> علينا أخذ العبرة من الأوروبيين الذين اصبح لديهم جيش واحد وعملة واحدة وبرلمان واحد وفلسفة وسياسة واحدة وواضحة رغم اختلافهم في اللغة والثقافة والاتجاهات الدينية والسياسية ...إلخ. مشكلة العرب أنهم يسيرون في اتجاهين متوازيين بوقت واحد: حب السلطة وتوريثها من جهة، ومحاولة مجاراة الآخرين بشعاراتهم وأنظمتهم المتجددة كالديمقراطية مثلا من جهة أخرى. إن فلسطين ليست قضية العرب وحدهم بل هي قضية كل مسلم على وجه الأرض لأن فيها القدس الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعليه نجد أن حصرها في أروقة الجامعة العربية يجهض قرارات مجلس الأمن ضد إسرائيل ويصغر ويحجم قوة وفعالية المواجهة معها، في الوقت الذي قامت إسرائيل باسم الدين وعلى اكتاف الديانة اليهودية التي حصلت على التأييد والدعم على المستوى العالمي.

نحن نستهلك من الآخرين كل شيء وأي شيء وهم يبيعوننا كل شيء وأي شيء حتى حريتنا.من الغريب والعجيب أن يحرص امين عام الامم المتحدة وكذا ممثل الاتحاد الاوروبي على حضور قممنا العربية في الوقت الذي يتغيب فيه بعض زعماء العرب مكتفين بإرسال مندوبين عنهم. على الرغم من الرقابة على السينما العربية التي تفرض عليها تقديم رؤية نقدية عن واقع الامة وما أصابها غير ان هذه الرؤية تنحصر على فئة قليلة جدا من المحافظين والمثقفين بينما الشرائح الاخرى التي تمثل السواد الأعظم من مجتمعاتنا نجدها تتأثر سلبا عن طريق تقليد ومحاكاة افلامها بتطبيقها عمليا على ارض الواقع والنتيجة هي استنساخ دائم ومتكرر للانحلال الاجتماعي والتفسخ الاخلاقي وانتشار قانون الغاب.