نائب السفير الأمريكي لدى تقديمه شهادة الشجاعة لمديرة مركز دار الإغاثة بعدن:عفراء قدمت محاولة جريئة لها دور مهم في المجتمع يجب دعمها

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
نائب السفير الاميركي يسلم المحامية عفراء شهادة الشجاعة
نائب السفير الاميركي يسلم المحامية عفراء شهادة الشجاعة
بعد انقضاء مدة عمله في اليمن، زار وناقش وتحدث وودع الجميع في آخر المطاف، ولكن قبل ذلك لم يتجاهل جهود بعض المثابرين في عدن وخاصة صاحبة أول مشروع على مستوى اليمن والجزيرة وشمال إفريقيا المحامية عفراء حريري، فسلمها شهادة الشجاعة تقديرا لهذا الجهد المتميز والعمل الإنساني النبيل والذي أثبتت خلاله قوة إيمانها بالقضية الإنسانية للفئة المهمشة (السجينات المفرج عنهن) فوقف نائب السفير الأمريكي قبل ساعتين من مغادرته عدن ليبارك لها هذا الجهد.

«الأيام» حضرت هذا اللقاء الذي شهد تكريما طيبا ومفاجئا، وسطرت على صفحة هذا العدد اللقاء الأخير لنائب السفير الأمريكي نبيل خوري في عدن.

بدئ اللقاء بكلمات الترحيب وبحضور كل من نائب السفير الأمريكي السيد نبيل خوري والوفد المرافق له والمحامية عفراء حريري والناشطة رضية شمشير منسقة الإطار القانوني لدار الإغاثة والمؤسسة العربية لرعاية قضايا المرأة والحدث، وسلم بشكل مفاجئ للمحامية عفراء شهادة الشجاعة من الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها صاحبة جهد جريء ومهم في المجتمع اليمني، ومع هذا التكريم وقفنا لحظات مع السيد نبيل خوري وتحدثنا حول هذه الزيارة وهذا التكريم فقال: «زيارتنا لعدن وداعية بعد ثلاثة أعوام من العمل، لذا قمنا بجولة من الغرفة التجارية إلى جامعة عدن ثم منظمات المجتمع المدني ووقفنا اليوم مع واحدة من هذه المنظمات التي تهتم بوضع المرأة وتحديدا المهمشة التي عانت مشاكل اجتماعية، ومحاولة المحامية عفراء مساعدتهن للعودة بشكل بناء نحو مشاركة كاملة، وهي محاولة جريئة، فقليلون هم من يعالجون مثل هذه القضايا وهذا ما دفعنا وجعلنا نمنحها شهادة الشجاعة لما تقوم به من دور مهم يجب أن يلعبه المجتمع المدني طالما لا توجد مؤسسات رسمية تعنى بهذا الشأن، خاصة وأن المرأة لا تلقى الدعم العائلي، فهذا دور طبيعي من عفراء ويجب أن ندعمها ويدعمها الجميع، واستحقت هذه الشهادة التي نعبر بها عن إعجابنا بإنجازاتها».

> كيف تقيمون هذه التجربة؟

- هي تجربة مهمة جدا ويجب دعمها فعلى الرغم من أن مواردها قليلة جدا مع ذلك نجحت، والحكومة يجب أن تدعمها مع المؤسسات المختلفة والقطاع الخاص الذي يجب أن يتبرع ويعاون هذا المركز، وعليها أن تلفت نظرهم لمشاكل هذه الفئة وخاصة الهوية الوطنية والمعلومات الرسمية التي يمكن أن تلحق بالمرأة الإجحاف اذا تغيبت، ونحن نشد على يديها ومعجبون بهذه التجربة المتميزة.

> هل يدفعكم هذا الإعجاب للتواصل مع الجهات المختصة بشأن تحريك مسار قضية الهوية الوطنية؟

- نعم نحن نطرح قضايا دعم المجتمع المدني بشكل عام مع الحكومة، وسنطرح موضوع هذا المركز مع وزير الداخلية اليمني ووزيرة حقوق الإنسان، ونحن سنقترح حلولا لبعض القضايا الخاصة بما يسمح لنا وقتنا، وهذه المقترحات نطرحها في جو من الصداقة ونلفت نظرهم لمشاكل لا تصل إليهم في بعض الأحيان، ونقترح مساعدات.

> هل تتوقعون قبولها من تلك الجهات؟

- أتوقع ذلك وأنا عندي ثقة في وزير الداخلية لأنه إنسان ممتاز، ووزارة الداخلية فيها أمور فنية جيدة وتعالج كثيرا من الأمور الأمنية الشائكة، وأنا أعرف أن الوزير مهتم بالهوية الوطنية الالكترونية والتي لها دور في أمن البلد وفي الجانب الديمقراطي لإلغاء الغش في الانتخابات، وعند وجود هذه الهوية ستُحل كثير من الأمور، ونحن سنساعد الوزارة في تقنيات جهاز البطائق، وكذلك أوروبا مهتمة بهذا الموضوع وسألفت نظرهم لمسألة توفير الهوية الوطنية سواء التقليدية أم الحديثة.

> من مزايا المجتمع الديمقراطي غياب وزارة الإعلام وحقوق الإنسان فكيف يعلق السيد نبيل على وضع اليمن؟

- هناك وزارات مختلفة لها مصلحة في هذه الأمور منها التخطيط وحقوق الإنسان إذا ما تكلمنا عن الوضع الديمقراطي، وبالتالي عند التقصير في وزارة فإن الأخرى تغطيه، وأنا أثق بأن ذلك يحدث في اليمن.

ما يؤلمني أن أحظى بالاعتراف بوطنيتي من خارج بلدي

> توجهنا للمحامية عفراء خالد الحريري لنعرف مشاعرها في هذا التكريم فقالت:

«لم أتوقع هذا التكريم وهي مفاجأة لأننا تعودنا في وطننا الممتد من المحيط إلى الخليج أن لا كرامة للإنسان في وطنه وأنها أوطان لا تستحق الشرفاء.

وأن يتم التكريم من سيدة العالم الخارجية الأمريكية المعترف بها والمحترمة من الأنظمة العربية، في حين أنها (الأنظمة العربية) لا تحترم الناس الذين تحترمهم وتكرمهم أمريكا، ويتضح أن الإنسان عندما يصل إلى حافة اليأس وقد فقد كل الأشياء وبدأ مرحلة الاغتراب في الوطن وعاش مواطنة غير متساوية وغير عادلة وهوية غائبة أن يحظى باعتراف دولي بوطنيته من الآخرين خارج حدود هذا الوطن.. وذاك ما يؤلمه.

أما أنا فلقد رفعت وطني في التجربة الرائدة على مستوى الوطن العربي كما سبقني غيري وأخص بالذكر أستاذتي الفاضلة راقية حميدان ورضية شمشير وإحسان عبيد وغيرهن».

عفراء ثبتت أقدامها بصلابة في مجتمع لا يقبل الآخر

> منسقة الإطار القانوني لدار الإغاثة والمؤسسة العربية لرعاية قضايا المرأة والحدث رضية شمشير قالت: «أشعر باعتزاز وفخر وأعتبر عفراء قبل أن تكون مديرا تنفيذيا للمركز هي من ساهم وقدم كل أوراق المشروع وتعبت وبحثت عن مصادر التمويل، وكأم أعتز بهذه الابنة التي استطاعت في غضون سنوات قليلة جدا من الكفاح والنضال أن تثبت أقدامها بصلابة وبجدارة وشجاعة وفي مجتمع لا يقبل الآخر وفي واقع ما تزال المرأة فيه تمارس ضدها أساليب القهر والقمع وإن شئنا أن نسميه لنقل (العنف العائلي) .. واقع لا يزال يشوبه العديد من العادات والتقاليد التي حرمت المرأة من بعض حقوقها الإنسانية.

وعفراء وضعت الخطوة الأولى في طريق الألف ميل، بنت الأساس واستطاعت أن تواجه الواقع والمجتمع وأثبتت أنها قادرة على انتشال المرأة المعنفة والسجينة المفرج عنها من واقعها وإدماجها في المجتمع وإعطائها حقها في الاحترام والتقدير لأسباب عديدة كلنا نعرفها، ومطلوب منا التعاون معها وأن نكون سندا ومؤازرا للدار، فالموجودات فيها بناتنا، وأحيي عفراء وأقول لها مازلت في مقتبل العمر وإلى الأمام».

> ماذا تقولون للحكومة في ظل التقدير الأمريكي وغياب اليمني؟

- أنا طبعا لا أوجه كلمتي للحكومة لأنها في صنعاء وتتابع النجاحات التي يحققها المركز، ولكن أقول للجهات والهيئات المسؤولة في عدن (الحكم المحلي) وتحديدا للأخ المحافظ وأطلب منه النظر في الطلب المقدم لمنح الدار أرضية خاصة، وهذا البناء ليس باسم عفراء الحريري ولا باسم أي جهة بقدر ما هو دعم للمرأة اليمنية ولهذه الفئة، وعلى كافة الهيئات النسوية مؤازرة ومساندة عفراء.

نزيلات المركز ضحايا وبقايا مجتمع

> الأخت فاطمة سعيد عبدالصمد، محامية في المركز قالت: «بدأت العمل قبل أن ينشأ المركز، وكنت معهم في المؤسسة العربية لحماية قضايا المرأة والحدث.

وما دفعني هو جانب إنساني فهؤلاء الفتيات ضحايا وهن بقايا مجتمع، فهناك عوامل أدت لوجودهن في تلك الوضعية ونحن نحاول جاهدات انتشالهن من الانحطاط بحيث يكنّ عضوات صالحات في المجتمع، والحمد لله البنات في المركز متفاعلات 90% والبعض 70% .

وعفراء أول من طرح وأسس هذا المشروع في الجزيرة وشمال أفريقيا، وما شهادة اليوم إلا دليل على جهدها، ومن عندي فأنا أقدم لها شهادة أخرى لأنها صاحبة جهد غير بسيط فالأم بالكاد تربي أربعة أو خمسة أفراد، أما هي فمسؤولة عن عدد غير قليل من الفتيات مختلفات الثقافة والوعي والظروف».

>أما روما عويل، مشرفة الوسائل التعليمية في مدرسة الممدارة للبنين ومدرسة في المركز فأكدت أهمية الدافع الإنساني للانخراط في مثل هكذا أمور، واعتبرت عفراء صاحبة جهد غير عادي وصاحبة استحقاق لهذه الشهادة.

نزيلات المركز ملأت وجوههن الفرحة الكبيرة، فعفراء بالنسبة لهن أم احتضنتهن في وقت تخلى فيه ذووهن عنهن وغابت كلمة (أماه) عن أفواههن حتى وجدن عفراء، الأم التي عوضتهن كل ذلك الحنان والاهتمام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى