السيد نبيل خوري - نائب السفير الأمريكي في محاضرة بجامعة عدن أمس:للفساد في اليمن تاريخ وأسباب وقد وصلنا إلى منتصف الطريق فلا بد من دفعة قوية لمحاربته

> عدن «الأيام» خاص:

>
القى السيد نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي، محاضرة صباح أمس الاربعاء بديوان جامعة عدن بعنوان (العلاقات اليمنية الأمريكية) وذلك بحضور أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، وشخصيات أكاديمية وحقوقية ورؤساء تحرير صحف رسمية وأهلية.

وابتدأ السيد نبيل خوري، نائب السفير الأمريكي، قائلا: «شكرا على الدعوة الكريمة وأنا دائما سعيد بكل فرصة لزيارة عدن كمدينة حيوية ومدينة المستقبل الاقتصادي ومستقبل الاستثمار وباب اليمن على العالم الخارجي، وقبل كل شيء مدينة البحر فدائما عندما أكون بعيدا عن البحر اشتاق اليه، وثالثا لزيارة هذا الصرح العلمي لأنني جامعي بالأصل واعود إلى الجو الاكاديمي والحوار مع الاكاديميين وهذه متعة دائما في الاجابة على اسئلتكم ودائما انا سعيد بهذه الاسئلة حتى عندما تتضمن الانتقادات اللاذعة فلا مشكلة ابدا فهذا هو المطلوب في الحوار بين الاصدقاء، وبنفس الوقت هذه نوعا ما زيارة وداعية ولكنه وداع مؤقت لأننا في الخارجية الامريكية ننتقل بسرعة (سنتين، ثلاث سنوات) ولكن نبقى في نفس الدائرة وقد أوشكت مدتي على الانتهاء وأنا لا أصدق بأنه مرت ثلاث سنوات على وجودي في اليمن فقد مرت بسرعة وذلك لراحة العمل في اليمن ولأن كل المواضيع التي عالجناها مواضيع شيقة ، المواضيع مهمة للطرفين اليمن واميركا واظن مرتبطة بشؤون المنطقة كلها ولذلك هي غير مملة ابدا اضافة إلى انفتاح اليمنيين حكومة وشعبا على الحوار معنا بكل صراحة وبكل بساطة وبدون تمنعات، ومع انه سنغادر انا والسفير في أوائل الشهر القادم، ولكن هذه أول مرة اتحدث بهذا الشكل لأني حتى اليوم لم أفكر في حفل وداع وربما في الحفلة الأخيرة التي سنقيمها في صنعاء لأنني منهمك في عملي اليومي ولم أفكر في تلخيص العبر من ثلاثة أعوام في اليمن، وقد وعدت صحيفة «الأيام» بالفعل بأن اخصها بكلمة ومقابلة وداعية قبل ان اغادر لأن المشرفين على هذه الصحيفة اصدقاء وأكن لهم كل الاحترام كصحفيين مهنيين وموضوعيين جدا في معالجتهم للأمور ولذلك سأخصهم بمقابلة في الأسبوع القادم، ولكن ربما هذه الافكار التلخيصية ستبدأ هنا عندكم بمعنى وضع العلاقات الامريكية اليمنية، العلاقات اليمنية الامريكية جيدة وتتعمق وتاريخيا مرت بمراحل منذ الثمانينات والتسعينات كان فيها صعود وهبوط ولكن منذ العام 2000م في صعود وخلال الثلاث السنوات التي خدمت أنا فيها هنا أجد ان هذه العلاقات في صعود وتتعمق، ولو قسمنا هذه العلاقة إلى علاقة مع الحكومة وعلاقة مع المجتمع فنقول انه فيما يتعلق بالعلاقة مع الحكومة فإنها تتعمق بمعنى انها تدخل في كل المجالات الرئيسية وهي المجال السياسي والمجال الاقتصادي والمجال الأمني وفي كل تلك المجالات في السنوات الأخيرة هناك برامج جديدة وميزانيات جديدة واتفاقيات جديدة، وبدأنا مشاريع اصلاحية جديدة توافقت مع ما ارادته الحكومة ومع ما اراده الرئيس علي عبدالله صالح لليمن، وما حاولنا ان نتعاون معه في انجاح هذه الاصلاحات، أعتقد اننا وصلنا بالنسبة لما وضعته أنا لنفسي كمعايير إلى نصف الطريق، وكنت اتمنى ان استمر في اليمن عاما او عامين لكي أرى نتائج هذه البدايات، ولكن بالنسبة لنا هناك استمرارية عندما ستأتي ادارة ستستمر بنفس الاعمال التي بدأناها، وأقول نصف الطريق لأن هناك مؤسسات تمثل للاصلاحات التي وضعت في اماكنها ولكن هذا نصف الطريق ويبقى التنفيذ ولو ان بعضها لم يكتمل بعد، هناك مشاريع قوانين امام مجلس النواب وينتظر أن تمر في هذه الدورة، اضافة إلى المستوى الحكومي هناك اللامركزية، بمعنى ان تنتقل الدولة إلى حكم المؤسسات وليس إلى حكم الافراد، ومع هذه المؤسسات فإن اللا مركزية كفكرة موجودة ولكن تنفيذ هذه الفكرة ما زال يأخذ بعض الوقت ولم يدخل بعد حيز التنفيذ مع ان هناك برنامجا موضوعا وهنالك بدايات جيدة ونحن عملنا مع الحكومة كشركاء في هذه المواضيع لماذا؟ لأن المصلحة مشتركة هنا، المصلحة هي تنمية البلاد واستقرارها، من مصلحة اليمن طبعا ومن مصلحة أميركا ان تأتينا اخبار ايجابية من الشرق الأوسط، وهي ليست كثيرة في هذه الأيام بل نادرة لأن الاخبار السيئة تطغى عليها، ولكن أقول ان اليمن من البلدان القليلة في المنطقة التي تأتينا منها أخبار جيدة، وبالفعل من أسباب زيارة الرئيس إلى واشنطن مؤخرا وقد تعجب بعض الدبلوماسيين العرب وغيرهم وخاصة العرب في صنعاء وقالوا لي (يعني شو الموضوع يعني الرئيس كل عام صار تقليد لازم يزور واشنطن).. هو زارها ثلاث مرات خلال الاربع السنوات الأخيرة ومن الأسباب انه بالفعل هناك علاقة طيبة تربط الرئيسين وهناك تقدم ملحوظ في عدد من المجالات التي نعمل معا عليها ولو ان هذا التقدم ليس كاملا ولم ينته، وطبعا هنالك مشاكل ولكن هنالك تقدما وهنالك اخبار ايجابية والعلاقة بناءة وإيجابية.

بالنسبة للعلاقة مع المجتمع هناك علاقة جديدة مع المجتمع المدني وهناك بدايات جيدة لجمعيات ومنظمات المجتمع المدني التي تقدم خدمات اجتماعية وايضا تشارك بالعمل السياسي والعمل الاقتصادي، وهي من أهم مظاهر الديمقراطية ان يشارك المجتمع بجمعياته غير الحكومية بكل المجالات المتاحة، وهذا شيء ايجابي أولا لأن المساحة السياسية متاحة لهذه الجمعيات أن تعمل وهذا غير متاح في كل بلدان المنطقة ولأنها بالفعل بدأت تغطي معظم المواضيع التي يجب أن تدخل فيها وذلك بمساعدة من اميركا وبمساعدة من دول أوروبية تدعم مشاريع للمجتمع المدني، ولكن العلاقة هنا ايضا هي مرحلة تأسيسية تكتمل عندما تستطيع هذه المؤسسات ان تكون لديها المهارات المهنية المطلوبة لكي تكون فعالة أكثر ونافذة أكثر، وهذا يجب ان نعمل عليه معا لنصل إلى هذه الدرجة، حكوميا لو اخذنا الديمقراطية والاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي والعلاقة الأمنية فهناك تحرك في كل المجالات، تمت الانتخابات الاخيرة في العام الماضي بنتيجة ايجابية مقارنة مع الانتخابات التي سبقتها والانتخابات في منطقة الشرق الأوسط وبناء على هذا النجاح الجزئي في خوض وتنظيم انتخابات حرة شفافة ونزيهة فيها تنافس قوي تم وضع خطة من خمس نقاط لتصحيح الاخطاء التي وردت وحتما كانت هناك اخطاء، وأهم الاخطاء الفردية النظام نفسه اين كانت واين برزت بعض النواقص ووضع برنامج لتغطية بعض النواقص بالنسبة للانتخابات القادمة في 2009م وهي انتخابات للمجلس النيابي لأنه هو المجلس التشريعي الذي سيقوم عليها، والمنافسة الحزبية يجب ان تكون على اشدها في هذه الانتخابات، وقد بدأنا بالفعل محادثات مع المنظمات غير الحكومية الاميركية والدولية التي تساعد في بناء القدرات وتحدثنا في الاسبوعين الماضيين مع اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء لنتفق على وضع برنامج السنوات القادمة، يبقى هنا طبعا العلاقة ما بين الاحزاب والمجتمع المدني لكي يتجدد الحوار ويكون حوارا مبنيا على برامج محددة وتتفق الاحزاب على الخطوات التي يجب ان تأخذ في السنوات القليلة القادمة لتنظيم انتخابات تشريعية مثلى في 2009م وهناك تعثر حاليا في الخطوات الأولى لهذا الحوار وذلك طبيعي ونتمنى ان يتخطوا هذه المرحلة ويبدأو في حوار جدي».

وعن الجانب الاقتصادي قال نائب السفير الامريكي: «اقتصاديا هناك خطوات اتخذت بداية من عدن لفتح باب الاستثمار وتسهيل الاستثمار بخطوات محدودة فكرة الشباك الواحد لكي يأتي المستثمر إلى مركز حكومي واحد يساعده على أخذ كل الخطوات الضرورية لبدء مشاريع استثمار جديدة. وهنا الأهم قوانين المناقصات، وهناك قانون المناقصات الجديد في البرلمان لم يمر بعد ولكن عملنا مع الحكومة على جوانبه وجئنا ببعض الخبراء وستنتج عنه لجنة مناقصات عليا جديدة ينبغي ان تكون على المقاييس العالمية وشفافة بحيث يستطيع العالم الخارجي الذي ينظر عن كثب إلى ما يحدث في اليمن اذا ما كانت معايير الشفافية تامة فذاك سيشجع الاستثمار من الخارج ومن الداخل، واذا لم تكن الشفافية متوفرة فسينعكس ذلك سلبا على الاقتصاد في البلد، لذلك من المهم جدا ليس فقط وضع هذه القوانين واللجان الجديدة بل ان تبدأ عملها بالفعل وأن تنتج مناقصات كبرى ومشاريع كبرى يعترف الجميع بأنها كانت شفافة ومفتوحة امام الجميع وتنافسية، والفرص كانت متكافئة امام المستثمرين المهتمين بهذا المشروع، وهنا كانت هناك بادرة من المشاريع الاصلاحية التي وضعت لاقت قبولا لدى برنامج الالفية الثالثة ووافقت على اعادة تأهيل اليمن إلى هذا البرنامج بناء على الخطة التي وضعتها وزارة التخطيط وبناء على وضع المؤسسات، ويبقى القول انه بعد هذا التأهيل ستمول هذه المشاريع ولكن تعطى الحكومة مهلة سنة ونصف لتنفيذها، وعلى المؤسسات ان تبدأ عملها وتبرهن ان اللجنة الجديدة لمكافحة الفساد تكافح الفساد، وعندما يصلها تقرير عن شخص في الحكومة يستغل منصبه الحكومي لمصلحة شخصية فإنه ينقل إلى القضاء ويحاكم علنا، والتقارير التي تعطيها لجنة المحاسبة وهذه اللجنة الجديدة يفترض ان تكون علنية وليس وراء الابواب المغلقة واذا طبقت هذه اللجان عملها بعد سنة ونصف يمكن ان يقبل اليمن بعضوية كاملة في برنامج الألفية الثالثة وسيتلقى معونة اقتصادية لمشاريع تنمية وليس لمشاريع اصلاح، لانه مفروض أن تكون قد تمت الاصلاحات الاساسية، وهي مشاريع تنمية اضعاف ما يتلقاه اليوم وهذا من امريكا وبرنامج الالفية الثالثة فقط، ولكن هذا سيؤثر ايجابا على مؤسسة التجارة العالمية والاندية الاقتصادية الاخرى في اوروبا وباقي العالم وايضا نحن هنا في منتصف الطريق».

وقال السيد نبيل خوري، نائب السفير الامريكي، مستطردا: «أمنيا كان هناك ايضا ارتفاع في التعاون الامني الذي بدأ بعد 2000م والذي بدأ بعد ضرب كول في ميناء عدن ولقد اجتزنا مرحلة كبيرة في الأمن المنشود توفرت في الميناء، وبالنسبة لبناء خفر السواحل الذي بدأ شيئا فشيئا يتقوى ويقوم بمهامه في ميناء عدن والمواقع الأخرى وبالأمس كنت في زيارة إلى موقع جديد له ونحن بمعرض بناء رصيف جديد له في خور عميرة، وهذا مثال على التعاون الذي بدأ في هذا المجال حيث ستبني الحكومة الامريكية هذا الرصيف بتكلفة 3 ملايين دولار، والحكومة اليمنية شارفت على الانتهاء من بناء ثلاثة مبان كمقر لخفر السواحل وسكن للبحارة وبناية لصيانة القوارب، وايطاليا التي دخلت مؤخرا معنا في مساعدة خفر السواحل ستقدم الرادار وبريطانيا شريك كامل معنا في هذا المجال وتساعد في بناء هذه القدرات، وهذه بوادر جيدة جدا ويبقى ان تتوسع الرقعة التي يغطيها خفر السواحل وتعطى له المهام الكاملة التي يفترض ان تكون له وان يتخطى العواقب السياسية التي تأتي من البعض الذين ما زال تفكيرهم وما زالت ممارساتهم منغرسة في الماضي وليس في المستقبل، وتحاول ان تمنع هذه الاصلاحات وهذه التقدمات وهذه المؤسسات وفي كل المجالات، في مجال التعاون الأمني كان هناك تعاون مثمر في مجال مكافحة الارهاب في فض محاولات عديدة في السنوات الثلاث الاخيرة لمنظمات لا تريد بكم خيرا ولا تريد لهذا البلد خيرا ومن حسن الحظ ومن نجاح العمل المشترك ضبطت تلك الجماعات والافراد قبل ان ينفذوا ما كانوا يخططون له.

واحيانا لم ننجح وكانت هناك بعض الحوادث التي تعرفونها ولكن نتمنى ان يستمر هذا التعاون لانه من غير تأمين الأمن في البلد لا يمكن للاستثمار ان ينجح، وحتى المستثمر لن يأتي، ولكن اليوم زادت الثقة في أمن ميناء عدن وبدأت بعض البوارج البريطانية والفرنسية والالمانية والايطالية مؤخرا تعود إلى ميناء عدن وترسو فيها يومين أو ثلاثة أيام، وكانت هناك زيارات لسفن امريكية لم يعلن عنها مسبقا وأؤكد لكم انه عندما تكون هناك زيارة لسفينة فرنسية يكون هنالك مساعدة أمنية امريكية، نتعاون مع خفر السواحل ومع موظفي الامن في اليمن لكي نتأكد من سلامة الاجراءات ونرى ما هي النواقص في التدريب ونرى ما هي النواقص لتعزيز هذا التدريب.

أقول انه في جميع هذه المجالات هناك نقطتان مهمتان تشكلان عقبات، أولا الفساد ويؤثر على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والامنية وهنالك تاريخ له في اليمن واسباب، ولكن يجب ان نتخطاه واظن اننا هنا وصلنا إلى نصف الطريق وليس إلى آخر الطريق ويجب أن تكون هنالك دفعة قوية لمحاربة الفساد لانه يؤثر على الديمقراطية، الشيء الثاني او العقبة الاخرى هي المركزية والافراط في المركزية، مؤسسات المحليات والمجتمع المحلي والمجالس المحلية موجودة ولكن ما زالت ميزانياتها ضعيفة وتوزيع السلطات غير واضح فيما بينها ويجب تفعيلها لانها تحل مشاكل اجتماعية واقتصادية وثقافية لان اهل المنطقة ادرى بحجاتها وخاصة كلما صغرت المنطقة كان التواصل بين ممثل المجتمع والمجتمع وبالتالي حل سريع ومباشر».

واختتم السيد نبيل خوري، نائب السفير الأميركي، محاضرته بتوجيه الشكر إلى أ.د.عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، على الدعوة الكريمة، معبرا عن سعادته بزيارة مدينة عدن.

وكان أ.د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن قد رحب في مستهل اللقاء بالسيد نبيل خوري نائب السفير الامريكي، مؤكدا ان مثل هذه اللقاءات تعمل على تعزيز وتوطيد العلاقات ما بين الجانبين اليمني والاميريكي بما يخدم الجانبين في مختلف المجالات، شاكرا لنائب السفير الاميركي تواصله الدائم مع الجامعة، التي سبق أن القى فيها محاضرة في وقت سابق تناولت جانبا من العلاقات اليمنية الأمريكية، منوها بأن هذه المحاضرة تأتي لتغطية الجوانب الاخرى التي لم تشملها المحاضرة السابقة، ومؤكدا أن العلاقات اليمنية الأمريكية غنية وذات جوانب مختلفة سياسيا واقتصادياً، مرحبا بالسيدة ميجان جودفيلو الملحق الثقافي والإعلامي بالسفارة الامريكية والسيدة هالة غريب الملحق السياسي والاقتصادي بالسفارة الامريكية ود.فارس السقاف، رئيس الهيئة العامة للكتاب ورئيس مركز دراسات المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى