براون يضخ دماء جديدة في الحكومة البريطانية بعد عهد بلير

> لندن «الأيام» كاثرين بلدوين و سوميت ديساي :

>
ديفيد ميليباند
ديفيد ميليباند
عين رئيس الوزراءالبريطاني الجديد جوردون براون أمس الأول النجم الصاعد ديفيد ميليباند كأصغر وزير خارجية لبريطانيا منذ ثلاثة عقود ضمن تعديل وزاري واسع يهدف لبدء صفحة جديدة بعد أعوام بلير.

وفي تعديل أدخل إلى الحكومة عدة وجوه جديدة عين براون حليفه اليستير دارلنج خلفا له في وزارة المالية في حين يعد بتغيير يستعيد دعم الناخبين بعد عقد من حكم حزب العمال ويضع حدا لحرب العراق التي لا تحظى بشعبية.

وحينما كان عضوا في حكومة بلير صوت ميليباند البالغ من العمر حاليا 41 عاما بالموافقة على قرار الحكومة بدعم غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة لكن تقارير كثيرة في وسائل الاعلام البريطانية افادت بأنه متشكك بشأن الحرب.

ومنح براون ايضا منصبا صغيرا في حكومتة لمارك مالوك براون النائب السابق للامين العام للامم المتحدة الذي انتقد بريطانيا والولايات المتحدة بسبب الحرب على العراق وقد تم تعيينه اليوم وزيرا لشؤون افريقيا وآسيا والامم المتحدة.

وواجه براون أول يوم له في الحكم تذكيرا قويا بالحرب العراقية وذلك عندما قتل ثلاثة جنود بريطانيين في البصرة في انفجار قنبلة زرعت إلى جانب الطريق مما رفع عدد قتلى القوات البريطانية في العراق إلى 156 من بينهم مواطن من دائرة براون الانتخابية.

ويقول محللون إن تعيين ميليباند ومالوك براون يرميان إلى تحول بارع في منهج السياسة الخارجية بعد تقارب بلير من واشنطن الذي لم يلق قبولا شعبيا لدي كثير من البريطانيين.

وقال واين جرانت استاذ العلوم السياسة بجامعة وريك "هذا كان جزأ من برنامجه أن تكون لديه علاقات صداقة بناءه مع الولايات المتحدة على ان يكون حاسما كلما اقتضت الضرورة وسيكون هذا تحولا بارعا في السياسة وليس تحولا صداميا."

وقال متحدث باسم براون إن رئيس الوزراء "يؤمن بشدة" باهمية العلاقات الانجلو امريكية.

وتنحي بلير يوم الأربعاء الماضي مفسحا الطريق امام براون ليحاول تحسين فرص حزب العمل في الفوز بالانتخابات المقبلة المقررة عام 2010 على أقصى تقدير.

وزير المالية الجديد دارلنج
وزير المالية الجديد دارلنج
ويتوقع المحللون تغيرا طفيفا في السياسات الاقتصادية في ظل وزير المالية الجديد دارلنج (53 عاما) بعد النجاح الذي حققة براون خلال توليه حقيبة المالية.

وعين براون جاكي سميث أول وزيرة للداخلية في بريطانيا وستواجه الوزيرة الجديدة تحدي منع اي هجوم جديد من قبل اسلاميين متشددين.

وتبرز الوظائف التي منحت لحلفاء براون مثل قائد حملته جاك سترو والساعد الايمن له عندما كان وزيرا للمالية آد بولز ورفيقه سكوت دوجلاس الكسندر ملامح خططه السياسية المقبلة.

وسيتعين على سترو البالغ من العمر 60 عاما معالجة ازمة في هيئة السجون البريطانية التي ازدحمت بالسجناء بينما منح بولز الذي يوصف بأنه كان الساعد الأيمن لبراون في وزارة المالية منصب وزير التعليم الاساسي والاسرة مما يبرز اهتمام براون بالتعليم.

ولا يرضى كثير من البريطانيين عن مستوى الخدمات العامة حتى بعد ان استثمرت حكومة بلير بكثافة في هذه القطاعات وذهبت حقيبة الصحة إلى آلان جونسون الذي يتمتع بثقل سياسي كبير.

جاكي سميث
جاكي سميث
وسيقود الكسندر (39 عاما) الحملة الانتخابية لحزب العمال بعدما اصبح وزيرا للتنمية الدولية. وبينما يتوق براون إلى مكافحة الفقر والامراض على مستوى العالم ستمثل تلبية مطالب الناخبين بعودة القوات البريطانية من العراق وبناء الثقة التي بددها منهج بلير في الحرب أكبر تحديات ملحة تواجه رئيس الوزراء الجديد في مجال السياسة الخارجية.

وقال ميليباند اصغر وزير خارجية بريطاني منذ الوزير ديفيد اوين عام 1977 إن "فرص وتحديات العالم الحديث تتطلب من وجهة نظري دبلوماسية متأنية وهادفة في نفس الوقت .. تنصت وتقود ايضا."

وتخفض بريطانيا عدد قواتها في العراق ولديها الان نحو 5500 في جنوب البلاد ورغم تعهد براون بالوفاء بالتزامات بريطانيا في العراق هناك توقعات بتسريع انسحاب القوات البريطانية من هناك.

وقال ديفيد مفام رئيس الوحدة الدولية في معهد دراسات السياسة العامة "هذا مؤشر واضح على ان براون يريد ان يجري تغييرات على بعض اساليب ونقاط تركيز سياسة بلير الخارجية."

وكان ميليباند قد ابدى تشككا بشأن قرار خوض الحرب في العراق وعبر وفقا لما ورد في تقارير صحفية عن فزعه بسبب تردد بلير في الدعوة لوقف فوري لاطلاق النار في حرب لبنان العام الماضي.

(شارك في التغطية ادريان كروفت وجيرمي لوفل وسيمون رابينوفيتش) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى