قوات الأمم المتحدة في لبنان تتعهد بالمضي في مهمتها رغم التفجير

> مرجعيون/بلاط « الأيام» رويترز/ أ.ف.ب:

>
جنود اسبان يحملون نعوش رفاقهم أمس ويبدو احدهم لم يتمكن من حبس دموعه
جنود اسبان يحملون نعوش رفاقهم أمس ويبدو احدهم لم يتمكن من حبس دموعه
قال قائد قوات حفظ السلام الدولية في لبنان (يونيفيل) امس الاثنين ان القوات الدولية ستستمر في مهتمها على الرغم من تفجير سيارة ملغومة اسفر عن مقتل ستة من افراد كتيبة اسبانية.

وكان الانفجار الذي ضرب دورية لليونيفيل أمس الاول الاحد أول هجوم على قوة الامم المتحدة يسقط فيه قتلى منذ توسيعها لبسط الاستقرار في جنوب لبنان بعد الحرب بين اسرائيل ومقاتلى حزب الله العام الماضي.

وقال الميجر جنرال كلاوديو جراتسيانو الذي يقود قوات اليونيفيل المؤلفة من 13 الف فرد في بيان «هذا الهجوم زاد من تصميم اليونيفيل على تنفيذ مهمتها في جنوب لبنان.»

ويبرز التفجير تحديا جديدا لحكومة بيروت المدعومة من الغرب التي تخوض مواجهة سياسية معوقة مع المعارضة التي يقودها حزب الله والتي تعرضت لهزة بسبب سلسلة انفجارات ومعارك مع مقاتلين يستلهمون نهج القاعدة.

ووقع التفجير الذي أدانه حزب الله على الرغم من وضع قوة اليونيفيل في حالة تأهب منذ ان بدأ القتال بين الجيش اللبناني واسلاميين سنة في شمال لبنان الشهر الماضي.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن فتح الاسلام وهي الجماعة التي تخوض معارك مع الجيش اللبناني عند مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان منذ خمسة اسابيع كانت قد هددت اليونيفيل في وقت سابق الشهر الجاري. وركزت قوات حفظ السلام اكثر على ما يمثله المتشددون السنة من خطر محتمل منذ دعا ايمن الظواهري نائب زعيم القاعدة في العام الماضي الى مهاجمة اليونيفيل.

وقال تيمور جوكسل المستشار السابق لليونيفيل انه يرى التفجير «كعملية تضامن» مرتبطة بالقتال في نهر البارد ويحتمل ان تكون منظمة تحاول ان تطرح نفسها «كمرشح لعضوية القاعدة» نفذته.

ومشطت قوات اليونيفيل والكلاب المدربة السهول القريبة من موقع الانفجار للحصول على ادلة. ووردت أنباء متضاربة بشأن ما اذا كانت السيارة التي يعتقد انها كانت تحمل من 40 إلى 50 كيلوجراما من المتفجرات قد فجرت من بعد أم فجرها انتحاري.

وقال جوكسل ان الهجوم زاد حدة معضلة تواجهها اليونيفيل وتتمثل في كيفية الموازنة بين الحاجة لحماية جنودها وهدف بناء علاقات جيدة مع السكان. وتابع «المشكلة هي انه قد يغير طريقة التعامل كليا بالنسبة لبعض افراد القوة. سوف يصبحون اكثر عصبية من قبل وبالتالي سوف يبدون أكثر عدوانية وربما يتصرفون بهذه الطريقة.»

وقال «كانوا قد بدأوا بتحسين علاقتهم مع المجتمع المحلي وهذه ستكون تراجعا خطيرا للاسف.»

ويقول سكان الخيام ومرجعيون انهم يقدرون وجود اليونيفيل ليس فقط بسبب المال الذي يدفعه الجنود في المحلات او في المطاعم وقال بعضهم انهم يخافون ألا يكون الهجوم على الكتيبة الاسبانية اخر هجوم.

وقال احمد حجازي (30 عاما) وهو في مقهاه الخالي على الطريق العام في بلدة مرجعيون المسيحية «اتوقع ان يحدث هجوم مرة اخرى ربما ضد الفرنسيين او الايطاليين» وأدان مجلس الأمن الدولي اليوم «الهجوم الإرهابي» وأكد دعمه للحكومة والجيش اللبنانيين,ودعا الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون ايضا إلى تقديم المسؤولين عن التفجير الى ساحة العدالة.

وقال المتحدث باسمه «استهداف اليونيفيل هو في الواقع محاولة لتقويض السلم والامن في المنطقة.»

وفي بيروت قررت حكومة فؤاد السنيورة المناهضة لسوريا «الموافقة على طلب التجديد لقوات الامم المتحدة اليونيفيل في لبنان لمدة سنة.» وتنتهي المدة الحالية للقوات في اغسطس. وحتى الان سقط لليونيفيل نحو 266 قتيلا منذ تشكيلها للمرة الاولى بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1978.

مراسم وداع للجنود الدوليين الستة الذين قتلوا في جنوب لبنان

اقيمت مساء أمس الإثنين مراسم صلاة ووداع للجنود الستة في قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان الذين قتلوا في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف دورية لهم أمس الأول في الجنوب.

واقيمت المراسم في المقر العام للقوات الاسبانية العاملة في اطار القوات الدولية الموقتة (يونيفيل) في بلاط في الجنوب في حضور وزير الدفاع الاسباني خوسيه انطونيو الونسو وضباط كبار في الجيش اللبناني والقوات الدولية وحوالى 300 عنصر من هذه القوات ممثلين لوحدات معظم الدول المشاركة.

وقال الونسو في كلمة القاها ان «هؤلاء الجنود يخدمون قضية سامية في لبنان وقضية سلام».

واضاف ان لبنان «في حاجة الى اشخاص مثلهم»، واصفا اياهم بانهم «شهداء الواجب».

وقال الوزير الاسباني ان «هؤلاء الابطال بذلوا حياتهم الثمينة من اجل الامة اللبنانية»، مضيفا «في هذا المكان، مهمتنا اكثر اهمية من امكنة اخرى».

ومنح الوزير الاسباني وممثل قيادة الجيش الجنود القتلى اوسمة تقدير من الحكومة الاسبانية والجيش اللبناني وقيادة القوات الدولية.

وتلا كاهن تابع للكتيبة الاسبانية صلاة لراحة انفس الضحايا. ثم وضعت النعوش الملفوفة بالاعلام الاسبانية على وقع الموسيقى العسكرية في طوافة تابعة للقوات الدولية نقلتهم الى مطار بيروت,ومن هناك ستنقل الجثامين الى اسبانيا.

ولم يتمكن رفاق الجنود القتلى من حبس دموعهم,والقتلى الستة هم ثلاثة جنود اسبان وثلاثة جنود كولومبيين يخدمون في اطار الجيش الاسباني. وقد سقطوا في تفجير سيارة مفخخة في سهل الخيام القريب من مقرهم العام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى