الشيخ الوالد علي محمد سعيد في حديث صحفي:بدأنا من عدن نشاطا تجاريا محدودا حتى أصبحت المجموعة من أهم المجموعات التجارية في البلاد

> «الأيام» خالد خشدل عبدالغني:

>
الشيخ الوالد علي محمد سعيد اثناء الحوار
الشيخ الوالد علي محمد سعيد اثناء الحوار
الوالد الأستاذ علي محمد سعيد من مواليد قرية قرض بمحافظة تعز عام 1926م ، درس القرآن الكريم وقواعد الحساب الأولية منذ صباه في كُتاب القرية .. كان جده سعيد أنعم زيد يتحلى بصفات كثيرة أبرزها أنه صاحب قلب كبير ..عرفه أبناء المنطقة على طبيعته شغوفاً لفعل الخير ومرشداً إلى مزيد من الصلاح ... الوالد علي محمد سعيد كان أول أحفاده، لهذا نشأ في مناخ مفعم بالإيمان ، وكان يروى عن جده أنه كان كريماً ويغدق على ضيوفه بالكرم والجود. الوالد الأستاذ علي محمد سعيد عندما كان صبياً حينذاك كان على قدر كبير من الفطنة ، وكان يتمتع بقدر كبير من المسئولية ، وقد كان أعمامه فخورين بقدراته وحريصين على أن يخصوه برعاية الأبوة وليس العم ، وبالمقابل كان الوالد علي محمد سعيد حينذاك يشعر حيال أعمامه بحب كبير ، خصوصاً عمه المرحوم هائل سعيد أنعم ، وعلى هذا الأساس كانا ثنائياً ناجحاً في أول تجربة يخوضانها معاً فحالفهما النجاح برعاية من المولى عز وجل. انخرط في العمل التجاري بجانب عمه المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم وهو في الثالثة عشرة من عمره ، ومنذئد أصبح السند الأقوى والأوثق للأسرة ، وفي تحقيق النجاحات الكبرى في حقل الأعمال .

الوالد الأستاذ علي محمد سعيد عاش تجربة فريدة في حياته جعلت منه مواطناً صالحاً ورجل أعمال ناجحاً ومتميزاً .. وصاحب تاريخ عريق وعهد متميز من العطاء والإخلاص للوطن بشكل عام وللمجموعة بشكل خاص، ماض يزخر بالأحداث على مر التاريخ ، وحاضر مشرق ومزدهر في ظل قيادته الرشيدة والحكيمة للمجموعة الشامخة بإذن الله تعالى والتي أوصلها إلى مصاف العالمية والأولى على مستوى اليمن . إيمانه القوي المستمد من كتاب الله وسنة نبيه ، جعله يخطو بنجاح ويشق طريقه لنور الهدى الذي من خلاله يستنير إلى الطريق الصحيح دوماً ، لم يكن ممن يسعى وراء جمع المال أو ممن يعبث بنعيم وملذات الحياة ، بل تاريخه العريض مليئ بالألم والأمل ، فقد نشأ منذ طفولته وهو يحمل أثقال الدنيا وهمومها، وكان الأقوى في مواجهة ظروف الحياة ولم ييأس يوماً أو يضعف ، بل كلما ازداد ألماً ازداد قوة وشجاعة.. وتربى منذ صباه على النضال والوطنية ، وبدأ حياته من الصفر حتى صار رجل أعمال ناجحاً وشخصية فذة تتحدث عنها الأجيال على مر التاريخ .

محطات من سيرة عميد آل سعيد أنعم :

ماض عريق.. وحاضرمزدهز.. ومستقبل مشرق وواعد تفخر به الأجيـــال. أسس أول عمل أول عمل تجاري في عدن عام 1938م واتساقاً مع نهج الأسرة بالعمل على النطاق الوطني العام تأكيداً لواحدية الأرض اليمنية، وببصيرة نافذة استقر رأيه على الانتقال إلى الشمال حيث أسس مكتباً تجارياً في الحديدة سنة 1950م وفي المخاء وتعز سنة 1953م ، قاد باقتدار وريادية عمليات المجموعة ليصل بها مع عمه هائل سعيد ومع أعمامه وأبناء أعمامه أحمد هائل وسعيد عبده سعيد إلى وضع مؤسسي ناجح ، كما رفع مستوى المجموعة على الصعيد اليمني بجدارة ، وعلى المستوى العربي والإقليمي والدولي لتمثل وبدلالة كل المؤشرات دخول القرن الواحد والعشرين في كافة مجالات الفعل التنموي بالدلالة الواسعة لهذه الكلمة .

منذ شبابه المبكر انغمس الأستاذ الوالد علي محمد سعيد في النشاط العام حيث انضم إلى عضوية الجمعية اليمنية الكبرى في عام 1946م وتأثر بالزعيمين الأستاذين النعمان والزبيري رحمهما الله ، وكانت تلك هي بداية انخراطه مع الأحرار، وتواصل عطاؤه الوطني عبر مراحل عقدي الخمسينات وبدايات الستينيات نصيراً وداعماً بشتى الأشكال بما في ذلك المشاركة الفعلية والفاعلة في التحضير لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م ثم في معارك الدفاع عنها كالسبعين يوماً وما بعدها ، ليصبح وبحضوره المتواصل أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية اليمنية .

وبالرغم من نجاحه الذي لا يخفى في حقل الأعمال كأبرز رجال الأعمال اليمنيين ، إلا أن ذلك كله لم يلهه عن ولعه بالأعمال التطوعية والتعليمية والخيرية بشتى أشكالها وتنوع مجالاتها بدءاً من المجال الصحي الذي كان بحكم موقعه الرسمي والسياسي كعضو مجلس قيادة الثورة وأول وزير للصحة ، ناهيك عن تأسيسه جمعية الهلال الأحمر اليمني على النطاق الوطني العام ، وكذلك الأمر في المجال التعليمي بمراحله ومستوياته المختلفة وإيلائه اهتماما خاصاً لعمليات التأهيل وإعادة التأهيل التقني والمهني إضافة إلى مد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين والبائسين، مولياً اهتماما خاصاً لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها من أنجع سبل العمل على إسداء العون والتكافل الاجتماعي .

ترأس وشارك بفعالية في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية المتصلة بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية ، وساهم بشكل فعال في مشروعات محاربة الفقر والمشروعات الاجتماعية والثقافية والعلمية في اليمن .

تقلد المناصب التالية منذ قيام الثورة عام 1962م :

عضو مجلس قيادة الثورة اليمنية في سبتمبر 1962م .

وزير للصحة في أول حكومة بعد الثورة 1962م .

الرئيس المؤسس لجمعية الهلال الأحمر اليمني سنة 1962م .

عضو مجلس الرئاسة سنة 1963م .

رئيس مجلس إدارة البنك اليمني للإنشاء والتعمير سنة 1964م .

وزيراً للدولة للشئون الاقتصادية سنة 1965م .

مستشاراً اقتصادياً لرئيس الجمهورية سنة 1967م .

عضواً في مجلس الشورى (1972م – 1975م) .

عضواً في مجلس الشعب التأسيسي سنة 1978م .

نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية .

رئيس اتحاد الصناعات اليمنية .

رئيس مجلس إدارة صندوق التدريب المهني والتقني سنة 1995م – 1997م .

يشغل حالياً المناصب التالية :

رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه .

رئيس مجلس إدارة عدة شركات تجارية وصناعية محلية ودولية .

رئيس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه .

رئيس مجلس إدارة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة .

رئيس مجلس أمناء جائزة المرحوم الحاج / هائل سعيد أنعم للعلوم والآداب .

عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام منذ عام 1987م .

عضو المجلس الاستشاري .

عضو مجلس الشورى منذ عام 2001م .

عضو اللجنة العليا لكفالة اليتيم منذ سنة 2003م .

الأوسمة التي حصل عليها :

وشاح النيل من الدرجة الأولى من الجمهورية العربية المتحدة سنة 1963م .

شهادة تقدير من رئيس الجمهورية للإنجازات التي حققها في الجانب الصحي أثناء توليه وزارة الصحة .

شهادات تقدير منحها له فخامة الرئيس القائد الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لجهوده الفعالة في خدمة الوطن .

وسام الوحدة من الدرجة الثانية 1994م .

وفيما يلي نص الحوار:

> سيادة الوالد علي محمد سعيد، رئيس مجلس الإدارة نرجو تكرمكم بالحديث عن بداية النشاط التجاري والصناعي لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه ؟

-بدأنا من محافظة عدن عام 1938 في عمل بقالة صغيرة ونشاط تجاري محدود في الاستيراد والتصدير والتوكيلات العامة . وفي عام 1950م شهد تطوراً وتوسعاً متسارعاً وكبيراً في النشاط التجاري حيث توجهنا إلى الشطر الشمالي من الوطن حينداك ، وأصبحت المجموعة من أهم وأكبر المجموعات التجارية في البلاد ، وأصبحت تمثل عدداً من كبريات الشركات العالمية سواء في جنوب الوطن أو شماله .

وفي عام 1970م بدأت المجموعة مرحلة جديدة في نشاطها الاستثماري حيث أُنشئت أول شركة صناعية يقيمها القطاع الخاص وهي الشركة اليمنية للصناعة والتجارة ، وبعد ذلك تم إنشاء العديد من الشركات الصناعية والتجارية والخدمية الأخرى حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم كمجموعة اقتصادية تعمل في الكثير من مجالات النشاط وتغطي جزءاً كبيراً من حاجة السوق المحلية ... كل هذه المشاريع تمت بمساهمات مع رجال الأعمال والأفراد والعديدين من أبناء الوطن . ونحمد الله العلي القدير على رعايته وحفظه وكل ذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى .

> لو سمحتم لنا وتكرمتم بالحديث ولو بشيء يسير عن ظروف نشأتكم ... تعليمكم ... والبدايات الأولى لانخراطكم في العمل الوطني ثم التجاري ؟

-درست قواعد الخط والحساب وعلوم الفقه والقرآن الكريم والنحو والبلاغة في القرية على يد القاضي شاهر داود ( رحمه الله ) ، وعندما بلغت سن الثالثة عشرة سافرت إلى بربره في الصومال كان ذلك عام 1936م بطلب من الوالد المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعمل في تجارة الجلود ثم قمنا بفتح دكان لاستيراد المواد الغذائية والملابس من عدن وتسويقها في بربرة بالصومال ، وقد مارست العمل في هذا المجال لمدة عامين ثم العودة إلى الوطن والاستقرار والاشتغال بالتجارة من خلال دكان في المعلا بعدن ، وكان ذلك في عام 1938م.

> كنتم واحداً من أوائل المناضلين ضد الاستبداد الإمامي والاستعمار، وبعد قيام النظام الجمهوري شغلتم أكثر من موقع ومنصب ، نود التعرف على نبذة من تاريخكم ودوركم النضالي الذي لعبتموه قبل الثورة وبعدها ؟

-ساهمت بتوفيق من الله عز وجل ومعي المناضلون في تجمع تعز وصنعاء في مراحل الإعداد والتهيئة لتفجير الثورة اليمنية في الميدان .. وأحمد الله تعالى أن وفقني كي أكون واحداً من الذين أسهموا في النضال الوطني الفعال في تفجير الثورة اليمنية مع غيري من الزملاء والأحرار والمناضلين ..

وقد كان للتجار ورجال الأعمال دورهم البارز وإسهاماتهم على صعيد النضال الوطني، وأشعر بالفخر والاعتزاز حيث كنت واحداً منهم.. حيث ساهمت بدعم المناضلين الأحرار بالمال والسلاح بالتعاون مع الأخ عبدالغني مطهر (رحمه الله) وعدد من الأحرار الضباط يوم تفجير الثورة اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر المباركة ، حيث قمنا بعدد من التحركات والنشاط بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار في مدينة تعز عند انطلاق ساعة الصفر للثورة ، وأخذ الاحتياطات الأمنية بالإضافة إلى تنظيم وتسيير المظاهرات التي انطلقت من المدينة وحتى ميدان الشهداء الذي كان الحكم الإمامي يهيئه يومها لإقامة البيعة فيه للإمام البدر إلا أن المولى عز وجل كان يهيئ الميدان لاستقبال جماهير الشعب التي تحتفل بالثورة وكان ما شاء الله العلي القدير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى