حزن واحباط في مخيم البداوي في لبنان غداة مقتل شخصين في اطلاق نار على تظاهرة

> بيروت «الأيام» ميكاييلا كانسيلا كيفر :

>
أثناء تشييع القتلى
أثناء تشييع القتلى
شيع اللاجئون الفلسطينيون في مخيم البداوي في شمال لبنان أمس السبت وسط اجواء هادئة اتسمت بالحزن قتيلا سقط في اطلاق نار خلال تظاهرة قام بها أمس الأول نازحون من مخيم نهر البارد حيث تدور معارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام منذ العشرين من ايار/مايو.

وتسبب اطلاق النار أمس الأول في مقتل شخص ثان، حسام مزيان (26 عاما) سيتم تشييعه في وقت لاحق.

وشارك مئات الاشخاص في مراسم تشييع محمد الجندي (50 عاما) بعد صلاة الظهر في جامع زمزم في مخيم البداوي. وكانت المراسم عادية وسريعة. وخلت الهتافات من اي موقف سياسي او صرخة غضب، الا ان بعض المشاركين في الجنازة لم يخفوا استياءهم مماحصل، لا سيما ان ظروف المعيشة في المخيم تزيد من الشعور بالياس والاحباط لدى سكانه.

ويقول خالد (26 عاما) الذي يقيم مع والدته وشقيقيه وشقيقتيه في زاوية من زوايا غرفة في مدرسة في البداوي، ان عدد المقيمين في هذه القاعة 45.

ولجأ حوالى عشرين الفا من سكان مخيم نهر البارد الى مخيم البداوي بعد اندلاع المعارك بين الجيش اللبناني وحركة فتح الاسلام في العشرين من ايار/مايو.

ويروي محمد شاهين (37 عاما) النازح من مخيم نهر البارد، وهو والد لاربعة اطفال وقد دمر محله لتصليح البرادات في المعارك، ان بعض المشاركين في تظاهرة أمس الأول التي كان الهدف منها المطالبة بالعودة الى مخيم نهر البارد "تصرفوا بطريقة عدائية وبدائية".. الا انه اضاف "التوتر كان شديدا. فالناس محبطون للغاية".. بعد ذلك، يقول ان الجيش اطلق النار في الهواء ثم في اتجاه الناس.

ويقول طارق العريف، "ان تقمع مسيرة سلمية بالرصاص الحي، فهذه جريمة لا تغتفر".

وفي مستشفى صفد في البداوي، يقول محمود سعيد الاشقر (45 عاما) المصاب في ساقه اليمنى، انه كان يقف الى جانب الرجلين اللذين قتلا في التظاهرة، واحدهما، حسام مزيان، كان صديقا مقربا له.

ويقول عباس، وهو صديق لمحمود جاء لزيارته، "هربنا من فتح الاسلام لنضع انفسنا تحت حماية الجيش اللبناني. الآن، الاثنان ضدنا".

ويؤكد محمود الاشقر ان الجيش بادر الى اطلاق النار من دون تحذير,ويضيف "في دول اخرى، تستخدم وسائل اخرى لتهدئة المتظاهرين، هنا تطلق النار اولا".

وقال منسق "مجموعة شاتيلا في حملة مساعدة نهر البارد" محمود حليمي الذي اصيب ايضا في التظاهرة "كنت في الصف الامامي، واول طلقة اطلقها الجيش"، مطالبا "بفتح تحقيق مستقل" في ما حصل.

وكان حليمي اتهم في مؤتمر صحافي عقده في مخيم البداوي الجيش اللبناني بانه "بالغ في استخدام القوة".. وتباينت الروايات حول كيفية حصول اطلاق النار.

واعلنت قيادة الجيش أمس الأول ان عددا من الاشخاص انطلقوا من مخيم البداوي "واقدموا على قطع الطريق العام بالدواليب والعوائق مطالبين بالعودة الى مخيم نهر البارد".

واضاف "عملت قوى الجيش جاهدة لانهاء هذا التحرك سلميا لكنها لم تلاق اي تجاوب من المحتجين الذين حاولوا اجتياز الحواجز العسكرية من دون الامتثال للانذارات المتكررة من عناصر الجيش، كما لم يهابوا اطلاق النار التحذيري بعدما شكل اندفاع المتظاهرين المزودين بالعصي والآلات الحادة تهديدا اكيدا لسلامة تلك القوى".

وقالت الايرلندية فويبا باترلي الناشطة في منظمة غير حكومية ان "الجنود اطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء" لدى اقتراب المتظاهرين منهم، مضيفة "جلسنا على الارض من اجل تهدئة التوتر، وحينها استهدف المتظاهرون باطلاق الرصاص".

وقال المسؤول الاعلامي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين فتحي كليب لوكالة فرانس برس ان هناك جهة ثالثة اطلقت النار على الارجح من احد الابنية، ما استفز الجيش اللبناني.

واشار الشيخ سليم شما المصاب ايضا في يده ورجله الى انه كان بين مجموعة اشخاص ارادوا اعادة الذين خرجوا من المخيم الى داخله. وتحدث عن اطلاق النار من الجيش، "ثم من الابنية المجاورة، ما ادى الى اصابة العشرات".

وقال اسامة بدر باسم لجنة نازحي نهر البارد الى البداوي لفرانس برس "لا تنقصنا المواد الغذائية.. ما ينقصنا هو الكرامة",واعتبر ان منع الفلسطينيين من مزاولة سبعين مهنة في لبنان افسح المجال امام انتشار الطروحات الاسلامية.

وفي منطقة البداوي، تعبر لبنانية في الخامسة والستين عن غضبها لان الفلسطينيين "سمحوا لفتح الاسلام بقتل حوالى ثلاثين جنديا في العشرين من ايار/مايو" قبل بدء المعارك في مخيم نهر البارد، متسائلة "لماذا لم يوقف الفلسطينيون الفاعلين؟".

وافاد عدد كبير من الفلسطينيين في مخيم البداوي لوكالة فرانس برس ان عددا من اللبنانيين هاجموا أمس الأول المتظاهرين الفلسطينيين بالعصي والسكاكين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى