ملكة سبأ

> «الأيام» زهرة عبدربه ياسين:

> حظيت ملكة سبأ بشهرة لم تتوفر لملكات العالم القديم لرجاحة عقلها وحكمتها وحكمها لقومها بمبدأ الشورى والعدل.

وقد جاء ذكرها في كتب التوراة والتلمود والقرآن الكريم، ففي سورة النمل الآيات 24،23،22 يقول تعالى: ?{?وجئتك من سبأ بنبأ يقين. إني وجدت امرأة تَملِكُهم وأوتِيَتْ من كل شيء ولها عرش عظيم. وجدتها وقومَها يسجُدون للشمس من دون الله?}?.

وأشار الهمداني إلى هذه العبادة قائلاً:

قدام الباب حائط فيه بلاطة فيها صورة الشمس والهلال (القمر) فإذا خرج الملك لم يقع بصره إلا على أول منها فإذا رآها كفر بأن يضع راحته تحت ذقنه عليها.

وملكة سبأ عندما جاءتها رسالة سليمان عليه السلام عبر الهدهد كانت راكعة أمام الشمس، واختلف الباحثون والمفسرون حول اسم ملكة سبأ بلقيس فمنهم من سماها (ماكدا) أي الجارية الحسناء والآخرون سموها بلقيس نسبة لتوليها الحكم بعد أبيها فوصفوا ذلك قائلين: ما سيرة هذه الملكة من سيرة أبيها بالقياس فسميت بلقيس!!

وذكرت قصة هذه الزيارة في الإصحاح العاشر من التوراة «لقد سمعت ملكة سبأ بخبر سليمان وجاءت لتمتحنه بمسائل كثيرة، فأتت إلى أورشليم بموكب عظيم محملة بالطيوب والأحجار الكريمة وأعطت سليمان مائة وعشرين زنة ذهبا ولم يأت بمثل هذه الكثرة التي أعطته ملكة سبأ لملك سليمان».

وتفاجأ الملكة بالمقدرات العظيمة الموجودة في هذا الملك النبي.. حيث احضر لها عرشها وقد غيّر معالمه ?{?قال نكِّروا لها عرشها?}? (النمل/ الآية 44) لامتحانها، وعند دخولها قصر الملك رفعت ثوبها حسبت أنها أمام بحيرة ماء (لُجة) في حين أنه قصر ذو بلاط من الكريستال (قوارير) ويسألها ?{?أهكذا عرشك قالت كأنّه هو?}? (النمل/ الآية 42).. وفي نهاية المطاف تؤمن قائلة: ?{?رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين?}? (النمل/ الآية 44).

أما الموروث الحبشي فيرى أن بلقيس ملكة حبشية زارت سليمان من أرض الحبشة وتزوجت وأنجبت منه ولداً هو (منليك) وهم من نسل سليمان.

وكما هو معروف أن اليمنيين أسسوا حضارة أكسوم في الحبشة ونقلوا معهم كل موروثهم الديني واللغوي والعمراني فلا بد أنهم نقلوا هذه القصة ضمن الموروث اليمني ولكن مع تقادم الزمن نسبت هذه القصة إليهم.

وفي اعتقادي أن ملكة سبأ هي ملكة يمنية حيث ينسب عدد من المباني المشيدة في مأرب إليها، مثل معبد (أوام) المعروف بمحرم بلقيس ومسجد سليمان الذي يسمى (بحرونم)، ويرأن بعرش بلقيس، وسبأ هي أرض اليمن المباركة حيث قامت أعظم وأروع حضارة إنسانية راقية طبقت شهرتها الآفاق وقد حباها القرآن الكريم بالذكر في قوله تعالى: ?{?لقد كان لسبأ في مسكنهم آية?}?.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى