> لا أدري على أي أساس ومقياس كان ذلك التكريم الذي قدمه الأخ أحمد محمد الكحلاني لبعض الفنانين من محافظات عدن ولحج وأبين بمناسبة العيد السابع عشر للجمهورية اليمنية، وكيف تم الاختيار؟ ليس معنى هذا أني معترض على هذا التكريم بل العكس أنا معه، ولكن هناك من هم أبرز وألمع وأسطع من الضوء، فنانون مناضلون ألهبوا الثورة وأثاروا حماس المواطنين وغنوا للوحدة وهي ما تزال حلماً، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر من عدن الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم، الذي غنى هو وأمل كعدل أغنية الوحدة اليمنية قبل الوحدة بسنين طويلة، ومن أبين الفنان والمناضل الجسور محمد علي ميسري الذي غنى في 72م للوحدة اليمنية أغنية (غني يا عدن الثورة) وهي من كلماته وألحانه، وأغنية (لقاء الأحبة) عام 90م التي تعرف باليمن الواحد والفرح العظيم، وكذلك المرشدي هذا الهرم الفنان والكاتب والملحن والمناضل، والعملاق محمد محسن عطروش ومحمد سعد عبدالله وغيرهم كثير من الفنانين لا مجال لذكرهم هنا وكلنا نتذكرهم، أم أننا ننسى الذين فارقونا ودورهم وما قدموه؟

بقدر ما أنا مع هذا التكريم إلا أنني أتساءل تحت أي مسمى ومقياس تم تكريم هؤلاء؟ وأين بقية رموز الأغنية اليمنية في عدن ولحج وأبين، وإن كان هذا التكريم في هذه المناسبة لمن لهم إسهامات وطنية فاسمحوا لي أن أقول لكم إن هناك تخبطاً وعشوائية في مثل هكذا تكريم، ليس هناك إنصاف للأحياء والأموات من هؤلاء المبدعين، ومكتب الثقافة عدن يتحمل مسؤولية هذا التهميش والعشوائية في الاختيار ولا أدري كيف غابت عن بال الأستاذ القدير عبدالله باكدادة أسماء العمالقة؟ كان من المفترض أن يكون التكريم مرتباً بحيث نبدأ بالعمالقة من المبدعين في الصف الأول وتستمر عملية التكريم في باقي المناسبات بالتسلسل وبالدور الأول فالأول.. إلى متى سنظل نرتجل في مثل هذه الأمور الحساسة التي بحاجة إلى صدق وأمانة وإخلاص؟

نحيي مثل هذا التكريم ونريده أن يتواصل، ولكن بمقاييس وضوابط الدقة والأمانة والإخلاص كما قلنا، بعيداً عن المجاملة والمحسوبية، ولكل مبدع نصيب من التكريم، ويجب أن يكون تكريماً يليق بتاريخ وعطاء هذا المبدع أو ذاك وليس مجرد دعاية وبهرجة إعلامية على حساب أناس قدموا عمرهم وصحتهم وكل ما يملكونه في محراب الفن.. وخلاصة الكلام نعم لتكريم المبدعين ولكن بعدل وإنصاف وضوابط.