حذار يا أولياء الأمور

> «الأيام» هشام عثمان صالح:

> من المتعارف عليه أن الأسرة هي أساس وعماد المجتمع، فإذا لم توجد أسرة صالحة راسية في العمق، جذورها ثابتة في قاع الأرض، لا تكون هناك حياة أصلا كالشجرة التي جذورها مهزوزة غير قوية ينقصها الماء والرعاية فتجد ثمارها غير ناضجة وغير سوية وقد لا تثمر أساسا، كذلك الأسرة إذا لم تحافظ على ثباتها وقيمها وأصلها ودينها وإيمانها بالله لن تكون قد أدت رسالتها التي وجدت لأجلها والتي هي أساسا قد طُبقت معهم سابقا من قبل والديهم عندما كانوا أبناء قبل أن يكونوا آباء.

وعليه أوجه رسالتي هذه إلى أولياء الأمور بأنه آن الأوان كي تفيقوا من سباتكم هذا الذي طال فوق المعقول، أن تقفوا مع أنفسكم ولو ليوم واحد لتروا ما هو حاصل، وأن لديكم أمانة في أعناقكم يجب عليكم ان تتحملوها على عاتقكم أم أنكم استسلمتم للواقع المرير الذي فرضتموه على أنفسكم وتعكسونه على أبنائكم؟

إلى متى نرى إخواننا وأبناءنا وهم في ضياع أكيد وأمام أعينكم يلهون ويرتعون ويفعلون ما تشتهيه أنفسهم وغرائزهم وأنتم تنظرون فقط وتستمتعون في مقايل القات، ألم تسألوا يوما أولادكم من أين تأتون وإلى أين تذهبون وماذا تدرسون؟ ألم تسألوهم يوما ماذا تشاهدون في صندوق الشيطان (التلفاز) الذي أصبح كل ما فيه من أفلام هابطة وأغان رخيصة ومسلسلات رديئة لا تهدف لشيء هي كل ما يتهافت عليه أبناؤنا وإخواننا ونجدهم يقلدون أي شيء يرونه شكلا ومضمونا، بل إنه قد يشارك الأبوان أبنائهما في تلك البرامج اللا أخلاقية وكأنها شيء عادي بحجة التطور وتغير الزمان وأن هذه الأشياء أصبحت مرغوبا بها وأن من يتماشى معها فهو الشخص المتحضر بمعنى (رجل أو إنسان هذا الزمان). فيا أسفي على ما يجري هنا عندما ترى هذا كله وعندما ترى فتاة في مراهقتها تلبس ما شاءت وتخرج متى أرادت.. أو ترى أبناءنا يتسكعون في الأسواق وفي أركان الحارات إلى أواخر ساعات الليل بل حتى ساعات الفجر، وأولياء الامور مازالوا في سبات، وأي سبات!، بل في ضياع والعياذ بالله.

فحذار يا أولياء الأمور، فأبناؤكم أمانة في أعناقكم، فاحذروا قبل أن تقع الفأس في الرأس، وعليكم بالإيمان والثبات والرجوع إلى الله عز وجل، فكن مع الله يكن معك.. اللهم أبعد عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى