بوش يبدأ زيارته الى روما وسط احتجاجات

> روما «الأيام» جينا دوغت :

>
القبض على احد المتظاهرين
القبض على احد المتظاهرين
التقى الرئيس الاميركي جورج بوش بالبابا بنديكتوس السادس عشر أمس السبت في اول لقاء بينهما في الوقت الذي تجمع متظاهرون مناهضون للحرب في روما احتجاجا على زيارة بوش الى ايطاليا.

وكان بوش صرح للصحافيين الاوروبيين الشهر الماضي انه "سيكون مستمعا" لما سيقوله البابا البالغ من العمر 80 عاما، خلال اللقاء الذي مدته نصف ساعة.

وجاء في بيان للفاتيكان ان البابا اعرب لبوش عن رغبته في التوصل الى حلول "اقليمية عن طريق التفاوض" للنزاعات في الشرق الاوسط.

واضاف البيان انه جرى خلال اللقاء بحث "قضايا السياسة الدولية الرئيسية، خاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط والنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، ولبنان، والوضع المقلق في العراق، والوضع الحرج للمسيحيين في العراق".

وقال البابا "نامل مرة اخرى في التوصل الى حلول اقليمية عن طريق التفاوض للنزاعات والازمات التي تعاني منها المنطقة"، حسب البيان الذي وصف اللقاء ب"الودي".

وكان البابا اعرب في رسالة عيد الفصح هذا العام انه "لا شيء ايجابيا خرج من العراق".

والتقى الرئيس الاميركي كذلك مع عدد من المسؤولين في الفاتيكان لمناقشة مكافحة مرض الايدز في افريقيا بموجب برنامج "دريم" المخصص لتعزيز مصادر الادوية ضد الايدز وسوء التغذية.

والتقى بوش رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في وقت لاحق من أمس السبت بعد يوم من الكشف عن تقرير حول سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) في اوروبا.

الرئيس الاميركي جورج بوش مع البابا بنديكتوس السادس عشر
الرئيس الاميركي جورج بوش مع البابا بنديكتوس السادس عشر
وبدأ بوش، الذي وصل الى روما في وقت متاخر من أمس الأول عقب مشاركته في اجتماع قمة الثماني التي عقدت في المانيا، زيارته الى روما بلقاء الرئيس الايطالي جيورجيو نابولتانو.

وفرضت اجراءات امنية مشددة في روما حيث انتشر نحو 10.000 من رجال الشرطة من بينهم مئات من عناصر مكافحة الشغب، اضافة الى عشرات العربات المدرعة في وسط العاصمة بينما حلقت المروحيات في الاجواء.

ويعتزم المتظاهرون تنظيم احتجاجين منفصلين مساء السبت، واحد ينظمه التيار اليساري من ائتلاف برودي المنقسم على نفسه، والثاني ينظمه متظاهرون اكثر تشددا مناهضون للولايات المتحدة.

وطلب برودي من اعضاء الحكومة في حزب "التجدد الشيوعي" والحزب الشيوعي وحزب الخضر عدم المشاركة في التظاهرات، فيما يعتزم قادة الاحزاب ونواب البرلمان المشاركة فيها.

وصرح وزير الرفاه باولو فريرو من حزب التجدد الشيوعي أمس الأول انه لن يشارك في الاحتجاج انطلاقا من "حسه بالمسؤولية" فيما اشار الى ان بوش "مخطئ، واستطيع فهم من يعارضوه".

وتعتبر المسائل العسكرية من اكثر المسائل المثيرة للجدل في ايطاليا، ومن بينها التزام روما بنشر قوات لها في افغانستان، وخطة الحكومة توسيع قاعدة عسكرية اميركية في شمال شرق ايطاليا والتي تلقى معارضة شعبية واسعة.

وكان برودي اجبر على التنحي عن منصبه لفترة وجيزة قبل ثلاثة اشهر بعد ان خسر تصويتا على سياسته الخارجية في مجلس الشيوخ خاصة بسبب انتشار 2000 جندي ايطالي في افغانستان، وعدم وجود دعم من اليسار المتطرف لائتلافه الحاكم.

وقال بوش في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" انه يرغب في التحدث الى برودي حول "الخيارات الصعبة" في افغانستان.

واضاف "اود ان ابلغه باهمية التزام ايطاليا في افغانستان، الان وفي المستقبل".

وتاتي زيارة بوش الى ايطاليا في الوقت الذي كشف المقرر الخاص لمجلس اوروبا ديك مارتي أمس الأول ان مراكز اعتقال تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) اقيمت في بولندا ورومانيا بين العامين 2002 و2005 بموافقة رئيسي الدولتين.

وفور ذلك دعت المفوضية الاوروبية دول الاتحاد الاوروبي المتهمة بالمشاركة في البرنامج الى اجراء تحقيقات حيادية "بالسرعة الممكنة" لتحديد المسؤولية عن ذلك.

وتاتي الزيارة في الوقت الذي بدأت أمس الأول في ميلانو شمال ايطاليا محاكمة تاريخية ل26 عميلا من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ولمسؤولين من الاستخبارات العسكرية الايطالية، في قضية خطف امام مصري سابق في ايطاليا سنة 2003.

وتوترت العلاقات بين واشنطن وروما كذلك بسبب قضية مقتل الضابط في الاستخبارات الايطالية نيكولا كاليباري بنيران عنصر من المارينز الاميركي في الرابع من اذار/مارس 2005.

وقتل نيكولا كاليباري بعد ان توصل الى الافراج عن صحافية ايطالية، في الرابع من اذار/مارس 2005 وهو في طريقه الى مطار بغداد برصاص اطلقه عنصر المارينز ماريو لوزانو,يحاكم عنصر المارينز غيابيا في روما بتهمة القتل العمد ومحاولة القتل.

الا ان معظم المراقبين يقولون ان الصداقة الطويلة بين روما وواشنطن لا تزال قوية رغم العثرات.

وصرح سيرجيو رومانو المحلل السياسي لوكالة فرانس برس ان "بوش قرر اخيرا القدوم الى ايطاليا في اشارة الى تحسن الامور. اميركا لا يمكنها ان تبقي على مظهر الدولة الغاضبة الى الابد". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى