قراءات في حياة الداعية الإسلامي الكبير العلامة الشريف عبد القادر الجفري .. اعتنق الإسلام على يديه عشرات الآلاف في أوغندا ودول افريقية أخرى

> «الأيام» محمد عبد العليم:

> بعد أن تحدثنا في الحلقة الأولى عن تاريخ وحياة الداعية الجفري نخص هذه الحلقة للحديث حول نشر الإسلام والصراع بين اليقين والوهم وأهم وصايا الداعية وعن إسلام الأفارقة وما نشرته الصحف لنختم هذه النبذة المطروحة من الباحث السيد يحيى بانافع عن هذه القامة المرموقة.

صراع بين اليقين والوهم

يروي الشيخ الجفري كثيراً من الحوادث والحكايات التي تؤكد أن الصراع بين الدعاة إلى الإسلام والتبشير بالمسيحية صراع بين اليقين والوهم، ويقول إنه اجتمع مع أحد المبشرين أمام نفر من الأفارقة الذين أرادوا ان يذبحوا بقرة على الطريقة المسيحية، لكن الشيخ الجفري ارشدهم إلى الطريقة الإسلامية، وراهن على أن الذبح الذي يتم حسب التعاليم الإسلامية لا يأتي إلى لحمه العفن، بينما ما يذبح على غير ذلك يدخله التعفن بسرعة فائقة، وهكذا كان الرهان وبعد ايام كان العفن يسري في الذبيحة التي لم تذبح حسب الشريعة الإسلامية، بينما بقيت الذبيحة الشرعية سليمة. فدخل في الإسلام عدد كبير من الأفارقة الذين شهدوا الحادث إدراكاً منهم لحقيقة الإسلام وصدق تعاليمه. ومن غرائب ما يروي الداعية الشريف الجفري عن تعلق الأفارقة بالإسلام: انه صادف رجلاً في الطريق من كتندورة مدورة إلى جيمة (موضعان في تنزانيا)، فلما سأله عن وجهته قال له انه ذاهب لأداء فريضة الجمعة في جامعها، وهو اقرب جامع له، ويضيف الرجل قائلاً، وللعلم فإن المسافة بين البلدتين هي 85 ميلاً، قطعها الافريقي لأداء صلاة الجمعة.

من وصايا الداعية الجفري

1 - أن معظم المسلمين في افريقيا الشرقية، انما يوجدون في غير المدن، ولذلك فعلى الدعاة أن يتغلغلوا في داخل البلاد، ويصلوا إلى الناس في أماكن مساكنهم النائية، حتى يتمكنوا من مواجهة الحملات التبشيرية، والقاديانية في القرى النائية التي توجد بها أجيال مسلمة أو قابلة للدخول بالإسلام. ويأخذ الشيخ الجفري على الدعاة إلى الإسلام الذين يأتون من بعض الاقطار الإسلامية بشكل رسمي - موفدين من حكوماتها - أنهم يقتصرون في نشاطهم على المدن فقط.

2 - إتقان اللغة الانجليزية واللغات المحلية والسواحلية أهمها وهي شيء ضروري للدعاة لكي ينجحوا في اقناع الناس بما يدعون إليه.

3 - إن نجاح الدعوة يتركز في إخلاص الداعية لعقيدته، وحماسه لها وجهاده في سبيلها، وإن أحوج ما يحتاج إليه الدعاة هو تحديد منهج متكامل يعنى ببناء شخصياتهم بناءً متيناً، حتى ينقلوا الإسلام إلى الناس حقيقة علمية مبرأة من التعقيد، سليمة صافية من الخرافات والدجل الذي يلجأ إليه بعض المرتزقة ممن يتخذون الدعوة إلى الإسلام مجلباً للرزقة والمنفعة الخاصة.

4 - أن على الجهات المعنية، أن تستعين بذوي الخبرة في مجال الدعوة الإسلامية، ممن عاشوا في افريقيا، وعرفوا الناس عن كثب، ودرسوا عاداتهم وتقاليدهم ونفسياتهم دراسة وعي وتفكير.

5 - على الدول الإسلامية فرادى ومجتمعة تقع مسؤولية حماية الإسلام من الأخطار التي تهدده في افريقيا ودعم الدعوة الإسلامية هناك مادياً ومعنوياً، بحيث يتجه هذا الدعم إلى الأشخاص المخلصين الذين لا يتخذون الدعوة مجال ارتزاق ليس إلا.

6 - التركيز على الجيل الجديد من الشباب الأفارقة الذين درسوا العلوم العصرية في مدارس علمانية وأخرى مسيحية ويهودية، فأصبحت معرفتهم بالأمور الدينية ضئيلة جداً، خاصة وأن الأيدي الخفية تسعى بخبث لإقصاء هؤلاء عن الإسلام، أو إغرائهم بالتحلل منه والاستهتار بشعائره.

الشيخ الجفري يهيب بالأمة الإسلامية توحيد جهودها

يتحدث الشيخ الجفري عن نشاط أبناء عمان في مجال الدعوة الإسلامية في أفريقيا، فيذكر الكثير من الوقائع المشرفة، ويشير إلى جهود خيرة بذلها أبناء هذا البلد المجاهد في سبيل نشر الإسلام، وإعلاء كلمة الله في افريقيا.

ويقول إن أول معرفة له بالعمانيين في افريقيا ترجع إلى عام 1925م في الجزيرة الخضراء المقابلة لزنجبار، حيث عرف هناك الشيخ عمير المرهوبي، والشيخ سليمان العدوي، ومنها الاسماعيلي، وسعيد عبدالله الخروصي، ومحمد عبدالله الخروصي، وكانوا يساعدون المسلمين الأفارقة في توضيح معالم الدين الإسلامي أمامهم، وشرح المبادئ الإسلامية.

ويمضي الشيخ الجفري قائلاً انه انتقل فيما بعد إلى تنزانيا، ثم إلى موانزا على بحيرة فكتوريا غربي تنزانيا، حيث أخبر أن أول مسجد بني في موانزا كان على يد الشيخ عبدالله بن ناصر العبري، والشيخ علي بن ناصر العبري بالتعاون مع سودانيين آخرين. ويهيب الداعية الشريف الجفري بهذه الدول ان توحد نشاطاتها ومؤسساتها الخاصة بالدعوة، وتكتل جهودها في هذا السبيل، خدمة للإسلام والمسلمين وإعلاء لكلمة الله وحده. ويختتم الشيخ الجفري حديثه بالقول: اللهم اني قد بلغت ..اللهم فاشهد .. مردداً القول الكريم ?{?رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً?}?.

وبعد فتلك آراء الرجل، وهذا هو كفاحه وجهاده الطويل، وتلك هي تجاربه وحصيلة 50 سنة من الدعوة إلى الله في مجاهل أفريقيا، بقي أن تعمل الجهات المعنية في كل البلاد العربية والإسلامية على الاستفادة من هذه الآراء والتجارب، وتصيخ السمع إلى هذا النداء.

مقتطفات مما نشرته صحيفة «البلاد» السعودية عن السيد الجفري

وفي جدة التقيت بأحد الرجال الذين قضوا حياتهم في سبيل نشر الإسلام في افريقيا، هذا الرجل هو السيد عبد القادر الجفري، ومشهور في افريقيا باسم الشريف عبد القادر الجفري، حضر إلى المملكة للحج، قرأ جريدة «البلاد» العدد (676) الصادر يوم الإثنين 9 ذي القعدة فاطلع على مقال كتب في الصفحة وكان عنوان المقال (صحيفة الجيش الامريكي تنشر مقالاً تشبّه فيه الإسلام بالشيوعية)، ولفت المقال نظر السيد الداعية عبد القادر الجفري لأن الكاتب يتحدث عن افريقيا وعن الصراع بين الإسلام وجمعيات التبشير المسيحية، وجاء الرجل إلى مكتب «البلاد»، وجلس يتحدث بحماس صادر عن إيمان عميق في أغوار القلب وقال: لقد تحدث الكاتب الامريكي في صحيفة «ستارز أند سترايبر» عن الإسلام، فكان مما قاله: «إن الإسلام لا يمانع في ترك أتباعه من الأفريقيين يمارسون بعض معتقداتهم القبلية، بما فيها السحر الاسود، وهو الشيء الذي لا تغتفره بعثات التبشير المسيحية». والحقيقة تخالف هذا الزعم تماماً. ويمضي السيد الجفري فيقول: لقد اعتنق الإسلام على يدي اكبر سلاطين اقليم (اليرامة) في تنجانيقا وهو السلطان كينجو، وكان السلطان كينجو قبل دخول الإسلام بروتستانتياً وأحد سلاطين المطر، وقد أقره البروتستانت على شعوذته، وسمحوا له بمزاولة السحر، وهو مسيحي، وقد نقلته الحكومة المسيحية إلى اقليم دومة في إحدى سنوات الجفاف لينزل المطر بشعوذته.

التجارة والدعوة

والسيد عبد القادر الجفري من العوالق العليا بجنوب شبه الجزيرة العربية، وقد هاجر إلى افريقيا عام 1343 هجرية، وجاب بلاد كينيا وأوغندة وتنجانيقا، بقصد التجارة، وفي أثناء تجوله كان يدعو للإسلام، ويبني المساجد والمدارس لنشر تعاليم الدين الحنيف، وقضى حتى الآن 37 عاماً في افريقيا، ولم يزر فيها البلاد العربية إلا مرة واحدة قبل هذه المرة.

وقد سألته عن الإسلام في افريقيا، وعن انتشاره في المناطق التي زارها أخيراً فقال: يوجد في منطقة باكوبا بتنجانيقا 45 ألف مسلم لهم 130 مسجداً. عرف الداعية الشريف الجفري الكثير من الشخصيات الكبيرة والصغيرة في الداخل والخارج وربطه بهم همّ الدعوة وكان بينه وبينهم مراسلات ومكاتبات وهم كثر، ونذكر منهم نزراً يسيراً على سبيل الذكر لا الحصر:

-1 الملك حسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية.

-2 الشيخ محمد با إبراهيم آل الشيخ مفتي السعودية.

-3 السيد العلامة الحسن بن محمد الجفري وأولاده.

-4 السيد العلامة محدث الحرمين علوي بن عباس المالكي.

-5 الاستاذ إبراهيم البطاوي.

-6 السيد مصطفى السيد.

-7 مدير إذاعة المملكة العربية السعودية بالرياض.

-8 السيد العلامة العارف بالله محمد بن هادي السقاف.

-9 السيد المنصب علي با احمد بن حسن العطاس.

-10 هيئة علماء الجنوب عدن.

-11 الازهر الشريف مصر.

-12 سمو الامير عبدالله بن محسن بن فريد أمير مشيخة العوالق العليا.

-13 سماحة مفتي فلسطين السيد أمين الحسيني.

-14 رائد العشيرية المحمدية بالقاهرة محمد زكي إبراهيم.

-15 القاضي محمد الكركان رئيس المحكمة الكبرى.

-16 شيخ الأزهر الشريف فضيلة السيد عبدالحليم محمود.

-17 السيد عبدالله بن عيدروس عيديد.

-18 العلامة السيد عبدالله علوي الجفري.

-19 العلامة الداعية إلى الله الحبيب احمد مشهور الحداد.

-20 السيد الداعية محمد عبد الرحمن الجفري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى