> إسلام أباد «الأيام» اوجوستين انتوني :

طالبات مسلمات أثناء استسلامهن أمس
طالبات مسلمات أثناء استسلامهن أمس
استسلم نحو 700 طالب باكستاني من المتشددين الاسلاميين أمس الأربعاء وانسحبوا من مسجد تحصنوا به في العاصمة اسلام اباد لكن الالاف مازالوا في الداخل متحدين المهلة التي منحتها لهم الحكومة للاستسلام.

وطوق مئات من افراد الشرطة وقوات الجيش وحاملات الجنود المدرعة موقع المسجد وفرضت على المنطقة المحيطة حظر التجول الى اجل غير مسمى بعد الاشتباكات الدامية التي وقعت أمس الأول. وصدرت الاوامر الى هذه القوات باطلاق النار فورا على كل من يبدي مقاومة مسلحة.

وقتل 16 شخصا في اشتباكات بين قوات الامن والطلبة الاسلاميين في اعمال العنف التي اندلعت بعد شهر من الازمة بين السلطات والطلبة الاسلاميين الذين ينتهجون نمط حركة طالبان الافغانية والذين تحصنوا في المسجد الاحمر (لال مسجد) على بعد كيلومترين فقط من البرلمان وحي السفارات الحصين في العاصمة الباكستانية.

وحاول بعض رجال الدين التوسط لانهاء الازمة لكن الحكومة قالت إنها لن تتفاوض مع رجال الدين في المسجد.

وقالت الحكومة "لقد اوضح رئيس الوزراء أن وقت التفاوض مع ادارة لال مسجد قد ولى بسبب تصرف الاخوين غازي العنيد والرافض للتفاهم" في اشارة إلى رجلي الدين الرئيسيين في المسجد.

وقالت الشرطة في وقت لاحق انها القت القبض على احدهما وهو يحاول الهرب من المسجد.

وقال قائد الشرطة افتخار احمد تشودري ان مولانا عبد العزيز اعتقل وهو ينسل خارجا من المسجد مرتديا برقعا نسائيا.

وحث ساسة ليبراليون الرئيس برويز مشرف على شن حملة على رجال الدين في المسجد الاحمر الذين هددوا بهجمات انتحارية إذا اتخذت اجراءات ضدهم.

وقبل نحو 700 طالب من بينهم اكثر مئة سيدة وفتاة عرض الحكومة بخروج آمن والحصول على 5000 روبية (85 دولارا),ولا يعلم احد العدد المتبقي ويقدر مسؤولون هذا العدد بما يترواح بين عدة مئات وخمسة آلاف.

وقال وحيد 18 عاما "كان هناك اطلاق نار طوال الليل وقد قررت ان أغادر ما الذي يمكن عمله لا اريد ان اقتل ليست لدي اسلحة ولست اعرف حتى كيف استخدمها."

ووضع الرجال الذين استسلموا في شاحنات تابعة للشرطة في حين افرج عن السيدات المنقبات.

وقال وزير الاعلام محمد علي دوراني إن السلطات اجبرت على التصرف بسبب تنامي الضغط الاعلامي والدولي.

وقال أيضا إن عدد الذين غادروا المسجد اكبر من المتوقع وسمحت السلطات للكثيرين بالاستسلام بعد انقضاء المهلة التي منحتها لهم.

لكن مسؤولا امنيا قال إن هناك مجموعة صغيرة تنتمي إلى جماعات متشددة لها علاقات مع مؤيدي طالبان على الحدود الافغانية لن تستسلم على الارجح.

ولم يتم اطلاق الرصاص على نطاق واسع اليوم لكن قوات الامن اطلقت غازا مسيلا للدموع في المجمع الذي يضم المسجد خلال الليل وسمعت اصوات بعض طلقات صادرة من المسجد.

ومع حلول الظلام ارسلت تعزيزات لشرطة مكافحة الارهاب وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة.

وجاءت هذه المواجهة وأعمال العنف في توقيت سيء لمشرف الذي يستعد لانتخابات رئاسية وعامة ويخوض بالفعل مواجهة مع المحامين والمعارضة بسبب ايقافه كبير القضاة عن العمل في مارس آذار.

وباكستان حليف هام وقف إلى جوار الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب وقال مسؤول امريكي كبير إنه يتفهم حذر باكستان في هذه المواجهة.

وقال ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين في روما "يوجد في المسجد نساء واطفال وهم لايريدون الدخول بقوة كثيفة."

وتشكل حركة مسجد لال جزأ من ظاهرة تعرف باسم "الطلبنة" او استقاء التشدد من المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان.

وقال وزير الاعلام إن 16 شخصا قتلوا في العنف لكن بعض الجثث ربما مازالت داخل المسجد. واصيب في عنف الامس نحو 150 شخصا من بينهم 54 اصيبوا بطلقات نارية.

ويواجه المتشددون السلطات منذ شهور وقاموا بحملات للنهي عن المنكر ولتطبيق الشريعة الاسلامية.

وأحجمت الحكومة عن استخدام القوة خشية ان يفجر ذلك هجمات انتحارية او يؤدي الى خسائر بشرية بين الطالبات في المعهد الديني داخل مجمع المسجد.

وتتراوح اعمار الدارسين بالمسجد بين سن المراهقة والثلاثينيات معظمهم من مناطق محافظة قرب الحدود مع افغانستان,والمسجد الأحمر معروف منذ فترة طويلة بكونه معقلا للمتشددين الإسلاميين.

وكانت الاضطرابات قد بدأت في يناير كانون الثاني عندما احتل طلاب من معهد ديني تابع للمسجد مكتبة مجاورة احتجاجا على هدم مساجد بنيت بشكل غير قانوني على أراض مملوكة للدولة.

واختطفوا لاحقا سيدات قالوا انهن يعملن في البغاء و اختطفوا افرادا من الشرطة.

(شارك في التغطية قمران حيدر) رويترز