«الأيام» ترصد أضرارا وأخطارا بيئية وصحية في جول مدرم بالمسيمير والهجر قبيطة

> «الأيام» انيس منصور:

>
في اتصالات وشكاوى تلقتها «الأيام» من جول مدرم المسيمير أفاد عدد من الأهالي بأن الأدخنة والنفايات والغبار التي لوثت الأجواء وأرقت الناس وأصابتهم بالاختناقات سببها كسارة تعمل على تفتيت الأحجار وتحويلها إلى (كرّي).

كما وصلت شكوى من عزلة الهجر قبيطة ممهورة بتوقيعات 366 من الأهالي مفادها أن خلاطة وآليات لصنع الاسفلت (الدامر) تتوسط عزلة الهجر قبيطة تسبب أمراضا في الجهاز التنفسي وتنذر بكارثة بيئية. وقالوا إن شكاواهم لم تجد لها من يصغي، واضطروا آسفين للتوجه نحو الصحافة لتكشف الحقائق.

«الأيام» نزلت إلى جول مدرم والهجر والتقت بعدد من المسؤولين والاهالي وخرجت بالحصيلة التالية:

> الشيخ عارف باقري سويدان، شيخ منطقة جول مدرم بالمسيمير قال: «طفح الكيل وضاقت الصدور، ومن أول وهلة وأنا معترض على كسارة الكري الواقعة بمحاذاة منازلنا لما لهذه الكسارة من اضرار بيئية، وشعرنا بالخطر بعد أن وقع الفأس في الرأس، وتلقيت شكاوى الاهالي وبذلت مساعي مع القائمين على الكسارة للتعاون بوضع حلول مناسبة لكنهم تهربوا، ورفعنا تقريرا لقيادة المديرية عن الأضرار التي يكتوي بها ابناء الجول الناتجة عن دخان وغبار الكسارة».

> الأخ أمين سالم كريان، واحد من أصحاب المنازل القريبة من الكسارة قال: «هناك حالات إصابة بالاختناق والغثيان والإغماء وآلام الرأس، نتيجة للاتربة والأدخنة التي تنفثها الكسارة، خصوصا في الليل حيث تكون الرياح جنوبية شمالية تدفع الدخان باتجاه المساكن، وقد نزل مدير الأشغال العامة لمعالجة وضبط أعمال الكسارة لكنه لم يجد صاحب الشأن ومازالت قضيتنا معلقة بيد الجهات المسئولة».

> الأمين العام لمحلي مسيمير نبيل علي محمد، ومحمد صالح حيدرة ممثل المديرية في محلي لحج نزلا إلى موقع الكسارة برفقة «الأيام» وشاهدا احتكار الهواء النقي ووجها بضرورة الامتثال لإدارة المديرية لأن حياة المواطنين أغلى من كل شيء ومكان وأعمال كسارة الكري تهدد منطقة جول مدرم بكارثة لا بد من تلافيها مبكرا.

التقينا بعدها بمدير عام المسيمير محمد ناصر الجحما، الذي قال: «نحن لسنا ضد الاستثمار ولكننا ضد المساس بحياة الناس، وسوف نعمل ضوابط بعد ضبط القائمين على الكسارة».

نفايات كيميائية تنفثها خلاطة اسفلت الهجر

وسط عزلة الهجر بالقبيطة تنتصب أفواه شديدة السواد تنفض الدخان.. آليات ومعدات خلاطة إسفلت تابعة لمؤسسة حكومية عسكرية.. كل صباح يستيقظ أبناء الهجر وعلى رؤوسهم سحابة سوداء.. قال عضو المجلس المحلي للهجر داود عبده علي: «هذه السحب نفايات كيميائية تقذفها خلاطة الاسفلت يوميا وتهدد حياة الساكنين بالويل والهلاك، وإن كانت لها منافع في سفلتة طريق الراهدة - الغنية لكنها سببت مصائب ومشاكل صحية وبيئية، وقد تقدمنا بشكاوى إلى إدارة المشروع فقالوا إن قطعة غيار تسمى (فلتر) سوف تحل المشكلة، وطالت مواعيد إحضار الفلتر».

عبدالجليل محيميد، مدير مدرسة قال: «نحن من زمان نبحث عن صحيفة «الأيام» لنضع همومنا وما سببته خلاطة الإسفلت، فقد ظهرت أمراض غريبة وروائح سامة وكريهة، وانتشرت حالات الإجهاض وأمراض الربو وأمراض وبائية يستعصي علاجها لم تشهدها المنطقة من قبل، وجميع الأطباء الذين عرضت عليهم الحالات السابقة اعتبروا السبب نفايات ودخان خلاطة الاسفلت ، وعبر «الأيام» أدعو جهات الاختصاص لإنقاذ حياتنا وإيجاد حلول مناسبة لخلاطة الاسفلت قبل الندم».

> معاذ سيف محمد الهجري قال بغضب: «لا حول ولا قوة إلا بالله، الخلاطة تنفث سوادا ومواد كيماوية خطيرة لها ضرر عظيم على الإنسان والحيوان والزراعة، والإضرار بحياة الإنسان محرم شرعا، وهناك غضب شعبي على خلاطة الإسفلت والمسؤولية الأولى تقع على عضو مجلس النواب وأعضاء المجلس المحلي الذين لم يهتموا بشكاوى وتظلمات المواطنين، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (لا ضرر ولا ضرار)».

وختاماً للقاءاتنا اتصلنا بالدكتور علاء العراقي، المسئول الاول عن الخلاطة فقال: «هناك أضرار ونتائج سلبية نعترف بها وكل ما في الأمر هو قطعة فلتر طلبنا من سلاح المهندسين توفيرها وأرجو منك الانتظار وعدم النشر وسوف تحل المشكلة».

وبناء على طلب المسئول انتظرنا كثيرا ولكن مازالت الخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة، ورغم احتفال العالم أجمع بيوم البيئة العالمي إلا أنه في بلادنا لايزال العشرات تلو العشرات يسقطون ضحايا التلوث البيئي .. اللهم سلّم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى