماية الظاهرة ان تثني الارهابيين وتدفعهم الى التراجع عن تنفيذ اهدافهم لصعوبة المهمة".

ولكن ايا من اصحاب الشركات الامنية الخاصة لا يعلن عن اسعاره، فالسعر "يختلف باختلاف الزبون" على ما يؤكد معظمهم.

وتكلف الحماية الفعالة غاليا بسبب غلاء المعدات المستخدمة فيها. فثمن سيارة فورد المصفحة بالكامل (فئة بي 7) يبلغ 250 الف دولار وبدل ايجارها اليومي يبلغ 1500 دولار.

ولمواجهة مخاطر الاعتداءات الارهابية عمد اصحاب المطاعم والملاهي الليلية والمحال التجارية في شارع الجميزة، احد معالم السهر في بيروت، الى التعاون على دفع بدلات خدمات الشركة الامنية الخاصة "ميدل ايست سيكيوريتي".

وقال مكرم الزعني احد اصحاب المطاعم "هذا الامر يكلفنا 23 الف دولار شهريا، ومقابل هذا المبلغ نحصل على كاميرات مراقبة ودوريات ليلية واجهزة كاشفة للمتفجرات في مواقف السيارات".

واضاف "قد تكون دوريات الحراس برفقة كلاب بوليسية الحل الامثل بالنسبة الى مكان للسهر، غير ان زبائننا يشتكون بما يكفي من اجراءاتنا".

وحتى الساعة، وسواء اكان مع كلاب بوليسية او بدونها، فان بيروت تعيش اسيرة الخوف واصبح خروج سكانها نادرا في حين تقفل المراكز التجارية ابوابها في وقت ابكر من المعتاد.

لبنان يعتقل ثلاثة يشتبه في انتمائهم للقاعدة
قالت مصادر أمنية ان قوات الأمن اللبنانية اعتقلت أمس السبت ثلاثة يشتبه انهم اعضاء في القاعدة بينهم بلجيكي في وادي البقاع الشرقي.

وقالت المصادر ان بلجيكيا ولبنانيا اعتقلا خلال غارة في قرية بعلبايا. وفي بروكسل قال متحدث باسم وزارة الخارجية ان السفارة البلجيكية في لبنان تعلم ان رجلا "يحمل اوراقا بلجيكية" اعتقل.

واعتقل لبناني اخر عثر عليه ومعه اسلحة في قرية بر الياس القريبة حيث فككت قوات الامن الاسبوع الماضي ما وصفته بانه خلية للقاعدة تعد لهجمات بسيارات ملغومة في لبنان.

وقالت المصادر الامنية ان القوات صادرت ايضا اسلحة ومتفجرات وان تسعة اشخاص على الاقل جرى اعتقالهم الان فيما يتعلق بالخلية.

واضافت المصادر ان قوات الامن صادرت "وثائق مهمة" من ثلاثة منازل في قرية الخيارة بالبقاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى