العولمة وطمس الهوية الثقافية

> «الأيام» محمد صالح باعكابة:

> شهدت حضرموت نهضة ثقافية شاملة في جميع المجالات ساعدت على تأسيس قاعدة متينة للإبداع الفكري المنير الذي أشاع ضوءه الساطع في كل مكان وصل إليه، بواسطة العقول النيرة التي رسمت لنا لوحات فنية مازالت عالقة في عقول الجماهير الحضرمية، رغم مرور عقود من الزمن ومراحل سياسية متعددة غيرت ملامح الإبداع والفن في حضرموت لأسباب يعرفها الجميع.. وظل الصراع مستمراً بين المثقفين وأعداء الثقافة من أجل أن تبقى حضرموت التاريخ والثقافة والعلم والإبداع قولاً وفعلاً على أرض الواقع الثقافي، من خلال الحفاظ على الأصالة التي خلفها لنا الأجداد في كل المجالات الإبداعية منذ مئات السنين، وهذه مهمة جسيمة تقع على عاتق المثقفين من أبناء حضرموت أحفاد عمالقة الإبداع الذين رحلوا عنا ونحن في أمس الحاجة إليهم في هذا الزمن بالذات، ومنهم الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار والأديب محمد عبدالقادر بامطرف ومحمد عبد القادر بافقيه والسيد عبدالله محفوظ الحداد والشاعر عبد الرحمن باعمر والشاعر حداد بن حسن الكاف والفنان محمد جمعه خان والفنان بدوي زبير ويسلم دحي وسالم بازياد وغيرهم كثر، وكان رحيلهم عنا بمثابة كارثة وزلزال قوي هز أركان حضرموت، وظلت الساحة الثقافية خالية من البديل الحقيقي.

ولكن حضرموت الخير مازالت حبلى بالعديد من المواهب الشابة والعقول النيرة، التي تخرجت في مدارس الرعيل الأول من جيل العمالقة وبدأت تثبت أقدامها على الساحة الثقافية وتنشر كل ما عندها من تراث أصيل ومتعدد من أجل إيصاله إلى الجيل الجديد من الشباب، الذي بدأ يتأثر بالغزو الفكري من الخارج تحت مسمى العولمة، التي وصلت إلى بلادنا من خلال القنوات الفضائية ومقاهي الانترنت المنتشرة في مدينة المكلا التي يرتادها عدد كبير من الشباب في سن المراهقة من أجل البحث عن مواقع تشبع رغباتهم وتوسع مداركهم العلمية.

والواجب علينا الحفاظ على الشباب من الانحراف الفكري والتقليد الأعمى لكل ما هو قادم من الخارج، حفاظاً على العادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعنا الحضرمي المحافظ، وتعريف شبابنا على تراثنا الحضرمي الأصيل الذي تركه أجدادنا المبدعون من أجل الحفاظ على هوية حضرموت الثقافية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى