نافذة عن كتاب (الكنز الدفين في الماء والطين) .. تأليف السلطان علي بن صلاح بن محمد بن عمر بن عوض القعيطي

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

> بين يدي كتاب له قيمة كبيرة وأهمية فعلية وتاريخية وتراثية، وسعدت كثيراً بأن أهداني الأستاذ الكريم عبدالعزيز علي بن صلاح القعيطي نسخة من هذا الكتاب الموسوم بـ (الكنز الدفين في الماء والطين) لمؤلفه السلطان علي بن صلاح القعيطي (1898م- 1948) والذي أخرجه للطباعة وإلى المكتبة وقدم له الأستاذ الدبلوماسي السابق ورجل الأعمال عبدالعزيز القعيطي، النجل الأصغر للمؤلف، وحققه د. فاروق محمد إبراهيم، الخبير الزراعي السوداني وخبير منظمة الزراعة العالمية الذي عمل في اليمن خلال الفترة -1973 1986م وكان مديراً لمشروع تطوير وادي حضرموت، أي المنطقة الزراعية ذاتها التي كرس لها المؤلف رحمه الله كتابه.

من هو علي بن صلاح القعيطي؟

ولد السلطان علي بن صلاح القعيطي عام 1898م في قرية خريخر قرب مدينة الهجرين، وتوفي عام 1948م في مدينة القطن بوادي حضرموت، وهو حفيد الحاج عمر بن عوض القعيطي، مؤسس السلطنة القعيطية المولود في لحروم بحضرموت، وأنجب عمر خمسة أبناء هم محمد، عبدالله، عوض، صالح، وعلي، وأنجب محمد صلاحاً الذي أقام هو وابنه علي في القطن وتوليا إدارتها نيابة عن السلطان القعيطي.

ودرس علي بن صلاح في القطن بأحد الكُتّاب على يد الشيخ عبدربه بافضل وزامله المؤرخ صلاح البكري الذي كتب عنه يقول: «ولسرعة فهم الأمير عجز أكثر زملائه عن مجاراته في الدروس». وكتب المؤرخ سعيد عوض باوزير يقول: «بدت على الأمير علي بن صلاح مخايل الذكاء والفطنة منذ صباه وعرف بالوقار والاتزان». وقال عنه عبدالرحمن بن عبيدالله «علي بن صلاح رجل نبيه».

وهو أيضا الوحيد بين سلاطين القعيطي الذي ولد ونشأ في حضرموت ولم يغادرها إلى أي بلد. وله مصادر ثقافية إذ كانت لديه مكتبة أشار إليها المؤرخ سعيد باوزير وفان در ميولين والبعثة السوفيتية التي زارت القطن 1974م، وبها مخطوطات نادرة أشارت فريا ستارك إلى إحداها وهي السيرة المتوكلية التي يرجع تاريخها إلى عام 1600م، وعن تاريخ يافع في حضرموت، ونشوء السلطنة القعيطية، ووثائق هامة واتفاقيات الصلح والسلام بين القبائل الموقعة لجده محمد بن عمر عام 1860م، وامتدحه فيلبي في مقدراته العلمية، وقال عنه إنه عالم أكثر منه سلطاناً.

> الأستاذ عبدالعزيز القعيطي كتب في المفتتح يقول: فإنه خلال بحثي في مكتبة العائلة عن مراجع تعينني على وضع كتاب عن الوالد اهتديت إلى كراس قديم بخط الوالد نفسه، ولصعوبة جمة في فهم الكراس والكشف عن الكثير مما احتواه، لأنه كتب بكلمات مختزلة تارة، أو دوّن نقاطاً أحيانا، كما احتوى النص على عبارات وكلمات باللهجة الزراعية الدارجة، فلجأت إلى السيد جعفر محمد السقاف، وإلى الأخ عيظة أحمد عليو ودرايته بالتقليد الزراعية، وبالفعل استطاع الرجلان فك أسرار المخطوطة ورتباها بلغة مفهومة وواضحة، فلهما جزيل الشكر وخالص تقديرنا.

وقررنا بعدئذ النشر، فاتصلنا بالصديق المؤرخ د. محمد سعيد القدال، فأشار علينا بالأخ العزيز الصديق د. فاروق محمد إبراهيم، وعرضنا عليه نية تحقيق المخطوطة قبل نشرها، وبذل جهداً ما بين القاهرة والخرطوم ووضع دراسة أكاديمية علمية عن المخطوطة.

وحول مؤلف أحمد بك ندى وذكره ما يلي:

وقد اقتصر إسهام د. فاروق محمد إبراهيم على تقصي مؤلف من مؤلفات أحمد بك ندى ورد ذكره في المخطوطة، وتأثيره على التكوين الفكري للسلطان علي بن صلاح القعيطي.. وجاء في الصفحة (22) من المخطوطة القول في زراعة العنب إنه يكتفي بما كتبه عنه العلامة أحمد بك ندى في كتابه (حسن الصناعة في علم الزراعة)، لا يختلف شيء في زراعته في بلادنا إلا في الوقت، قال أحمد بك ندى: إن زراعته في فصل الصيف، وإن زراعته عندنا في فصل الربيع، في فصل النترة.

فمن هو أحمد بك ندى؟ وما هي مكانته العلمية ومؤلفاته؟

بالرجوع إلى دار الكتب المصرية، هناك سبعة مؤلفات باسمه عن علم الزراعة وهو أي أحمد بك ندى صاحب شهرة واسعة مثل رفيقه رفاعة رافع الطهطاوي، كانا من ذلك الجيل النهضوي الفريد.

عن الكتاب ما الذي قاله مؤلفه السلطان؟

كتب علي بن صلاح القعيطي في تقديم مخطوطته التي بدأ تأليفها عام 1354هـ /1935م «إني نظرت إلى حال وطني المحبوب وما عليه من انحطاط في الزراعة والعمران، وجهل المزارعين بعناية مزارعهم، وفي الحقيقة هم معذورون.

فليس لهم مدارس، ولا أساتذة ولا كتب مدونة، إلا ما يتلقونه من أنباء عن آراء وتجارب».. إلى أن يقول: «فعند ذلك توكلت على الله أن أضع هذا الكتاب مسهلاً قراءته للعامة باللغة الحضرمية الدارجة لتسهل قراءته وتداوله».

صورة عن الكتاب (الكنز الدفين في الماء والطين)

الكتاب من الحجم المتوسط وبغلاف مقوى مجلد وطبع بدار التوجيه المعنوي بصنعاء ويحتوى على (159) صفحة من الورق المصقول الأنيق، وشمل التقديم ثم البند الأول بعنوان (علي بن صلاح ومشروع تطوير وادي حضرموت) و(تقييم المخطوطة والاحتفاء بها) و(صورة قلمية بقلم المؤرخ سعيد عوض باوزير) و(عدن 1948م) وبعدئذ ذكرت بنود تعريفية مهمة للقراءة والاستطلاع، واحتوى الكتاب على حوالي (59) قولا في الزراعة، مثل زراعة الحومر، وزراعة البر الاسود الغشمور، القول في زراعة الدجر، والقول في زراعة الثوم، والقول في زراعة الرومي، وهي تفاسير عظيمة القيمة رائعة الوصف والأجناس.ثم ملحق الصور وأخيرا ملحق المخطوطات بخط المؤلف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى