فوج سياحي ياباني كبير يغادر عدن بعد زيارة استغرقت 12 ساعة .. غنى اليابانيون مع أطفال الروضة أغنية الحلم العربي .. زاروا متحف الآثار وأثار اهتمامهم تاريخ اليمن والعادات والتقاليد

> عدن «الأيام» خاص:

>
في أول زيارة من نوعها كانت عدن المحطة الأولى لسفينة السلام اليابانية التي وصلت صباح أمس وعلى متنها ألف سائح وسائحة يابانيين ومن جنسيات مختلفة يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية دون وجود رجال أو سيدات أعمال.

واليمن هي أول الدول العربية للوفد القادم من الهند وقد غادرها في المساء متوجهاً إلى المملكة الأردنية الهاشمية بعد زيارة استغرقت 12 ساعة.

زار الوفد معالم عدن التاريخية كما زار جامعة عدن والتقى في اتحاد نساء اليمن بالقيادات النسوية.

ولأن الوفد يضم عدداً كبيراً فقد توزع 850 منهم إلى ثلاث مجموعات في عدن وفريق آخر (150) ذهب إلى تعز.

الاستقبال بالرقص

رقص اليابانيون الرقص الشعبي مع أخوانهم اليمنيين في ساحة ميناء المعلا دكة تحت ظلال سفينة السلام التي ظهرت في البحر في الخمسينات من القرن الماضي.

وساعد الجو الغائم الحاجب للشمس على أن يكون رقصهم مع فرقة الرقص الشعبي ممتعا وطويلا حيث لم يشعروا أن وقتهم الثمين يمضي في مكان دون أماكن شتى رغبوا بمشاهدتها.

وكانت عدد من الباصات السياحية في انتظارهم لتقلهم إلى عدن وتعز.

وكان في استقبالهم الأخ أحمد الضلاعي وكيل المحافظة المساعد.

بعد ذلك التقى الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن، بمكتبه، بالوفد الياباني الزائر معبراً عن سعادته بوجود هذا الفوج السياحي الكبير، موضحاً أنه سيسهم بتعريف اليمن لدى الشعب الياباني الصديق، متمنياً استمرار وزيادة هذه الزيارات ، مؤكداً استعداد المحافظة لسماع الملاحظات حول اليمن سواء السلبية أو الإيجابية.

وأضاف: «تمثل هذه الزيارة أهمية بالغة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتنشيط السياحة اليابانية إلى اليمن».

من ناحيتها قالت السيدة ميكا هاسيغاوا:«إن اليمن بعيدة عن اليابان، ليست بالمسافة فقط ولكن بعيدة كحضارة ولغة، وهذه الزيارة بالتأكيد ستلغي هذا الحاجز البعدي وسيكون الجميع ممتنين»، معبرة عن سعادتها بالاستقبال الجميل الذي حظيت به سفينة السلام. وأضافت:«هذه الزيارة هي الأولى لعدن ولن تكون الأخيرة، فعندما يعود الفوج السياحي لليابان سيحكي عن طيبة الشعب وعن جمال المنطقة، وسيكون هذا حافزا كبيرا للعديد من الزيارات» موضحة أن من عادة اليابانيين القيام بالعديد من الزيارات السياحية إلى أنحاء العالم كسياحة وترفيه ولكن هذه الزيارة لعدن هي زيارة اشتملت على الجانب السياحي والثقافي والترفيهي، حيث سيقوم الفوج بزيارة العديد من المعالم التاريخية في عدن للتعرف على حضارة المنطقة وتاريخها.

وعبرت عن شكرها للشركة العالمية لتنظيمها هذه الزيارة «التي بالتأكيد فيها الكثير من الملاحظات الإيجابية».

وفي ختام اللقاء تبادل الجانبان الهدايا التذكارية، حيث منح المحافظ السيدة ميكا طقماً من الفضة والعقيق اليماني، ومنح سفينة السلام درع المحافظة، ومن جانبها منحت السيدة ميكا هاسيغاوا هدية لقيادة المحافظة وللمحافظة وهي عبارة عن مجسم مشهور يمثل أهمية للشعب الياباني في تحقيق الأمنيات التي يجدها اليابانيون في عيون ذلك المجسم.

حضر اللقاء الأخ أحمد الضلاعي، الوكيل المساعد للمحافظة والسيد عادل ساتو، منسق برنامج سفينة السلام والأخ عبدالعزيز عبدالله السقاف، مدير عام المناطق الجنوبية والشرقية في الشركة العالمية للسفريات والسياحة.

زيارة المعالم التاريخية

اهتم عدد من اليابانيين بتاريخ الصهاريج وأهميتها في حماية المدينة وطرحوا أسئلة كثيرة على الدليل السياحي التابع للشركة العالمية للسياحة التي نظمت الزيارة. ومما عرفوه أن الصهاريج بنيت في عهد قديم تتضارب الروايات حول زمنها، ومرت بعمليات إصلاح عبر التاريخ وصولاً لفترة الوجود البريطاني ومؤخراً في بناء وترميم السدود السبعة. وما أثار حزنهم أن فيضان الصهاريج بالمياه أدى إلى نزولها إلى شوارع كريتر في فبراير 93 وتسببت بمقتل تسعة أشخاص وتدمير مركبات وأضرار مادية في المنازل والممتلكات.

بعد زيارة الصهاريج زار الوفد مكتب الآثار في كريتر واهتم كثيراً بالعادات والتقاليد اليمنية وتاريخ اليمن، كما اهتم الوفد في قاعة الفن الإسلامي بمجسم يمثل مدينة شبام حضرموت.

وحاول عدد منهم أخذ لقطات تذكارية ولكنهم منعوا كما منع فريق تلفزيوني من التصوير في المتحف. ومعظم النقوش الأثرية تقدم شرحاً بالعربية دون اعتماد اللغة الإنجليزية إلا في بعض النقوش.

وأثناء زيارتهم للصهاريج لاحظ مندوب «الأيام» بروز الخصام الصيني الياباني فعندما حيا طفلة يابانية بكلمة صينية «ني هاو» وتعني مرحباً، قالت له رئيسة مجموعة من السياح إن هذا غير مستحب قوله والأفضل أن تقولها باليابانية وعلمته نطقها.

واليابان كانت قد احتلت الصين حتى عام 1934، ويبرز خصام حاد بين البلدين من وقت لآخر، منها، حول المناهج المدرسية التي تمجد الحرب على الصين آنذاك وزيارة المسئولين اليابانيين لضريج الجندي المجهول الذي يرمز لأبطال الحرب على الصين.

اللقاء بالأطفال والنساء

ضم الوفد عدداً كبيراً من النساء قمن بزيارة الأطفال في روضة المنار الذين ابتهجوا بزيارتهم حيث قاموا باللعب مع الأطفال في كيفية صنع الألعاب الورقية وركضوا معهم.

كما ابتهج الوفد بعروض الأطفال الذين قدموا فقرات غنائية ورقصات شعبية وعرض أزياء من مختلف المحافظات. واستمتع الوفد الياباني بالغناء مع أطفال الروضة بأغنية (الحلم العربي).

كما استمتعوا بمنتجات الجمعيات والموروث الشعبي من الملابس المطرزة والعطور والبخور والأزياء اليمنية البهيجة التي قدمتها عدد من الجمعيات التي عرضت منتجاتها للزائرين في نادي ضباط الشرطة بجزيرة العمال بخورمكسر، منها جمعية اليمنيين العائدين، وجمعية الفردوس وجمعية التضامن وشبام.

كما قدمت فرقة الرقص الشعبي عروضاً من الرقصات الشعبية إلى جانب تقديم صورة لتقاليد الزواج حيث وقفت العروس اليابانية مرتدية الزي اليمني للعروس واكتست بالحلي اليمنية والفل اللحجي.

كما قدم الزائرون عدداً من الفقرات الغنائية والاستعراضية.

ورحبت الأخت فاطمة مريسي، رئيسة اتحاد نساء اليمن فرع عدن في كلمة ألقتها بالمناسبة بزيارة الوفد، آملة أن ينقل الوفد عن واقع المرأة اليمنية التي خطت خطوات وحققت العديد من الإنجازات في كافة المجالات، وأشارت إلى أن المراة اليمنية تحتل اليوم أعلى المناصب فهي وزيرة وعضوة برلمان وعضوة مجلس محلي ووكيلة وزارة كما أن لدينا العديد من النساء في مواقع عمل مهمة فهي الطبيبة والمهندسة والباحثة والقاضية، والكاتبة والصحفية، فهي موجودة رغم النسبة الضيئلة ولكنها استطاعت الوصول إلى ما تصبو إليه.

ونوهت الأخت فاطمة مريسي بأن بعضاً من أعضاء هذا الفوج زار مبنى الاتحاد واطلع على الخدمة التي يقدمها الاتحاد لأطفال المرأة العاملة كما رأوا عن قرب تفاعل الأطفال في قضاء وقت ممتع في روضة المنارة التي تعتبر البيت الثاني لأطفال المرأة في محافظة عدن. وإشارت إلى أن الطفل يقضي ست ساعات جميلة في تلقي أسس التعليم الأولية وبناء الشخصية من خلال وسائل الرعاية والتربية والمنهاج الدراسي المقدم من إدارة الروضة وفقاً للمعايير التربوية، كما ذكرت أنه من خلال البرنامج المعد اطلع الوفد على بعض العادات والتقاليد التي تربت عليها المرأة اليمنية لبناء أسرتها، وكيف عاشت أمهاتنا من خلال جناح الموروث الشعبي، وقد تم إعداد جناح خاص بمنتوجات يدوية للمرأة قدمتها الجمعيات النسوية.

ختام الزيارة

قضى أعضاء الوفد وقتاً حراً بالتسوق في فندق شيراتون وعدن مول. وفي الشيراتون رغب عدد منهم في تذوق القهوة اليمانية فلم يأنسوا النسكافه وتم تلبية الطلب بتدخل عدد من مشرفي المقهى في الفندق الذين واجهوا طلباً جديداً لم يألفوه من قبل.

الزيارة هي الأولى من نوعها لوفد ياباني بهذا الحجم الكبير الذي ملأ شوارع عدن خلال يوم أمس حيث رغب عدد منهم بالتجول بحرية في حارات كريتر دون الانضمام للوفود المتنقلة بالباصات وساعدهم حالة الطقس الذي اعتدل فجأة وخفتت درجة الحرارة الحارة. وأعدت الشركة العالمية للسياحة وهي المنظمة للزيارة برنامجاً مناسباً للزيارة، حيث تنقل عدد من أدلائها السياحيين مع عدد من مجموعات الوفد في زياراتهم الكثيرة لمعالم المدينة. وغطت عدد من النساء والفتيات رؤوسهن بغطاء للرأس، وكن يرددن على الحضور أينما حللن كلمة «مرحبا» بالعربية.

أهمية الزيارة أنها تؤكد مكانة عدن باستقبال السياح بصدر رحب وتحظى بإعجاب ومحبة زوارها من كل المعمورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى