من الأخطاء نتعلم

> جلال عبده محسن:

> سبق أن تناولنا وعبر هذه الصحيفة في موضوع سابق تحت عنوان «مشاريع عز الطلب» تلك المشاريع التي تنفذ لأغراض مناسباتية احتفالية تحكمها المناسبة ولا تحكمها المواصفات والمقاييس، ومهما كان الحرص على ذلك، كونها مشاريع ارتجالية ومستعجلة (سفري)، مستوى التنفيذ لا يراعى فيه إلا زمن المناسبة وحدها، وتخيلوا معي مشروعاً من هذا النوع إذا لم يستكمل بشكل نهائي ولم يتبق على موعد الاحتفال سوى بضعة أيام أو أسابيع قليلة في حين يتطلب الانتهاء منه مدة أكثر من ذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سنراعي جوانبه الفنية ونتركه يأخذ مدته اللازمة إلى ما بعد الاحتفالات لا سيما وأنه مظهر مهم بني خصيصاً من أجل الاحتفال؟

بالتأكيد الإجابة ستكون غير ممكن، وما على القائمين عليه إلا الانتهاء منه وبأي شكل ليبدو جميلاً في مظهره من أجل خاطر عيون الزوار والضيوف، وكثر الله خيره إذا صمد إلى ما بعد مدة بقائهم وعدت المسألة على خير، لكن هذه المرة جاءت ترجمة ما نقوله سريعة، وبينما ما زالت احتفالات الغناء والرقص والبرع، ها هي الأمطار الربانية تكشف لنا المستور وما كان مخفياً عن العين من غش وتدليس في بعض مشاريع السفلتة، حيث أدت إلى تشققات كبيرة وعيوب جسيمة ظهرت في الطرقات الرئيسة لمدينة إب، لينطبق عليها المثل المصري القائل «من بره الله الله ومن جوّه يعلم الله».

وفي التقرير الذي أعدته لجنة الخدمات بالبرلمان أشارت إلى أن تنفيذ المشاريع الاستثمارية الاستثنائية المعتمدة لمحافظة إب بمناسبة العيد السابع عشر للوحدة رافقها الكثير من الأخطاء والتجاوزات وتمت بطريقة مستعجلة وكررت فيها الأخطاء السابقة التي رافقت احتفالات المحافظات السابقة، كما أضاف التقرير أن الإسفلت القديم في الطريق والذي نفذته شركة هندية لم يتأثر من السيل رغم مروره عليه وإنما الأضرار حدثت في أعمال التوسعة الجديدة للطريق.

إن مشاريع من هذا النوع تكلف الدولة مليارات الريالات ينبغي أن تنفذ وفقاً وأهداف تقرها السياسات الاقتصادية والتنموية العامة للدولة لا عبر لجنة للاحتفالات، وإن كانت هناك من مسؤولية يتم تحميلها للمقاولين والمنفذين لتلك الأعمال نتيجة الأخطاء والعيوب الفنية، فإن المسؤولية قبلها ملقاة على أصحاب السياسات الخاطئة الذين أقروا وأجازوا مثل تلك مشاريع وعلى هذا النحو.

ليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب هو تكرار الأخطاء وأن لا نتعلم منها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى