كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
عندما يتحدث أي أحد عن شيء لأسباب خاصة بشخصه أو بأسرته أو بوطنه أو بموقفه المبدئي.. لابد أن يكون منطقيا هادئ الأعصاب.. هذا إذا أراد أن يحقق مكسبا ويخرج بنتيجة يستفيد منها في حواره مع الطرف الثاني إذا كان ما يقوله ليس صحيحا أو أنه لا يقبل الرأي الآخر.. أما إذا كان الطرف الأول نبرته عالية وعبارته حادة وأعصابه متشنجة.. فمن الطبيعي جدا أنه لن يحقق شيئا.. فالمواقف الانفعالية لا تجدي ولا تنفع.

< وعندما نرفض شيئا لأسباب سياسية أو لأسباب شخصية.. لابد أن نجعل أسباب هذا الرفض معقولة وأن نجد عذرا للطرف الآخر إذا كان له رأي آخر.. وأن نكون بعيدين في أسوأ الظروف والأحوال عن الإساءة والتجريح.. لأن الحماسة إذا تجاوزت حدها قد تقودنا إلى عدم احترام الآخر أو وضع أي اعتبار له فيكون الهجوم أعنف وأوجع.. ويكون الخطأ أكبر وأفدح.

< وفي أي مجتمع إنساني لابد أن تكون هناك أخطاء مؤكدة وسلبيات واضحة.. فكل شيء سلبي أو إيجابي موجود في أي مجتمع.. ولابد من معالجة ما هو (سلبي) وتطوير ما هو (إيجابي).. أي أن التغيير لابد منه إلى (الأفضل).. لأن الناس ضاقوا من كثرة الكلام واللهجة الواحدة التي لا تنتهي.. ولذلك يتمنون لو أنهم يسمعون نغمة جديدة.. بعد أن ضاقوا بالحالة الواحدة.. ويريدون أن ينتقلوا إلى (الأحسن والأنفع).

< إن اليابان مثلا من أعظم دول العالم صناعيا وأكثرها مالا.. ولكن من المؤكد أنها تتمنى لو كانت لديها أرض مثل هذه الأرض الواسعة.. وخيراتها الضخمة.. النفط.. الغاز.. وما خفي من المعادن المدفونة تحت الأرض أعظم.. فهي لا تملك ثروة نفطية ولا معادن ولاخامات لصناعتها.. ولكنها تصنع كل شيء.. وتتفنن في كل شيء تصنعه وتنتجه وتطوره باستمرار إلى الأروع والأرخص.. ولذلك أصبحت تنافس أسواق العالم بصناعتها.. وصارت أسواق العالم مفتوحة لمنتوجاتها الصناعية لأنها أجود وأرخص.

< ولكن كيف هانت بلادنا علينا؟.. ولماذا لا تكون لنا قوة المحاسبة والقدرة على المراجعة والرجوع عن الخطأ؟.. هل لا نستطيع أن نبني بلادنا وندفع بها إلى الأمام لتصل إلى مستوى البلدان المتقدمة؟.. ماذا ينقصنا وكل شيء موجود عندنا فوق الأرض وتحت الأرض؟.. هل بلادنا خالية من الثروات؟.. وهل لا أمل ولا مستقبل لبلادنا؟.. ولماذا أصبحنا بعيدين عن التقدم والتطور؟

< لماذا لانهتم بتقويم ما انحرف واعوج من سلوك الناس والسلطة؟.. ألسنا جادين في محاربة أكبر آفة تفتك بنا وبالوطن (الفساد) الذي يحكم عقولنا ونفوسنا.. بعد أن أصبح هما ثقيلا يسيطر علينا.. واستسلمنا لهذا الهم الثقيل.. والوهم بأننا لا نستطيع مقاومته والقضاء عليه.. يجب أن نفهم جيدا أننا بالعلم وحده وتطوير مؤسساتنا التعليمية ومناهجنا العلمية نستطيع أن نحقق تقدما عظيما لبلادنا.. وسوف تضعف وتفسد وتتساقط كل القوى التي تحارب العلم وترفض العلوم الحديثة.. وتتآمرعلى مؤسساتنا التعليمية بالتدمير والتشويه.. وتقيم السدود والحواجز على مشاعرنا لكي يتضاعف اليأس والجحود والحقد عليها.

< إن تشجيع العلم والحداثة ومواكبة الدول المتقدمة والاستفادة منها في مجالات علوم العصر.. والقضاء على الفساد.. هو الوسيلة الناجحة للخروج من ظلام القبور..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى