مواطن لبناني: في هذا المكان يمكن التقاط رسائل من إسرائيل عبر الهواتف النقالة

> الخيام «الأيام» ميشال موتو:

> يعبر سكان بلدة الخيام، احد معاقل حزب الله في جنوب لبنان، عن صدمتهم لمقتل ستة جنود من القوات الدولية في اعتداء استهدفهم في المنطقة الاحد، لا سيما انهم لم ينتهوا بعد من بلسمة جراح حرب يوليو الماضي.

في هذه البلدة الواقعة على بعد حوالى عشرة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل، لا تزال آثار حرب الصيف الماضي بين حزب الله والجيش الاسرائيلي واضحة، فيما تنشط اعمال اعادة بناء عدد من المنازل المهدمة.

ويعبر السكان عن صدمتهم لاستهداف جنود في الامم المتحدة يشكل وجودهم في المنطقة عامل اطمئنان. وهم يتهمون «ارهابيين غرباء» عن المنطقة وربما عن البلاد بتنفيذ الاعتداء بالسيارة المفخخة على طريق بلدتهم الذي استهدف دورية للقوات الاسبانية العاملة في اطار اليونيفيل ما تسبب بمقتل ستة جنود، ثلاثة اسبان وثلاثة كولومبيين.

من مطعم عبد تابت المطل على الطريق التي وقع فيها الاعتداء، يمكن مشاهدة جنود من القبعات الزرق يتنقلون قرب آلية محترقة الى حد كبير.

وعلى الهواتف النقالة، يمكن في هذا المكان التقاط رسالة «ترحيب بالوصول الى اسرائيل» نظرا الى قرب المسافة الفاصلة عن الحدود.

ويقول صاحب المطعم (33 عاما) «كان الانفجار قويا الى درجة تحطم الزجاج»، مضيفا «اعدنا فتح المطعم قبل اسبوع بعد اشهر طويلة من الترميم خلال فصل الشتاء».

ويضيف «عندما سمعت دوي الانفجار، قلت في نفسي: +لا! لا يمكن ان نبدأ من جديد!».

وتسبب الانفجار الذي تم لاسلكيا، بحسب ما افادت مصادر امنية، باندلاع حريق امتد الى الجوار حيث توجد اشجار من الزيتون.

وقال صاحب المطعم «الوحيدون القادرون على ارتكاب مثل هذا العمل هم ارهابيون لا يريدون عودة الهدوء الى المنطقة».. واضاف «ليسوا اشخاصا من هنا. الارجح انهم ينتمون الى مجموعات اسلامية مثل فتح الاسلام او القاعدة. هم يدعون العمل باسم الاسلام، لكن لا علاقة لهم بالاسلام».

وشهدت الخيام الواقعة على تلة معارك عنيفة خلال الصيف بين حزب الله والجيش الاسرائيلي تسببت بتدمير حوالى 1500 منزل فيما تبدو اثار شظايا على واجهات المنازل كافة، بالاضافة الى ثقوب كبيرة في الجدران,وينشط عشرات العمال، معظمهم سوريون في الورش.

ويقول ضاهر شقراوي (50 عاما) صاحب محل خردة وقد جلس قرب محله ان «هذا الاعتداء الذي يأتي بعد اطلاق صاروخين على اسرائيل الاسبوع الماضي، امر رهيب بالنسبة لنا».

ويضيف «غادر عدد من الجيران المنطقة. واوقف عدد من الاشخاص الذين كانوا بدأوا باعادة البناء، كل شيء. لا يريد احد ان يعيش اولاده في مثل هذه الاجواء».

وتابع «انا متأكد بنسبة 200% بان غرباء هم الذين نفذوا هذا الاعتداء. نحن عانينا كثيرا لدرجة ان ما نريده هو الهدوء. والجميع يحب الاسبان هنا».

على بعد 300 متر من مكان الاعتداء، علقت لافتة على واجهة محل تجاري كتب عليها «سيرفيزا سان ميغيل»، وهي ماركة بيرة اسبانية.

في وسط البلدة، يعمل موسى قانصوه وزوجته داليا في فرن يملكانه. ويقول موسى (39 عاما) ان حزب الله لا يزال يتحكم بالمنطقة بشكل كامل.

ويضيف «كل شيء هنا يحظى بحماية حزب الله. لا شيء يخرج عن سيطرته... كل سيارة غريبة، تتم ملاحقتها ومراقبتها.. حزب الله قال انه يشجب هذا الاعتداء. وبالتالي، يجب ان يكون الارهابيون اقوياء جدا لينفذوا هذا العمل من دون علم حزب الله. انهم عراقيون او شيء من هذا القبيل..».

وتبتسم داليا (24 عاما) ابتسامة حزينة وراء حجابها الاسود. «يجب ان نعتاد هذا الامر في هذا البلد. لن نعلم بتاتا من قتل هؤلاء الاسبان الطيبين... هم ياتون مرارا لشراء مناقيش بالجبنة والصعتر... وهم لطفاء جدا».. وتضيف «يجب ان نتعلم كيف نعايش هذا العنف، والا لا بد من الرحيل من لبنان». أ.ف.ب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى