لماذا لاينتصر التلاليون لتاريخهم؟

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> ربما لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يصل حال التلال في عهد رئاسة د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، والوزير السابق لوزارة الشباب والرياضة إلى هذا المستوى قياسا بما يمتلكه شخص الدكتور راوح من رصيد جيد، كيف لا وهو الوزير الذي قاد وزارة الشباب والرياضة إلى تسجيل عدد من النجاحات المتعددة وأبرزها صندوق النشء والشباب إضافة إلى الحنكة الادارية والرصيد الاكاديمي الذي يمتلكه الرجل ذو الأفق البعيد.

غير أن الأيام المتواليات أكدت أن الرجل قلب المعادلة في الوضع التلالي حينما لم يقدر أن يخطو خطوات ناجحة تعيد للتلال هيبته المعروفة كناد دخل المئوية العالمية، بل زاد الطين بلة حينما قرر الانسحاب في وقت عصيب تاركا التلال يصارع أمواج الهبوط بمفرده، وهي خطوة اخرى وضعت الرجل في موضع الاسئلة الحائرة والمشعللة من قبيل كيف ولماذا..ربما فشل الدكتور راوح في رئاسته لنادي القرن قد أوحى للبعض بالبحث عن شخصية أخرى ذات إمكانات كبيرة وذات سمعة مدوية في المجال الاقتصادي أو من خلال العودة لارشيف الرئاسة التلالية والتقاط أوراق الرئيس السابق رشاد هائل الذي ترك التلال بعد أن حوصر بمشاكل لا حصر لها، عنده الرغبة في تكرار المغامرة من جديد وذلك ربما يكون ايضا في صالح التلال نفسه.

وبما أن الوضع قد وصل إلى هذا السوء الذي معه تهرب الكثير ممن يعتقد فيهم التلاليون خيرا في رفد الخزينة التلالية بالملايين التي قيل ان التلال يبحث عنها، غير أن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا لا ينتصر التلاليون لأنفسهم وتاريخهم ويعطوا ثقتهم لأبنائهم ورجالهم الاوفياء الذين هم من يتحملون المسؤولية عقب كل انسحاب أو هروب لهؤلاء الرؤساء، الذين يعتقد البعض أنهم هم من سيجلب له البطولات والانتصارات، وخير دليل على وفاء هؤلاء الرجال الأستاذ الوفي حسن سعيد قاسم نائب رئيس النادي الذي يحمل التلال فوق رأسه، ورغم مشاغله الكثيرة إلا انه رجل موقف ولا يتخلى عن عميد الأندية اطلاقا.

لا أعتقد أن التلال يبحث عن رجل جيوبه عمرانة بقلب لا يغير ولا يحس بقيمة ناد كبير كالتلال لكون ذلك لن يفيد التلال في شيء، بدليل التجارب السابقة، غير أن ما يبحث عنه التلاليون هو الرجل الذي يحس بقيمة هذا النادي وبتاريخه من الذين تمرغوا بتراب حارات كريتر معقل التلاليين ورضعوا من ثغر اليمن الباسم مدينة عدن، التي تعتز بتلالها الذي هو أحد رموزها.. ولا أعتقد مرة أخرى أن ثغر اليمن الباسم لا يوجد بها مثل هؤلاء الرجال الذين يجمعون بين الحب الحقيقي والمال ليكونوا على رأس الهرم التلالي.. إن وضع التلال اليوم يثير آلاما ويزيد الجروح تقرحا وكأن التلال ولد يتيما يتم العطف والشفقة عليه ببضعة ملايين من الريالات كلما اشتدت به الظروف، والتي لن تفيده في شيء وإنما تجعله منكسرا وبمجاديف لم تعد تحتمل مغامراته الكبيرة وأحلامه التي لا تقتصر على مدينة كريتر أو عدن بقدر ما هي أحلام كبيرة رأيتها بأم عيني في اكثر من مناسبة يحل فيها التلال، حيث يتسابق الكل لرؤية التلال ونجومه والتحدث عن اخباره والاستئناس بلاعبيه، تأكيدا على مدى الحب الذي يحمله هؤلاء للتلال قلعة البطولات.. وفي الوقت نفسه رأيت علامات الحيرة والاستغراب تلفهم وهم يرون التلال غير التلال الذي عرفوه حينما غابت الطموحات والمتعة التي يقدمها نجومه..الا انهم ايضا التمسوا العذر للفريق الاحمر الذي شاهدوه يركب حافلة لا تليق به ويقطع المسافات الطويلة برا وليس جوا كما يتنقل البعض بمعية الهبات والعطايا الكبيرة.

غير أنهم حملوا التلال رسالة في الصمود لمواجهة كل هذه العواصف ومذيلة بعتاب لاذع لمن أوصل التلال الى هذه المكانة التي لا يستحقها والتي لا تليق بناد دخل نادي المائة، لكونه تاريخنا الناصع، غير أننا كما يبدو لم نعد نكترث بالتاريخ الذي تتباهى به الأمم ونحن نجهز على تاريخنا الكروي المتمثل بنادي التلال دون مبالاه بما تقترفه أيادينا بحقه .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى