اطلاق الرصاص على المتحدث الرئاسي في الصومال

> مقديشو «الأيام» جوليد محمد:

> قال مسؤولون صوماليون أمس الثلاثاء ان مسلحا أطلق الرصاص مرتين من مسافة قريبة على المتحدث باسم الرئاسة في أحدث محاولة اغتيال تستهدف مسؤولي الحكومة في الدولة الواقعة في القرن الافريقي.

وقال مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه لرويترز “أصيب في رقبته وقرب فكه... أعتقد ان المسلح كان يصوب على الرأس. كان يريد القضاء عليه.” وصرح المصدر الذي شاهد حسين محمد محمود وهو يعالج في مستشفى تديره قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في العاصمة مقديشو بأن المتحدث الرئاسي في حالة مستقرة وانه سينقل جوا الى نيروبي عاصمة كينيا لاستكمال العلاج.

ولم تعرف هوية المسلح الذي كان وراء الهجوم الذي وقع أمس الأول الاثنين وهو اليوم الذي شهد هجومين آخرين على أهداف حكومية.

لكن المقاتلين الإسلاميين الذين طردوا من العاصمة الصومالية يشنون هجمات متكررة على القوات الحكومية والقوات الاثيوبية المتحالفة معها وهم يلجأون بشكل متنام الى اساليب مستخدمة في العراق منها الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية وزرع القنابل على الطرق.

ويمثل تأمين العاصمة الساحلية أولوية كبرى بالنسبة للحكومة الانتقالية وهي الأحدث بين 14 محاولة لاستعادة الحكم المركزي في الصومال منذ أن أطاح زعماء ميليشيات بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991.

وقال أحد العاملين في مجال الإغاثة إن قوة مشتركة من الشرطة الصومالية والجنود الإثيوبيين داهمت مكاتب منظمة خيرية تعنى بشؤون النساء في مقديشو متهمين إياها بأنها على صلة بتنظيم القاعدة.

وأضاف توني بيرنز مدير العمليات لمنظمة ساسيد الخيرية في نيروبي إن أربعة من موظفي المنظمة اعتقلوا واقتيدوا إلى مكان مجهول.

وقال بيرنز لرويترز “أبلغونا أننا منظمة إرهابية تابعة للقاعدة. في مداهمة اليوم صادروا ... كل المعدات والسيارات.”

وفي خطوة قالت الحكومة إنها تهدف إلى تعزيز مؤتمر المصالحة الذي يعقد في منتصف الشهر المقبل أقر مجلس الوزراء الصومالي الأسبوع الحالي خطة بالافراج عن مقاتلين إسلاميين من غير القيادات كانوا احتجزوا خلال الحرب في ديسمبر ويناير .

ولكن عبدي حاجي جوبدون المتحدث باسم الحكومة قال إن العفو لن ينطبق على من قالت الحكومة إن لهم صلات بتنظيم القاعدة أو من ارتكبوا جرائم خطيرة.

وأضاف “سنفرج عمن كانوا مجرد مقاتلين... القرار يتماشى مع جهود الحكومة لتعزيز نجاح مؤتمر المصالحة.” ورفض جوبدون الإفصاح عن عدد الذين سيطلق سراحهم.

وكان لدى الحركة الإسلامية خلال الفترة القصيرة التي سيطرت فيها على غالبية أجزاء البلاد نحو ثلاثة آلاف مقاتل لكن خبراء أمنيين يقولون ان هذه الأعداد تضخمت بفعل انضمام مقاتلين جدد معظمهم أجبر على الخدمة العسكرية بينما بدأت الحرب في الأيام الأخيرة من ديسمبر.

ويقول كثير من الدبلوماسيين إن مؤتمر المصالحة الذي تأجل مرتين بسبب المخاوف الأمنية هو أفضل فرصة للحكومة لتعزيز شرعيتها وانهاء العنف.

وفجر متمردون مشتبه بهم لغما أرضيا مما أسفر عن سقوط قتيلين في محاولة لإصابة عربات حكومية مارة كما قتل مسلحون شرطيا خلال هجوم على مركز للشرطة في حي بشمال مقديشو يقطنه انصار الاسلاميين.

وفي حادث منفصل اشتعلت النيران في أرجاء مخيم يؤوي لاجئين في إقليم بلاد بنط الصومال الشمالي الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي. وقال شهود إن الحريق أدى إلى وفاة طفلين كما أتت النيران على نحو 300 من مساكن الإيواء المؤقتة.

وفي مقديشو قال شهود إن انفجارا قويا وقع في العاصمة الصومالية أمس الأول الاثنين قرب مكان عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية يبدأ اعماله الشهر القادم.

وسبق تأجيل المؤتمر مرتين لدواع أمنية.

وقال عبد الفتاح ابراهيم عمر نائب رئيس بلدية مقديشو والمسؤول عن الامن هناك ان مهاجما مجهولا فجر لغما ارضيا بجهاز تحكم عن بعد اثناء مرور سيارات حكومية. وهذا احدث هجوم في سلسلة من الهجمات يشنها مسلحون على ما يبدو ضد الحكومة المؤقتة.

واضاف “كان يستهدف مسؤولي الحكومة الصومالية والقوات التي تمر في هذا الطريق عادة. لم يصب الهدف ولكن اصيب طفلان كانا قريبين من مكان الانفجار.” واعلن عمر القاء القبض على خمسة من المشتبه بهم ونفى تقارير سابقة افادت بإصابة رجلي شرطة.

وقال الشاهد عبد الله ييري ان عددا كبيرا من افراد القوات الحكومية كانوا في المنطقة حين وقع الانفجار.

وصرح لرويترز “سمعت دوي انفجار قوي هز الارض على مقربة مني. وشاهدت سيارة تحترق وقد اطاحت بها شدة الانفجار في الهواء. هناك اعداد كبيرة من القوات الحكومية في المنطقة.”

ودأب مسلحون ينتمون لحركة اسلامية متشددة مدحورة على مهاجمة القوات الحكومية وحلفائها من القوات الاثيوبية مستخدمين تكتيكات منها الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية ووضع شحنات ناسفة على الطرق.

وكان من المقرر عقد مؤتمر المصالحة الوطنية الاسبوع الماضي وهو اللقاء الذي وصفه كثير من الدبلوماسيين بانه خير فرصة للحكومة الانتقالية لتعزيز شرعيتها والقضاء على العنف.

الا ان الحكومة ارجأت المؤتمر الاسبوع الماضي للمرة الثانية متعللة بظروف وصفتها بانها غير مواتية. وقال منظم المؤتمر إن بعض العشائر طلبت اتاحة متسع من الوقت امامها لاختيار ممثليها كما ان مكان الاجتماع لا يزال يخضع لاستكمال الاستعدادات.

وقال مصدر امني رفض نشر اسمه ان الانفجار خطوة من جانب المسلحين “للاقتراب من مكان مؤتمر المصالحة”.

وتابع “انها رسالة يحاولون نقلها للحكومة.. يحذرون الحكومة من مؤتمر المصالحة المقترح.” الا ان خبراء امن ودبلوماسيين يقولون ان سوء الاوضاع الامنية في مقديشو وخطر وقوع هجمات من المسلحين تستهدف المؤتمر اجبر المنظمين على تأجيل المؤتمر حتى 18 يوليو القادم.

ويوجد في مقديشو كميات كبيرة من العتاد الثقيل وهي من اخطر مدن العالم كعاصمة لدولة اصبح اسمها مرادفا للفوضي منذ الاطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.

وهذه الحكومة هي المحاولة الرابعة عشرة لارساء دعائم الحكم المركزي في البلاد منذ ذلك الحين. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى