مطلوب عقد حقيقي للأمان

> علي عمر الهيج:

> الأمان مطلب الجميع.. الأمان في الوطن في المنزل في العمل في الشارع في الحياة، إذ لا تستقر ولا تنهض التنمية من دون هذا الركن الأساس.

الأمان والخوف صفتان ملازمتان للإنسان.. يخاف من الكوارث والمصائب والدمار والمرض والجوع والشتات وإذا اختفت هذه الأصناف استقر الإنسان وشعر بالسكينة والأمان، الأمر الذي يحقق له النشاط والاستفاقة وتقديم كل الأعمال المثمرة.

والمصائب نوعان سماوية وإنسانية مع عدم إخفاء أنها جميعاً مقدرة من عند أرحم الراحمين للابتلاء والتفكر وحسن التدبير والعمل السوي والاتعاظ والاستفادة والعودة الحقيقية إلى مرضاته جل جلاله.

المصائب السماوية كالأعاصير والزلازل والكوارث الكبرى يمتحن الله بها من أراد.. تارة يصب غضبه ليرى الناس ويتفكروا وهو- جل جلاله- بهذا يرسل رسائل لعباده علهم يتوبون ويصحون من الغفلة والانغماس وسط هذه الدنيا التي لا تساوي عنده جناح بعوضة.

أما المصائب الإنسانية فهي تلك التي يظلم فيها الإنسان أخاه الإنسان كمصادرة حقوقه ومعيشته وعدم حمايته من الضرر والأخطار وبث روح الفزع والقلق والمرض والجوع فيه واختطاف السكينة والأمان منه وفي هذا ظلم فاضح سيكون أمره عند الله عظيماً.. لأن الله أمر بالعدل والأمان وإعمار الأرض، هذا جانب.. الجانب الآخر هو هذه النفس التي خلقها الله في أحسن تقويم إنساني لا ينبغي العبث بها وسفك دمها وذبحها وقتلها إلا بالشرع والقانون الإلهي.. لا ينبغي بث رائحة الموت بين الآمنين الأبرياء أكانوا مواطنين أم وافدين أم سياحاً من الأقطار الأخرى.

بيننا وبين هؤلاء عقد للأمان فلا ينبغي زعزعة استقرارهم وحياتهم.. جاءوا آمنين بسلام فلا يجوز شرعاً سفك دمائهم وهم أبرياء.

هذا الموت المفخخ أصبح يصطاد كل شيء.. رؤوس تقتل وسيارات تحترق ومنشآت اقتصادية تدك.. كل هذا يزعزع الحياة ويستلب منها الأمان ويبث الرعب والهلع فتظل الأرض بركاناً من الفوضى ويتعطل السلام.

القوانين الإنسانية العادلة وحدها التي تستطيع إيقاف هذا التدهور.. الدولة والبرامج الاقتصادية في معالجة قضايا الناس وأحوالهم والقضاء على الفقر والبطالة والجوع والمرض ونشر الحق والعدالة وسد فجوات الخلاف ونصائح المرشدين والقضاة والعلماء وكل من يحب رسالة الخير . لن يحترمنا العالم لو ظللنا ساحة مزمنة للمتاهات وغياب القوانين الإنسانية التي بواسطتها يستتب كل شيء أملاً في الأمن والأمان.

اللهم إني بلغت!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى