«الأيام» إسرائيلية والوحدة ليست زبادي!

> صادق حمامة:

> في البدء لا بد من الإفادة أن ما تقوم به صحيفة «الأيام« من تغطيات مختلفة لمجمل الأحداث التي تدور في الساحة اليمنية نابع عن حس وطني وواجب مهني صرف يدعونا للفخر والاعتزاز لما وصلت إليه صحافتنا (ونحن مش ناقصين مطبّلين) ولا بد من رأي معاكس وحر.

نقول كلامنا هذا ليس نفاقاً أو تزلفاً لأولاد المرحوم باشراحيل، ولكن لأن هناك أصواتاً نشازاً تستهدف محاربة صحيفة «الأيام» من دون أسباب في الوقت الذي نثق فيه بأن هؤلاء الأصوات لا يقرأون «الأيام» بل هم أبواق لغيرهم.

لا نستبعد أن يأتي يوم نسمع فيه أحدهم يقول إن «الأيام» إسرائيلية طالما ونحن نعرف أن هناك أناساً في هذه البلاد أسهل شيء عندهم تلفيق التهم للآخرين. تذكرت العقيد هشام أبو الوفاء (أحمد زكي) في فيلم (زوجة رجل مهم)، ذلك الضابط الذي لا يرى في الوطن إلا نفسه، والآخرين خونة.

جاء اليوم الذي رأينا فيه العقيد هشام أبو الوفاء على الطبيعة صوت وصورة من خلال أولئك الضباط الذين يهاجمون صحيفة «الأيام» مرة يصفونها بالعميلة ومرة بالأمريكية وغيرها من التهم المفصلة الجاهزة لديهم.

ولمن يشكك في وحدوية الأخوين هشام وتمام باشراحيل، رئيس ومدير تحرير صحيفة «الأيام» نقول: الأخوان باشراحيل أكثر الناس تضرراً من الحكم الشمولي السابق الذي كان يسيطر ويحكم المحافظات الجنوبية، بل ولحقهما الأذى من جراء ذلك النظام ولا نبالغ إذا قلنا إنهما يحمدان ربهما ليل نهار على تحقيق الوحدة اليمنية لما عادت عليهما به من الخير خاصة وقد عادت إليهما الكثير من أملاكهما التي تم تأميمها من قبل نظام الحكم الشمولي.

رسالة نوصلها لمن في أذنه صمم بأن صحيفة «الأيام» وحدوية عاشت وستظل كذلك.

ولمن يسعون ويحلمون بإعادة الوطن إلى ما قبل 22 مايو 90م نقول: كان غيركم أشطر..فالوحدة في يد أمينة تصونها وترعاها ووجدت لتبقى وقدم الوطن قرابين من الدماء وجماجم كثير من أبطال هذا الوطن ضريبة لتبقى الوحدة شامخة شموخ جبال عيبان وشمسان.

يجب أن يعرف أولئك المدسوسون على الوطن والذين أرادوا (تحريف) مطالب المتقاعدين عن سيرها الصحيح، أنهم يلعبون بالنار فالوحدة من الثوابت ولا تعتمد على المزاج أو الخراج.الوحدة ليست (واحد زبادي) يمكن إعادته للبقالة إذا لم يخارجنا سعره.

الوحدة إرادة شعب حلم كثيراً بلمّ شمله. غبي كل من يعتقد بأنه من خلال حركاته الصبيانية سيزعزع أساس هذه الوحدة، ونسي أو تناسى أن حارسها عيناه لا تنامان. ألم يقل الشاعر إن «حارس البن في وادي سبأ غير غافل».

هذا الحارس الأمين هو الرئيس الرمز علي عبدالله صالح، صاحب الشعار التاريخي (الوحدة أو الموت) الذي كان يدرك كثيراً من المخاطر والمؤمرات التي تحاك ضد وحدة الوطن وقطع الخط على هؤلاء المتآمرين الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة، وأعطى توجيهاته الصريحة بشأن معالجة أوضاع المتقاعدين الذين من خلالهم يحاول البعض الذي يبحث عن مصالح ومآرب شخصية أن يعطي الموضوع أكبر من حجمه وجرّه نحو مسار غير مساره، محاولاً الاستثمار الذاتي من مثل هذه القضايا.

يا هؤلاء اتقوا الله في أقوالكم وأعمالكم، ولا تنظروا إلى النصف الفارغ من الكوب بل انظروا إلى نصفه الممتلئ.. واعلموا أن الوحدة ليست وحدة علي عبدالله صالح فقط ، فهي وحدة أكثر من عشرين مليوناً .. لأن علي عبدالله صالح غير مخلد ولكن الأوطان هي التي تخلد.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى