كهرباء لحج .. ريادة وإيرادات ومعاناة

> «الأيام» هشام عطيري:

>
ظلام دامس يلف الشارع الرئيسي بالحوطة
ظلام دامس يلف الشارع الرئيسي بالحوطة
وفق حسابات الزمن فإن العام 1943 هو العام الذي وصلت فيه الكهرباء إلى لحج وهذا يعني أن كهرباء لحج في العقد السابع حالياً، وطبقاً لذلك يفترض أن تكون من المدن النموذجية في استخدام الطاقة الكهربائية و ديمومتها.

لكن واقع الحال يعطي مدلولاً آخر أكثر سوداوية، فالمحولات الكهربائية انتهى عمرها الافتراضي ولا تخضع للصيانة، بالذات في فصل الشتاء، وعندما يحل فصل الصيف تنكشف عورات مؤسسة الكهرباء بلحج ويتحمل تبعات ذلك المواطن المسكين الذي يجد نفسه في معاناة دائمة لا يحتملها الأصحاء، فما بالك بالمرضى أو المسنين أو الأطفال، الذين لا تعيرهم المؤسسة أي أهمية، بينما نجد عمالها يفصلون التيار الكهربائي في حالة عدم استطاعة المستهلك سداد الفواتير.

عن حال الكهرباء في لحج والمعاناة التي تتكرر في كل صيف كان لنا هذا النزول الميداني واللقاء بالناس لنقل معاناتهم من الواقع .. فهاكم حصيلة ما جمعناه .

> نرجس محمد، طالبة، قالت:

«سأتحدث عن واقع الكهرباء من زاوية موقعي فأنا إحدى طالبات الصف الثالث الثانوي وعلى وشك أن نتقدم لامتحاناتنا النهائية بعد أيام.

وهذا يعني أننا حالياً في عد تنازلي ولا بد أن نستعد من الآن وبشكل مكثف، لكن كيف لنا أن نذاكر في ظل هذا الوضع.

فعند الذهاب للدراسة يتم قطع الكهرباء، وتخيل أن يتم قطع الكهرباء عن فصل به أكثر من أربعين طالبة وفي هذا الصيف القائظ وما الذي سيترتب على هذا الأمر من معاناة، وعندما نعود إلى منازلنا تتكرر الانقطاعات من 4-3 مرات في اليوم، ولأكثر من ثلاث ساعات أو أربع ساعات أحياناً، وهو ما يبعث على التذمر وينعكس سلباً علينا.

أسلاك كهربائية متدلية تسبب انقطاعات مستمرة
أسلاك كهربائية متدلية تسبب انقطاعات مستمرة
فهل تتدخل قيادة المحافظة لمعالجة هذا الوضع معالجة جذرية؟ سؤال نوجهه لذوي الشأن».

> علي قائد صالح (ابو عصام)، شاعر شعبي، قال:

«إن انقطاع الكهرباء العشوائي والذي لا يعرف له موعد ولا سبب يذكر قد أضحىيشكل ضرراً بالغاً على مقتنيات المواطن الكهربائية ويؤدي إلى تلفها، وتلف الكثير من المواد الغذائية، ناهيك عن شدة الحر الذي يعانيه المواطن في النهار والليل، ولنا هنا أن نتصور كيف حال الأطفال الرضع مع وضع كهذا. إن انقطاعات الكهرباء المتكررة ما بين الحين والأخر تشكل ضررا غير عادي على سير أعمال المؤسسات والمرافق والمصالح العامة والخاصة على حد سواء وتعطيل الأعمال والانتاج، وهو ما له بالغ الضرر على تطور الاقتصاد الوطني.

وأما تعامل المؤسسة مع المواطنين فهي إن قطعت الكهرباء فليس عليها رقيب ولا حسيب، وكانه لا يعنيها من الأمر شيء، وإن تأخر المشترك عن تسديد الفاتورة تعرض لعقوبة القطع و(حقها حق وحق الناس مرق)».

> وليد علي إسماعيل، موظف، قال:

«أنا أعتقد أن السبب الرئيسي لهذه الانقطاعات المتكررة هو التراخي اللا مسؤول من قبل جهات الاختصاص في المؤسسة تجاه المستهلك وبالذات في أيام الشتاء.. وما أن يحل موسم الصيف حتى نجني ثمار هذا التراخي معاناة لا تنتهي. أنا أرجو منك أن تنزل إلى بعض الحارات فستجد أن الأسلاك الكهربائية تتدلى فوق أعناق البشر، وهذا يشكل خطورة عليهم ولكن مؤسسة الكهرباء لا تبحث سوى عن الايرادات وموظفيها لا يبحثون الا عن العمل الإضافي ونحن من يدفع الثمن.والجهات المسؤولة مطالبة بتصحيح وضع الكهرباء».

> عبدالرحمن ناصر عبدالملك، متقاعد:

«للاسف الشديد أن اغلب المحولات في مدينة الحوطة يقترب عمرها من 25 سنة دون صيانة أو اهتمام إلا عند خراب مالطه، ومما يزيد الدهشة والاستغراب أن الطلبات للحصول على التيار الكهربائي تقدم إلى المؤسسة بشكل مستمر، دون أن يحدث تطوير أو توسع في المحولات الكهربائية أو صيانتها بشكل مستمر.وانقطاع التيار الكهربائي فيه ضرر بالغ على المرضى خصوصا مرضى الجلطة أو ضيق التنفس بل يعرض حياتهم للخطر.

اجهزة كهربائية اصابها العطب.. منظر يتكرر كل صيف
اجهزة كهربائية اصابها العطب.. منظر يتكرر كل صيف
أرجو أن يصل صوتي إلى أعلى مسؤول فلقد وعدونا بأنه قبل نهاية 2006م ستكون نهاية هذه الانقطاعات، وللأسف مضى العام 2006م والآن نحن في منتصف 2007م وقد ازدادت انقطاعات الكهرباء.. نرجو أن يتحملوا المسؤولية في هذا المجال الحيوي الهام المرتبط بحياة الناس جميعاً، والإسراع بمعالجة أؤضاع الكهرباء، وحسبنا الله ونعم الوكيل».

> وسيم عارف، عامل بالقطاع الخاص، قال:

«إذا كنت تريد أن تعرف وضع كهرباء لحج فانظر إلى وجوه الناس ومعاناتهم وهم في الأسواق فما بالك بمن هم محشورون داخل المنازل من نساء وأطفال ومرضى كيف سيكون حالهم؟

هذه المعاناة تتكرر في كل عام عند قدوم فصل الصيف بحرّه القائظ. وهذا يعني أن هناك تقصيرا من قبل مؤسسة الكهرباء في الصيانة في فصل الشتاء، ثم أين هي إيرادات مؤسسة الكهرباء الكبيرة؟ لماذا لا يتم شراء مولدات ومحولات كبيرة إن كان هناك عجز في التوليد كما تدعي المؤسسة.

المجلس المحلي في المديرية والمحافظة لم يحرك ساكناً ونخشى أن يكون قد تأقلم مع هذا الوضع ونسي مهامه الأصلية».

> أحمد محمد الزيدي، مهندس كهرباء:«خلال الصيف من كل عام يأتينا عدد كبير من الاجهزة الكهربائية العاطبة وفي رأيي أن من أهم أسباب عطب الأجهزة الكهربائية الصدمات الكهربائية التي تحدث في انقطاع ولا تبقى الأجهزة الكهربائية أكثر من عام في الغالب بسبب قوة وضعف الكهرباء.

وفي بعض الأحيان ازدياد قوة التيار إلى حوالي 300 فولت وهذا يدل على تهالك وقدم المحولات الكهربائية التي تسبب ضعفا وازديادا في في التيار في آن واحد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى