تحت الحديد والنار

> «الأيام» أشرف إبراهيم الأهدل /الشيخ عثمان - عدن

> سألت صديقي العاطل عن العمل والغائب منذ فترة ليست طويلة: أين أنت؟ هل اغتربت؟ فقال لي: لا لقد وجدت عملاً.

كم سعدت بهذا الخبر وتمنيت لو ان كل الشباب الذين لم يجدوا عملاً يحالفهم الحظ.

وسألته: ما هذا الجرح في يدك؟ فأجابني: تعرضت للإصابة أثناء العمل فأنا أعمل تحت الحديد والنار في شركة استثمارية منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة ليلاً. قلت له: إذاً هذا سبب غيابك فجأة.

ومرت فترة ليست طويلة وصادفت شاباً آخر بنفس الحي الذي أسكنه، وسألته: ما هذا الحرق قرب عينك سلامات ولا شر، فأجاب: إصابة عمل فأنا أعمل تحت الحديد والنار، ولقيت شاباً آخر: ماذا حدث لإصبعك سلامات ولا شر، وتلقيت الإجابة نفسها. الحقيقة هالني مارأيت، ورأيتهم صباحاً مجموعة من الشباب الذاهبين إلى العمل نفس العمل الامر الذي دفعني لسؤالهم عن نوع العمل وعن فترة العمل وكذا عن العقود الخاصة بهم ومدى توفر شروط السلامة المهنية!

وقد صدمني ما سمعت فلا عقود عمل ولا تأمين اجتماعيا ولا رعاية صحية ولا سلامة مهنية ولا يحزنون مع أنها ابسط الحقوق التي اوجبها المشرع اليمني وكفلها القانون لهم.

لكن للأسف إذا غاب الضمير ولم يكن لتقوى الله مكان في الصدور فلا تنفع القوانين ولا غيرها.

فإلى أرباب مثل هذا العمل وغيره سؤال:

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى