> عبدالقوي الأشول:
قلما يجرى الحديث في مجتمعاتنا العربية عن التعليم العلمي والتكنولوجي.. حتى أن مشاركة الطلاب العرب في بعض المسابقات الدولية في مجالات الاختراعات العلمية نادرة إن لم تكن منعدمة.. وربما مثل هذا العام استثناء لافتا، حيث عاد عدد من الطلاب من المملكة العربية السعودية بعدد من الميداليات الذهبية والفضية.. حين استطاعت مشاركتهم أن تلفت الانتباه إلى ما لدى هؤلاء الطلاب من ابتكارات.. وهو - أي النجاح - تشريف لكل عربي خصوصاً بعد أن فقد امتدادنا الجغرافي الاهتمام بمثل هذه العقول البشرية الغضة القادرة إذا ما أحيطت بالاهتمام على تحقيق نجاحات عظيمة.. بل إن هذه البادرة تشكل دافعاً لدى الجهات التربوية في الوطن العربي لتطوير مسائل البحث العلمي والتكنولوجي وتحفيز العقول المبدعة من خلال رعايتها وتقديم الإمكانيات الضرورية لممارسة مثل هذا النشاط، على اعتبار أننا إزاء تحدٍّ عصري لا يمكن مجابهته إلا بعقول الأبناء النيرة وباستثمار العقول المبدعة، مدركين تماماً أن الاستثمار في هذه الميادين ذو مردود ضخم على المستوى الاقتصادي وهو ما يدعو للاعتراف الصريح أولاً بأننا مازلنا بعيدين عن قواعد التفكير العلمي والتكنولوجي، بدليل أن ما ينفق على هذا الصعيد لا يتجاوز في مضمونه مجرد رفع العتب، إذا ما قورن بمجالات الإنفاق الأخرى، وتحديداً الأمنية والعسكرية ولا أعني مجال الأبحاث العسكرية لأنها هي الأخرى مغيبة، ثم إن التفكير بحل مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية ليس بعد مقترناً حتى في الأذهان بمبدأ المرور عبر طفرات تعليمية عارمة تأخذ في الحسبان منهاجية التعاطي مع الأمر من زوايا عدة، ونسج علاقات بهذا الاتجاه مع مراكز الأبحاث العالمية، إلى إيلاء ذوي الميول العلمية البحثية اهتماماً خاصاً، وهي قضايا لا يمكنها أن تأتي بغتة بقدر ما هي نتاج جهود مخلصة ومكثفة وأنظمة سياسية تؤمن بمثل هذا الاتجاه في تطورها التنموي، ولا نذهب بعيداً.. فلنعتبرها تجسيداً حيا وحقيقياً لمبادئ ديانتنا الإسلامية السمحاء بكل ما فيها من حض على العلم من المهد إلى اللحد، لا بل تجسيداً لعظمة الديانة الإسلامية.. التي بدأت رسالة وحيها الرباني على لسان جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله {اقرأ..}.. {اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}.
ثم أليس من المفارقات المدهشة أن تضع دولة إسرائيل مبدأ التعليم لديها ولدى مؤسسي فكرتها الصهيونية قبل نشوء الدولة.. أي أن فكرة التعليم العلمي التكنولوجي تحديداً سابقة لما سواها، ما جعلها تحافظ على نمط تفوقها في مختلف الميادين، بل إنها تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية في حجم ما ترصده لهذا الجانب والجوانب البحثية العلمية التكنولوجية بصفة خاصة، إذ بلغ في مطلع القرن الراهن 7.6% من الناتج القومي، قياساً بـ 5.6% من الناتج القومي الأمريكي.
أما في واقعنا العربي فلا يتجاوز حدود رفع العتب كما أسلفنا، أما ما هو أكثر أهمية على هذا الصعيد ما نسمع من تكامل عربي على مختلف الصعد، إلا أنه في جوهره لم يأخذ بمبدأ التكامل الجدي على الصعيد التعليمي والبحثي، خصوصاً في المجال العلمي والتكنولوجي، وما يتصل بهذه السلسلة من تشجيع إبداعات العقول خصوصاً في مراحل التعليم المبكرة.. رغم أن نجاح فكرة كهذه ممكن بالتمويل العربي بحيث تشكل نواة للاستثمار البشري المربح وحاضنا حقيقيا للعقول العربية المتميزة.
ثم أليس من المفارقات المدهشة أن تضع دولة إسرائيل مبدأ التعليم لديها ولدى مؤسسي فكرتها الصهيونية قبل نشوء الدولة.. أي أن فكرة التعليم العلمي التكنولوجي تحديداً سابقة لما سواها، ما جعلها تحافظ على نمط تفوقها في مختلف الميادين، بل إنها تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية في حجم ما ترصده لهذا الجانب والجوانب البحثية العلمية التكنولوجية بصفة خاصة، إذ بلغ في مطلع القرن الراهن 7.6% من الناتج القومي، قياساً بـ 5.6% من الناتج القومي الأمريكي.
أما في واقعنا العربي فلا يتجاوز حدود رفع العتب كما أسلفنا، أما ما هو أكثر أهمية على هذا الصعيد ما نسمع من تكامل عربي على مختلف الصعد، إلا أنه في جوهره لم يأخذ بمبدأ التكامل الجدي على الصعيد التعليمي والبحثي، خصوصاً في المجال العلمي والتكنولوجي، وما يتصل بهذه السلسلة من تشجيع إبداعات العقول خصوصاً في مراحل التعليم المبكرة.. رغم أن نجاح فكرة كهذه ممكن بالتمويل العربي بحيث تشكل نواة للاستثمار البشري المربح وحاضنا حقيقيا للعقول العربية المتميزة.