> هكذا شاءت إرادة الله عز وجل أن ينقذ أبناء العريش طفلة مولودة رمى بها (المجرمون) بين أمواج البحر وكلاب البر الجائعة .. وأخذها الأب الصادق ناصر المجلبع الفقير مادياً والغني بالرجولة والشهامة .. فجأة ظهر أولئك الذين يعكسون الأمور، ويلبسون الحق ثوب الباطل، والباطل ثوب الحق، مموهين الحقائق حتى يندفع أبناء المجلبع (عفواً أبناء العريش) للتصديق والاستسلام .. ولكن هيهات أن يصمت الحق ووراءه مطالب.

لقد استكثر على الأخ ناصر المجلبع أن يؤدي واجباً دينياً وإنسانياً، بعد أن استصعب على الجهات المسئولة إحضار الجناة .. يا لها من مفارقات عجيبة .. كانوا يعتقدون أن الخيرين في العريش قليلون وأن المجلبع يخوض الدفاع عن الطفلة لوحده .. إنهم يعتمدون على القشور في فهمهم للواقع .. وما خيروا بين أمرين إلا اختاروا أسوأهما .. يا إخواني حكموا الدين والمنطق والضمير والعقل، ثم انظروا إلى ما تصلون إليه.. امرأة مقتولة أمام العريش، تصنيع عملة مزورة، طفلة مولودة مرمية، كل هذه الجرائم قام أبناء العريش مع المخلصين من رجال الأمن بكشفها .. وهذا يعني أن أبناء العريش هم أسياد على أرضهم، فلا تؤذوا الشرفاء يا ذوي الألباب .. وكافئوا من كشف المخبوء وفضح المستور .. جاء في الحديث الصحيح «من دعا بدعوى الجاهلية فهو في جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم».

ومع ذلك فنحن لا نقنّط من قاموا بنهب ملعب أهل العريش ولا من أخرجوا الأخ أحمد عبادي من منزله من رحمة الله، ولكن فقط نقول لهم اتقوا الله واعترفوا بالخطأ، وأخرجوا من نفق عدم الفهم ومن الغرف المظلمة وانظروا إلى بسطاء الناس .. وأعيدوا حقوقهم ولا تتجاهلوهم، خاصة وأننا لا نجد في تصرفاتكم أية مبررات منطقية .. وما ولد حالة من الدهشة والتساؤلات غير الطيبة هو من الذي جعل بعض رجال الأمن يتصرفون بهذه الطريقة بشأن طفلة العريش؟! وهل هذا القرار، قرار شخصي أم قرار المحافظة؟ علاوة على أن كل ما يجري في العريش يصب في خانة واحدة، هي أننا بحاجة إلى محاسبة قانونية تحقق العدالة المطلوبة، وتقضي على المصالح الشخصية لبعض المسئولين، التي يمكن أن تؤدي إلى فشل كل الجهود التي يبذلها المجلس المحلي في المحافظة.

ختاماً بارك الله في أب «طفلة العريش» الذي رأى الحق فاتبعه، وفي أهل العريش الذين تبنوا مشقة الوقوف إلى جانب الأخ ناصر المجلبع .. وفتحوا العيون .. وعلى كل مرتكن إلى هيبة المتنفذين السلام!!