عزل قطاع غزة: شارون واولمرت حلما به حماس حققته

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار:

>
مجموعة من أنصار فتح يخفون وجوههم حاملين صور الرئيس عرفات انتظاراً للإذن بمغادرة غزة عبر معبر إيريز أمس
مجموعة من أنصار فتح يخفون وجوههم حاملين صور الرئيس عرفات انتظاراً للإذن بمغادرة غزة عبر معبر إيريز أمس
بعد سنتين على انسحاب اسرائيل الاحادي من غزة، تحقق على ما يبدو حلم ارييل شارون وايهود اولمرت بعزل هذا القطاع من خلال اعتمادهما سياسة تقضي بإضعاف محمود عباس.

ومسارعة الاسرائيليين والاميركيين اخيرا الى تأكيد نيتهم تقديم مساعدة مالية لرئيس السلطة الفلسطينية، انما تؤكد على هذه الرغبة الاسرائيلية في التخلص من قطاع غزة بعد ان باتت تحت سيطرة حركة حماس.

واكدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أمس الاثنين متحدثة للاذاعة العامة الاسرائيلية «نريد التوصل الى اتفاق مع عباس ومع الفلسطينيين المعتدلين».

وعكست تصريحات وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر الموقف ذاته اذ اكد أمس على وجوب عزل قطاع غزة.

وذكر المحلل السياسي اكيفا الدار بان «هذا كان حلم شارون واولمرت»، مشيرا بهذا الصدد الى سياسة مماثلة انتهجتها جنوب افريقيا ابان نظام الفصل العنصري وقضت بإقامة معازل للسود.

واوضح لوكالة فرانس برس «تعتقد اسرائيل انها ستنجح في عزل غزة عن الضفة الغربية، والقدس الشرقية وغور الاردن عن باقي الضفة الغربية. تلك كانت الفكرة الرئيسة غير المعلنة رسميا خلف الانسحاب من قطاع غزة».

وهو مشروع كان الفلسطينيون يخشونه منذ زمن طويل، وقد حرصت حكومة الطوارئ الفلسطينية منذ اجتماعها الاول أمس الاثنين على اعلان عزمها على العمل من اجل «تجسيد الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة».

لكن يبقى من المستبعد بعد 34 عاما على حرب اكتوبر التي ادت الى اعادة توحيد فلسطينيي غزة والضفة الغربية الذين كانوا مشتتين بين مصر والاردن، ان تنجح اسرائيل في تفريقهم مجددا.

وكان الرئيس الاسرائيلي الجديد شيمون بيريز واضحا بهذا الصدد حين قال معلقا على المسألة في تصريحات اوردتها الصحف اخيرا «ما تريد اسرائيل القيام به اقرب الى اخراج البيـض مـن العجة، انه امر لا يمكن تصوره».

واوضح مناحيم كلاين الاختصاصي في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية لوكالة فرانس برس «ما يجري اليوم في غزة هو النتيجة المباشرة لهذه المقاربة التي قامت على تقويض الحكومة الفلسطينية المركزية وتقليص قدرتها العسكرية وابقاء عباس في وضع هش».

وترفض اسرائيل منذ سنوات تسديد مئات ملايين الدولارات من العائدات الضريبية التي تتقاضاها على المنتوجات الموجهة الى الاراضي الفلسطينية عبر اراضيها والمتوجبة للسلطة الفلسطينية، ما يعيق الى حد بعيد حرية تنقل الاشخاص والبضائع في الضفة الغربية.

وندد البنك الدولي في تقرير صدر مطلع مايو بسياسة تجزئة الاراضي الفلسطينية التي ادت عمليا الى شل حركة التبادل الاقتصادي والاجتماعي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكتب جدعون ليفي في صحيفة هآرتس «ان الفوضى المتفشية في قطاع غزة هي النتيجة المباشرة لانهيار السلطة الفلسطينية» بسبب سياسة اسرائيل.

وتابع ان «حماس اندفعت لملء هذا الفراغ الذي ترافق مع الجوع واليأس».

وحذر مناحيم كلاين من ان «الفوضى في غزة تخدم مصلحة اسرائيل ولكن الى حد ما، لان الاسرائيليين يفكرون بمنطق تكتيكي وليس استراتيجي بشأن عزل غزة. كل هذا سيعود ويرتد علينا».

ورأى ان «اسرائيل تتجه شيئا فشيئا الى حملة عسكرية في غزة لاتمام العملية التي تعتقد انها بدأت.

والقاضية بإثارة انهيار حماس في قطاع غزة ومساعدة محمود عباس على العودة اليه».

لكنه اضاف «طالما ان عباس لا يوافق على مبدأ قيام قوة مسلحة تكون في خدمة اسرائيل وتتولى احلال النظام في الاراضي الفلسطينية.

فإن الاسرائيليين لن يقدموا له مساعدة حقيقية».

وهذا ما قامت به اسرائيل في جنوب لبنان عبر تشكيل وتمويل ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الموالية لها او ممارسة ضغوط على السكان لارغام حزب الله على الاعتدال حيالها.

وختم كلاين «هذا لم ينجح في لبنان، ولن ينجح في غزة». ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى