وثيقة العهد والاتفاق كانت ومازالت تحمل مشروعاً وطنياً وحكماً لا مركزياً لبناء دولة الوحدة

> «الأيام» متابعات:

> للاستثمار في اليمن.. تقييمكم للتجربة الديمقراطية والحزبية بشكل عام منذ العام 1990 وحتى اليوم؟

- جرت في اليمن بعد قيام الوحدة عدة دورات انتخابية رئاسية ومحلية، شأنها شأن بعض الأنظمة العربية، وفي رأيي أن أهم شيء هو قبول كافة الأطراف بمبدأ التداول السلمي للسلطة بالاحتكام لصناديق الاقتراع بدلاً من اللجوء إلى السلاح للوصول إلى السلطة كما كان يجري في بعض البلدان العربية التي كانت جيوشها في سباق إلى محطات الإذاعة والتلفزيون كل صباح ومساء حول من يحسم ويحكم ويصدر البيان الأول، آملين أن تكون الديمقراطية آلية لخدمة الشعب وليس لتجميل الأنظمة أو لإرضاء الخارج. وهذا لا ينطبق اليوم على تجربة الجيش الموريتاني الذي وضع حداً للفساد والفوضى والانقلابات، وأعاد الاعتبار للديمقراطية عندما قبل قادته وفي مقدمتهم الرئيس علي ولد محمد فال بتسليم السلطة للرئيس المنتخب شعبياً وديمقراطياً، وبعد الانتخابات الرئاسية عاد الضباط إلى ثكناتهم للدفاع عن الوطن والتجربة الديمقراطية في موريتانيا.

> وثيقة العهد والاتفاق ما هي المسببات لعدم العمل بها وإلغائها كليا من قاموس الحكومة وهل ما زالت صالحة في نظرك؟

- وثيقة العهد والاتفاق كانت ولازالت تحمل مشروعاً وطنياً وحكماً لا مركزياً لبناء دولة الوحدة، وقد حظيت بإجماع وموافقة ومباركة كافة القوى السياسية في اليمن وجماهير الشعب والقوى الإقليمية والدولية، ولكن مع الأسف أنها لم تجد طريقها لترى النور وإنما حل محلها لغة الصياح والسلاح والتكفير والاقتتال والانفصال.

> كيف ترون مستقبل الوحدة اليمنية في ظل المطالبة المتزايدة بـ«تعديل مسارها»؟

- بتقديري أنه من المهم أن يجرى حوار شامل بين الحزب الحاكم وكافة القوى الوطنية لمناقشة ومعالجة التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية، فالحوار هو الأسلوب الناجح لحل كافة القضايا من منطلق الحرص على مستقبل الشعب والوطن الذي ضحى الشعب كثيراً من أجل الثورة وقيام الوحدة اليمنية، وهنا يجب الاستفادة من الدروس والعبر التي مر بها اليمن قبل وبعد الوحدة، فقد عانى الشعب كثيراً من الصراعات والخلافات والحروب وعدم الاستقرار، وحان الوقت لوضع حل للمشاكل التي يتحدث عنها المواطن اليوم ووضع حد للعناصر المتنفذة التي أصبحت تسيء للوطن والمواطن والوحدة. تلك الوحدة الذي أردناها وكنا نهتف لها صباح مساء (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية) كان أطفالنا في المدارس يهتفون بهذا الشعار صباح كل يوم في مدارسهم, الوحدة اليمنية كانت لنا الحلم والهدف الذي سعينا وناضلنا جميعا للوصول إليه, وحدة بدأت المطالبة بها من كل فصائل العمل الوطني والحركة الوطنية اليمنية منذ الخمسينات شمالا وجنوباً.

> بعد 17 عاماً على إعادة تحقيق الوحدة، أين هي دولة المؤسسات من الدولة اليمنية في عام 2007م؟

- لقد مر 17 عاماً على قيام الوحدة اليمنية ونحن نتحدث عن أهمية قيام دولة القانون والمؤسسات، فقد أقيمت بعض المؤسسات بعد الوحدة ويجري استكمال بنائها ولكن المهم ليس قيام مثل هذه المؤسسات، إنما المهم هو تفعيل دورها في المراقبة والمحاسبة.

> في رأيكم وبحكم خبرتكم السياسية ما النظام أو الطريقة التي تصلح لحكم اليمن (بشـكل صحيح)؟

- النظام الديمقراطي هو النظام الأمثل للحكم في كافة دول العالم، وأشرت أنفا إلى أن وثيقة العهد والاتفاق كانت تحمل مثل هذا المشروع لو أتيح لها أن ترى النور، والمواطن يبحث عن وطن يتوفر فيه العدل والأكل والأمن كما جاء في الآية الكريمة : ?{?الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف?}? .

> متى كان آخر اتصال بينك وبين كل من الرئيس علي عبد الله صالح ونائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض؟

-نتواصل معهما في المناسبات الوطنية والدينية وآخر اتصال جرى بيني وبين الرئيس علي عبد الله صالح في منتصف شهر مايو 2007 عندما وجه لي الدعوة لحضور الاحتفالات في محافظة إب.

> رسالة توجهها لعدن ولأهلها؟

-وحتى متى يطول هذا البعد عن عدن التي وصفتها بالغالية والجميلة؟ حبي لعدن وأهلها لا حدود له، وعدن وشعبها تحملوا الكثير طوال تاريخها المجيد والعريق فهي حاضنة لكل أبناء اليمن وتجسد الوحدة الوطنية الحقيقية فلا تمييز ولا تفرقة بين سكانها، وأتمنى لها التقدم والتطور والازدهار، لأن ازدهارها واستقرارها هو استقرار للوطن كله، وفي هذه الفترة أعمل على استكمال كتاب «عدن التاريخ والحضارة» في طبعته الثانية التي ستصدر نهاية هذا العام، ونأمل ونعمل على أن يتحول إلى موسوعة عن تاريخ عدن ليصبح مرجعاً لهذه المدينة وأهلها الطيبين.

> كيف يقضي السيد الرئيس علي ناصر جل وقته؟

- نشاطي اليومي يبدأ بمتابعة أخبار الوطن والمواطن من خلال قراءة الصحف والاطلاع على صحيفة «الأيام» والصحف الأخرى والمواقع الالكترونية في اليمن وخارجها، والاهتمام بالقضايا العربية الأخرى، إضافة إلى المطالعة وممارسة الرياضة، والاهتمام بأسرتي وباليمنيين الذين يزورون دمشق سواء للزيارة أو للعلاج أو للدراسة.. ومتابعة نشاط المركز العربي للدراسات الاستراتيجية وفروعه، وقد نظمنا سلسلة من حلقات النقاش وعدداً من الندوات وآخرها ندوة عن اليمن نظمت في بيروت، وندوة عن فلسطين وغيرها من حلقات النقاش.

> ماذا يتوقع علي ناصر أن يكتب عنه التاريخ؟

- التاريخ والشعب هما الحكم في نهاية المطاف، وأنا أقبل بهذا الحكم في الماضي والحاضر والمستقبل، فأنا بشر أخطئ وأصيب، وقد عانيت كثيراً من المحاولات التي جرت وتجري لتشويه تاريخي حتى اليوم، لكنني كنت واثقاً من نفسي ومن قراراتي ومن شعبي ومن عملي الذي سخرته لصالح الوطن والمواطن، ولم الجأ إلى الرد أو التجريح والتشهير بكل الذين أساؤوا إلي، وكنت أردد دائماً «سامحهم الله» ليس من موقف الضعف وإنما ترفعاً عن هذه المهاترات التي ترتد على أصحابها.

> ما هي العبر والدروس التي خرجت بها بعد تاريخ طويل في ممارسة السياسة والحكم؟

-تناولت ذلك في مذكراتي التي نأمل أن تجد طريقها إلى النور ليطلع المواطن على تجربتنا بسلبياتها وايجابياتها والاستفادة من الدروس والعبر والاستخلاصات التي خرجت بها من هذه التجربة التي كانت مثار اهتمام العالم كما أشرت آنفاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى