السودان : دول عربية ضالعة في محاولة الانقلاب

> الخرطوم «الأيام» وكالات:

>
مبارك الفضل
مبارك الفضل
قالت قيادات في أمن الدولة أمس الأحد إن السلطات السودانية اعتقلت 17 شخصا بينهم الزعيم المعارض مبارك الفاضل وضباط متقاعدون في الجيش متهمة إياهم بمحاولة الإطاحة بالحكومة.

وقال محمد عبد الله عطا نائب رئيس فرع أمن الدولة السوداني للصحفيين “كانت خطتهم الإطاحة بالحكومة ولكنها كانت ضعيفة للغاية..

كانوا مستعدين للقتال لمدة سبعة أيام.” وأضاف عطا إن الجماعة كانت تعتزم إحضار ألف متطوع من ولاية جنوب كردفان في وسط السودان ولكن لم يصل إلا 30.

وأشار إلى أن الفاضل كان منسق المجموعة وهو الآن في سجن كوبر ولكن الباقين يجري استجوابهم على يد أمن الدولة.

وأشار إلى أن المتهمين سيحالون للمحكمة.

وتابع عطا أن اتصالات أجريت بدول أجنبية لم يفصح عنها ولكنه قال إن دولا عربية ضالعة في الأمر.

وأضاف أن مدبري محاولة الانقلاب وجهوا نداءات للجماعات المتمردة في منطقة دارفور طالبين مزيدا من الأسلحة.

وبدا بعض المحللين متشككا في قدرة زعيم حزب “امة الاصلاح والتجديد” مبارك الفضل ذي الحياة السياسية الحافلة، على تنفيذ مثل هذا السيناريو.

في المقابل اكد بيان لوزارة الداخلية حصول “عمليات نقل أسلحة متنوعة وتوزيعها واخفائها بالخرطوم وذلك عبر لجنتين سياسية وعسكرية مع وضع خطط متنوعة لإحداث فوضى كبيرة بالعاصمة يسهل من خلالها وفي مناخها إحداث عمليات تخريب مؤثرة واستهداف مؤسسات استراتيجية بعينها مع دعوة ما يسمى بالمجتمع الدولي للتدخل الفوري لاعادة الأمن والاستقرار”.

وقال جهاز الاستخبارات والامن القومي ان الفضل كان ضمن مجموعة من 14 شخصا، بينهم عسكريون متقاعدون، اعتقلوا بتهمة الاشتراك في “مخطط يهدف الى المساس بالامن واثارة توترات في العاصمة”.

واضافت ان معظم “المتآمرين” يتحدرون من وسط البلاد وخصوصا من ولاية جنوب كردفان التي ينتقد سكانها اهمال السلطات المركزية للتنمية في مناطقهم.

وكان الفضل يقود حزب الامة التاريخي في السودان الذي اسسه قريبه الصادق المهدي وشغل منصب وزير الداخلية حين حدوث الانقلاب الذي جاء بالرئيس عمر البشير الى السلطة في العام 1989.

وبعد ان انشق عن الحزب تحالف في العام 2002 مع السلطات واصبح يشغل منصب مستشار رئاسي قبل اقالته في نهاية العام 2003.

ومنذ ذلك التاريخ اقام حزبه الخاص حزب “امة الاصلاح والتجديد” الذي لا يملك الثقل الذي يملكه حزب الامة التاريخي.

وقالت الاجهزة الامنية انها علمت بـ”المؤامرة” منذ ابريل وقررت التدخل السبت “لضمان امن البلاد”، مؤكدة ان الاشخاص الـ14 كانوا على اتصال بدول اجنبية دون تسميتها.

وقالت معلومات صحافية لم يتم تأكيدها رسميا، ان المجموعة قد تكون على علاقة بليبيا التي يبدو انها اختارت ابلاغ السلطات السودانية.

وقدمت وزارة الداخلية “المؤامرة” على انها عمل استهدف “نجاح” السلطات في السعي لحل النزاع في دارفور.

غير ان بعض المعلقين يتساءلون عن دوافع مبارك الفضل وبشأن قدرته على حشد الدعم بين اجهزة الامن والجيش، عدا عن بعض العسكريين المتقاعدين، وبالتالي عن قدرته على قلب النظام.

وكتب ضياء الدين بلال المحلل السياسي لصحيفة “الرأي العام” اليومية السودانية في تعليق له انه “من الصعب توقع مبارك الفاضل وهو بجلبابه الابيض الفضفاض وعمامته الحلزونية ان يصل للسلطة عبر مدرعة عسكرية”، مضيفا “هل يكون الاحتمال الاقرب ان مبارك استدرج الاجهزة الامنية لاعتقاله ليعيد بذلك تجديد نجوميته كمعارض شرس، بعد ان اغلقت كل احزاب المعارضة الابواب في وجهه”.

ويؤكد انصار الفضل براءته ويطالبون السلطات بالافراج الفوري عنه وعن باقي المعتقلين معه وبينهم الامين العام للحزب عبد الجليل الباشا.

واعتقل ايضاً علي محمود حسنين السياسي من الحزب الديمقراطي الوحدوي ولكن جرى إطلاق سراحه في وقت لاحق دون أن توجه له تهم.

ويعتبر الحزب الديمقراطي الوحدوي وحزب الأمة أقوى حزبين سياسيين في شمال البلاد.

وقالت المعارضة إنها قلقة من أن السلطات تستهدف أحزاب المعارضة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول نهاية عام 2009.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى