نواب الاكثرية يهجرون لبنان مجددا خوفا من الاغتيالات

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

>
اعضاء في البرلمان البناني وهم اكرام شهيب وعاطف مجدلاني وبيير الحلوه
اعضاء في البرلمان البناني وهم اكرام شهيب وعاطف مجدلاني وبيير الحلوه
غادر عدد كبير من النواب اللبنانيين المنتمين الى الاكثرية خلال الاسابيع الاخيرة لبنان الى دول اخرى، في اجراء امني للحفاظ على سلامتهم قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية التي تبدأ مهلتها الدستورية في 25 ايلول/سبتمبر.

وقال النائب اكرم شهيب من الحزب التقدمي الاشتراكي لوكالة فرانس برس ان هناك "عددا غير قليل من النواب طلب منهم المغادرة الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية".

واضاف ان الهدف من ذلك "الا تفقد الاكثرية اكثريتها في مجلس النواب"، مشيرا الى ان خسارة اربعة نواب آخرين ستجعل الاكثرية تفقد تفوقها العددي في البرلمان.

ويبلغ عدد النواب حاليا 126، في ظل شغور مقعدي النائبين بيار الجميل ووليد عيدو اللذين تعرضا للاغتيال. ويبلغ عدد نواب الاكثرية حاليا 68. ويتم احتساب الاكثرية المطلقة على اساس الاعضاء الاحياء في مجلس النواب، وتكون بالتالي 64 نائبا.

لذلك يعتبر معارضو الاكثرية ان القول بان الهدف من الاغتيالات هو جعل الاكثرية اقلية "اختراع غير واقعي" كما قال النائب ميشال عون في حديث صحافي مساء أمس الأول.

الا ان النائب شهيب يوضح ان "اجراء انتخابات فرعية في بعض المناطق، مثل منطقة بعبدا-عاليه (في جبل لبنان) في ظل التحالفات الحالية بين حزب الله والتيار الوطني الحر (برئاسة عون)، قد يكون امرا حساسا"، في اشارة الى احتمال فوز معارضين مكان نواب من الاكثرية.

وليست هذه المرة الاولى التي تحصل فيها مثل هذه الموجة من اللجوء الى الخارج من جانب زعماء الاكثرية، فقد سبق ان حصلت بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية واعلامية مناهضة لسوريا في 2005 واولها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ثم بعد اغتيال الجميل في 21 تشرين الثاني 2006,واغتيل عيدو في 13 حزيران/يونيو 2007.

ويقول شهيب "بعد الاغتيالات التي حصلت، قررنا اخذ احتياطات اكثر دقة وصرامة".

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من الحصول على العدد المحدد للنواب الموجودين خارج لبنان بسبب تحفظ المسؤولين لديهم عن الكلام وحتى عن تحديد الدول التي يتواجدون فيها "لاسباب امنية". الا انها اتصلت بثلاثة نواب هم غنوة جلول وباسم السبع وفريد مكاري وقال مساعدوهم انهم خارج البلاد.

وقال النائب مصباح الاحدب لفرانس برس "انا لست مسافرا لان الاوضاع في طرابلس (شمال لبنان حيث تدور معارك بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة منذ ستة اسابيع) تستدعي بقائي هنا كوني نائبا عن المنطقة. لكنني احد كثيرا من تنقلاتي".

واضاف "عائلتي ستنتقل قريبا الى اسبانيا حيث تملك والدتي منزلا او الى قبرص حيث ستكون قريبة مني. هكذا سيكون في امكاني التنقل بين هنا وهناك".

واكد وجود تهديدات تستهدف الاكثرية. واقر بانه يشعر بالخوف "لكنني لن اعطل حياتي".

وعن احتمال حصول تطورات امنية محددة خلال الايام المقبلة، قال الاحدب "الاطار السياسي يوحي بذلك".

واضاف "كل من يتابع الوضع السياسي يمكن ان يتوقع امورا صعبة: قد تكون اغتيالات قد تكون انفجارات... كل ما يمكن ان يزعزع الاستقرار في لبنان".

وفي الشارع، ينتقد بعض المواطنين موجة النزوح النيابية الى الخارج التي اوحت لفرقة فنية معروفة باغنية وفيديو كليب بعنوان "الزعماء فلوا (غادروا) من لبنان". وتسخر الاغنية من الزعماء الذين انتشروا في كل بقاع الارض وتشير الى ان ذلك مصدر فرح حقيقي للمواطنين.

لكن طوني ابي زيد وهو موظف (48 عاما) يقول "هم يملكون المال والامكانات للرحيل والاقامة مع عائلاتهم في اجمل فنادق اوروبا، ويتركوننا هنا لنموت مع اولادنا".. ويقول النائب شهيب "ان الذين غادروا فعلوا ذلك رغما عنهم".

يذكر بان النائب جبران تويني مكث لمدة اشهر طويلة قبل اغتياله في كانون الاول/ديسمبر 2005 في باريس، وراح البعض ينتقده لذلك. واغتيل في اليوم التالي لعودته الى بيروت,واضاف شهيب "لن نعطيهم لذة اغتيال شخص جديد" من قوى 14 آذار (الاكثرية).

وتوقع استمرار الاغتيالات والاعتداءات "فالنظام السوري معروفة حركته السياسية وطريقة عمله".

ويتهم اقطاب الاكثرية دمشق بالوقوف وراء الاغتيالات في لبنان,ويقولون انها تسعى حاليا لعرقلة حصول انتخابات رئاسية في لبنان.

ويعبر نائب رفض الكشف عن هويته عن اعتقاده بان "الانتخابات الرئاسية لن تجري بشكل طبيعي"، مشيرا الى ان هناك نوابا يعتقدون "انها لن تحصل".

واوضح انه يلازم منزله في الجبل وانه ارسل عائلته الى اوروبا ويستعد للانضمام اليها.

ويدور جدل في لبنان حول النصاب المطلوب في مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد. الا ان الانتخابات الرئاسية السابقة حصلت في ظل حضور ثلثي النواب.

وقال عون أمس الأول ان كتلته لن تشارك في جلسة انتخاب الرئيس ما لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الاطراف بحسب حجم تمثيلها النيابي.

ويقول حزب الله وهو ايضا من اركان المعارضة ان نوابه لن يشاركوا في الجلسة ما لم يتم الاتفاق على رئيس توافقي، بينما تتمسك الاكثرية بانتخاب رئيس من صفوفها، ما ينذر باستمرار انسداد الافق السياسي خلال الاشهر المقبلة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى