المنشآت الطبية الخاصة بين الواقع والطموح .. إغلاق كلي وجزئي وإحالة للنيابة عقب حملة التفتيش المفاجئة للمنشآت الطبية الخاصة

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
غرفة اشعة خاصة باجهزة قديمة
غرفة اشعة خاصة باجهزة قديمة
في هذا التحقيق، سنخرج عن المألوف في تناول هذه القضية، سنستخدم طريقة جديدة لعرضها ربما تعجب البعض وتغضب آخرين ويستغرب لها الـكثير، ولكن ما يهمنا أن تُسمع الرواية وتصل الصورة دون رتوش ودون تغيير، فالصحافة عين ننظر بها إلى الحقيقة مهما كانت مؤلمة أو مفرحة.. نرصد لكم مواقع مختلفة منها الجميلة التي تشرح الصدر والموجعة التي تقضي على الأمل فكما يوجد القبح يوجد الجمال. فقد تعددت الأسماء، واختلفت المواقع، وجمع البعض منها الكثير من المخالفات التي تحكي عن واقع قطاع يبيع الموت ويخطف الصحة المتبقية للمواطن، الذي يسعى إلى المستشفيات والمستوصفات والعيادات والمراكز الطبية الخاصة حين يصاب بوعكة صحية، فيذهب إليهم لإيجاد علاج مناسب، ليجد أطباء فقدوا الضمير ومستثمرين يبحثون عن الربح السريع لا يفهمون في الطب إلا قيمة العملية حتى لو خرج المرضى جثثا، وامتلأت بهم ثلاجات المستشفيات والمقابر، وذلك عقب إجراء عملية تجاوزت قيمتها مئات الآلاف من الريالات يدفعها المريض ليشتري الصحة فيباع له الموت، ومع هذا القبح الدخيل على مهنة الطب هناك أطباء يخافون الله وممرضون مازالوا يحملون ولاء المهنة ولقب ملائكة الرحمة يحافظون عليها من عبث شياطين المهنة، وهناك أيضاً مستثمرون يراعون الله في أعمالهم ويبحثون عن تقديم الأفضل لعدن الباسمة.

أكثر ما واجه لجنة التفتيش على المنشآت الطبية الخاصة إهمال بعض أصحاب المنشآت الطبية الخاصة في تقديم أوراق اعتماد موظفيهم للعمل في هذه المنشآت واستخراج تصريح العمل الخاص بهذه العمالة وكذا تغيير العمالة دون الرجوع إلى المنشأة الطبية الخاصة لإبلاغها، كما اشتكى كثير من اصحاب المنشآت الطبية الخاصة بأن استئجار المواقع سبب من أسباب تدني الخدمة فيها، وحسب قولهم «المنشآت الطبية لها مواصفات خاصة من حيث تسليك الكهرباء والصرف الصحي وهذه المواقع التي تتحول إلى منشآت طبية تفتقر إلى هذه التصاميم مما يجعل بعض المستثمرين يعملون على تغيير التصميم ليتناسب مع ما هو مطلوب للمنشأة الطبية الخاصة، والبعض يستخدمها كما هي دون تغيير خوفا من غضب المؤجر». وعن سبب عدم بناء موقع خاص لاستثماراتهم قالوا «لم نتمكن من الحصول على أرض في التجمعات السكانية الكبيرة مما يضطرنا إلى استئجار مبنى جاهز». تجولت بين المرضى وسألتهم كيف يرون وضع المستشفيات الخاصة وما الدافع للذهاب إليها؟ أكد الكثيرون أن افتقار المستشفيات العامة للأجهزة الحديثة يجبرهم على التوجه إلى هناك، وبعضهم قال النظافة وسرعة إجراء العملية مهما كان ثمنها هو الدافع للهروب من قوائم الانتظار في المستشفيات العامة والتوجه إلى الخاصة. وقال البعض نتجه إليها لكي نعمل كل الفحوصات والأشعة المختلفة في مكان واحد، فالمستشفيات العامة تفتقر إلى الكثير من الإجهزة مما يجبرني على الذهاب إلى هناك. وكان أول المتحدثين إلينا مريض في أحد المستشفيات الخاصة هو الأخ ناجي الشرعبي الذي يقول «وصلت قبل يوم، وأشعر بألم في الظهر وإحباط شديد، وقد كتب لي علاج وخلال يوم واحد وبعد أن اشتريت العلاج (كُرس) أتى الطبيب وغيّره ولم أشعر بأي تحسن بل ازداد إحباطي».

> أبو سالم أب لطفلة لم تتجاوز عشر سنوات قال «وصلت من القرية إلى عدن وأدخلت ابنتي إلى مستشفى خاص والحمد لله هنا وجدنا اهتماما من الأطباء والممرضين وكل شيء متوفر ولكن القيمة مرتفعة». ويتراجع ليقول «لا يهم الفلوس طالما تعود لنا الصحة ونخرج من هنا متعافين بدل السفر إلى الخارج».

ابراهيم سالم عاشور
ابراهيم سالم عاشور
> امرأة جاءت لتلد في أحد المستشفيات الخاصة النموذجية تقول «الحمد لله كل شيء تمام ونشعر بالراحة والطبيب ما يقصر يتفقد المريض ويسأل عنه والحمد لله أشعر براحة» سألتها عن تكلفة العملية فقالت «لا يهم المهم سلامة رأسي». ما لفت نظري أن أغلب المرضى والمرافقين كانت إجاباتهم سلبية رغم ما يعانونه من تدني النظافة وارتفاع أجرة الغرف المشتركة ناهيك عن الغرف الخاصة.

> سهام أحمد، ذكرت لنا اسمها بعد تردد، تقول: «ما يحز في النفس أن تذهب إلى مستشفى خاص وتدفع فلوسك ولا تجد الراحة، ربما المريض يجد مبتغاه ولكن نحن المرافقين نصبح في قلق، فالغرفة لا تتسع لمريضين ومع هذا تجد أربعة أو ثلاثة من المرضى مشتركين في غرفة واحدة مما يجعل مرافقي المريض في حالة ضيق من الوضع» وتقول بحسرة «ماذا نعمل لا نحن مرتاحون بفلوسنا ولا في المستشفيات الحكومية الله يجملها بالستر!!».

> مريض في أحد المستشفيات الخاصة يصرخ «يا الله حتى الواسطة وصلت إلى هنا» اقتربت منه وهو في حالة غضب واستفسرت عن سبب ضيقه وأي وساطة؟ يقول «اسمي محمد عبدالرحمن، وسجلت اسمي منذ أمس قالوا لي تعال الساعة السابعة مساء ستدخل فوراً والآن الساعة التاسعة والنصف وأنا (مرضوح) هنا وكل ساعة تقول الممرضة دورك ما وصل رغم أن هناك من يدخل أعتقد أنهم حتى ليسوا مسجلين في الكشف، أليست هذه وساطة ومعرفة؟» سألت الممرضة كم عدد المسجلين قالت «لا يوجد عدد محدد وكل يوم الحال يتغير يوم كثير ويوم لا بأس»، سألتها عن أعلى حد لتسجيل المرضى فأجابت «اشتغلت في أكثر من منشأة صحية وكان هناك فعلا أطباء يحترمون أنفسهم ويعطون المريض حقه ولا يسجلون أكثر من عشرين مريضا ويكون الطبيب متواجدا من الساعة الرابعة عصراً، وبالمقابل هناك أطباء قد يتعدى عدد المسجلين لديهم (40) مريضا». سألتها متى يصل الطبيب وهل يعاينهم كلهم وكم قيمة الدخول؟ قالت «بالكثير لو وصل الدكتور بعد المغرب الساعة السادسة ويبقى إلى الساعة العاشرة ليلاً وقيمة الكشف (800 ريال)» ابتسمت وقلت في نفسي أربع ساعات الساعة بستين دقيقة يعني أربع ساعات تساوي (240) دقيقة إذا حسبناها تطلع لكل مريض من الأربعين (6) دقائق بقيمة حوالي 133 ريالا للدقيقة فهل تستطيع أن تعاين وتسمع شكوى المريض وتسجل له العلاج كل هذا خلال 6 دقائق؟ مجرد سؤال لطبيب غير الأطباء؟ بينما يكسب منهم (32.000) في الليلة الواحدة.

إغلاق إحدى غرف العمليات بمنشأة خاصة
إغلاق إحدى غرف العمليات بمنشأة خاصة
> إبراهيم سالم عاشور له رأي مختلف إذ يقول «أنا لا أذهب إلى المستشفيات الخاصة فليس لي قدرة على التكلفة فيها». ويضيف «سمعت من الآخرين أن بعض الأطباء يقوم بتسجيل علاج للمريض وما إن تشتري العلاج وتستخدمه يومين أو ثلاثة أيام حتى يعمل على تغيير العلاج. وإذا ذهبت إلى مستشفى خاص أو مستوصف وعملت عملية حتى لو كانت عملية بسيطة تخرج وقد صرفت عشرين أو ثلاثين ألف ريال في يوم واحد».

أكدت له له بأنه سيلقى الخدمة الممتازة هناك، فقال «الخدمة موجودة في كل مكان وفي المستشفيات الحكومية والادوية تشتريها من الصيدلية وليس فقط بالصيدليات التابعة لهذه المستشفيات الخاصة». غداً نواصل ونسع رأي وختام الحديث من الجهات المعنية في إدارة المنشآت الطبية الخاصة ومديري المديريات ومدير مكتب الصحة والسكان وعضو من اعضاء اللجنه الطبية المنتدبة من مجلس النواب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى