هنية.. لن نرهن المواقف السياسية بالغذاء

> غزة «الأيام» نضال المغربي :

>
اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال وزعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة إسماعيل هنية إنه غير آسف لسيطرة الحركة على القطاع الشهر الماضي وإنه مستعد لإجراء محادثات مع خصومه الفلسطينيين وعرض على إسرائيل هدنة لكي يجلب الأمن والرخاء لشعبه.

لكن هنية الذي يقول إنه ما زال رئيس الحكومة ويتحمل مسؤولية إطعام 1.5 مليون نسمة هم سكان غزة شدد على أنه لن يتخلى عن مطالب سياسية في مقابل تخفيف حصار مضروب على القطاع منذ أن تغلبت حماس على القوات التابعة لحركة فتح التي يدعمها الغرب قبل شهر.

وأبلغ رويترز في مقابلة أمس الأحد بمكتبه في مدينة غزة أن " اليوم هناك حصار أكثر إحكاما. لماذا الحصار على قطاع غزة؟ هل لأننا نريد وقف الفوضى والفلتان الأمني؟

"أعتقد بضرورة إعادة النظر في هذا الموقف الخاطيء ... نحن بالتأكيد لن نرهن المواقف السياسية مقابل الغذاء .. الغذاء وحقوق الإنسان يجب ألا تكون خاضعة للابتزاز السياسي ويجب ألا تكون مقابل شروط سياسية."

وفرضت إسرائيل والقوى الدولية عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية عندما شكل هنية حكومة بعد فوز حماس بانتخابات برلمانية قبل 18 شهرا.

ورفعت هذه العقوبات عن الضفة الغربية بعد أن أقال الرئيس محمود عباس هنية في 14 يونيو جزيران في أعقاب الهزيمة التي أنزلتها حماس بقوات حركة فتح التابعة لعباس في غزة. لكن إسرائيل والغرب زادا إحكام العقوبات على قطاع غزة ومنعا وصول أي بضائع للقطاع باستثناء مواد الإغاثة الإنسانية الضرورية.

ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك رفض إسرائيل ومصر التعامل مع نشطاء حماس وكلتاهما تسيطر الآن على المعابر الحدودية.

وحذرت الأمم المتحدة والبنك الدولي من كارثة اقتصادية وإنسانية إذا لم يتم إعادة فتح طرق التجارة لكن إسرائيل والغرب يصران على عزل حماس ما دامت ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ونبذ العنف.

وقال هنية البالغ من العمر 44 عاما والذي سجن مرة في الماضي في إسرائيل إن حماس ما زالت تريد إقامة دولة في غزة والضفة الغربية والقدس لكنها ما زالت تعرض كذلك تهدئة شاملة ومتبادلة مع إسرائيل بالإضافة إلى "هدنة طويلة الأمد" مع الدولة اليهودية في حالة تلبية المطالب الفلسطينية,ومع هذا لم يكن ذلك الموقف كافيا لإرضاء خصوم حماس.

وأصر هنية على أن حركته كانت مصيبة في الإطاحة بقوات فتح التي حملها مسؤولية الصراع وعدم الاستقرار في غزة وأنه لا يشعر بأي غضاضة للاتفاقات الجديدة بين عباس وإسرائيل والقوى الغربية والتي بموجبها تتدفق الامتيازات حاليا على الضفة الغربية في صورة أموال وإفراج عن سجناء من فتح.

وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالأسف لسيطرة حماس على قطاع غزة الشهر الماضي قال هنية "قطاع غزة اليوم أكثر أمنا وأمانا.

"النتائج التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم تؤكد أن الأزمة كانت بسبب مجموعة من قادة الأجهزة الأمنية التي رفضت الانصياع لإرادة الشعب الفلسطيني."

وقال "إذا كان البعض (في الأراضي الفلسطينية) يراهن على الإدارة الأمريكية وعلى الإسرائيليين فليقف في هذا المربع.. نحن سنقف في مربع شعبنا ومربع أمتنا ومربع الحقوق الفلسطينية.

ولكن ستثبت الأيام عظيم الخطأ في الرهانات على مثل تلك الأطراف."
لكنه قال إنه لا يمانع في إجراء حوار غير مشروط مع عباس مؤكدا أن حماس تسعى للوصول إلى حل سلمي للأزمة.

وأشار إلى أن عمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها حماس وسائر النشطاء من قطاع غزة إنما هي رد على الغارات الإسرائيلية وإنها ستتوقف إذا توقفت إسرائيل. وقال "دائما كانت وسيلة المقاومة هي وسيلة دفاعية من الشعب الفلسطيني بما فيها الصواريخ التي تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية .. (متى ما) توقف الاحتلال الإسرائيلي عن اعتداءاته على الشعب الفلسطيني فبالتأكيد لن يكون هناك مبرر لأية مبادءة من هذا القبيل."

كما أكد مجددا استعداده لإطلاق سراح جندي إسرائيلي أسره نشطاء ينتمون لعدة حركات من بينها حماس قبل عام في مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين. وقال "إحنا كفلسطينيين أكثر حرصا على إنهاء هذا الملف من الإسرائيليين أنفسهم.. "نحن نريد صفقة مشرفة."

وشدد هنية في مكتبه المتواضع الواقع داخل مبنى لا يحمل أي لافتات ويفصل بينه وبين البحر عدة مبان على أن الاقتتال بين حماس وفتح والذي استمر لمدة عام قد انتهى وأن كثيرين في غزة يشكرون حماس على تحقيق ذلك.

وقال "نحن لا نتحرك على أساس أن الحكومة هي فقط للقطاع ولا ننطلق من أن القطاع هو دولة مستقلة منفصلة عن بقية الأراضي الفلسطينية .. نحن نعتبر أن هذا وضع مؤقت."

لكنه أضاف أنه إلى أن يتم التوصل إلى تفاهمات بين الفلسطينيين ستلتزم الإدارة في غزة بدعم القانون والنظام وسيادة القضاء والمساواة والعدالة وإنهاء المظالم ونشر الأمن وإنهاء الرشا والاحتكارات الفاسدة.

ورفض هنية تلميحات إسرائيل وواشنطن إلى أن غزة تحت سيطرة حماس أصبحت تابعة لإيران وسوريا وملاذا آمنا لتنظيم القاعدة.

وقال "الكل يعرف أنه لا يوجد هناك تنظيم قاعدة في قطاع غزة وأن الحديث عن أن قطاع غزة أصبح موطيء قدم للقاعدة يهدف إلى استجلاب عداوات دولية ضد الشعب الفلسطيني وضد قطاع غزة على وجه الخصوص.

"نحن قلنا إنه لا سوريا ولا قطر ولا إيران ولا أي دولة عربية أو إسلامية لها علاقة بالذي جرى في غزة .. ما جرى في غزة هو تطور أمني ميداني فرضته طبيعة العراكات والأحداث."

وقتلت إسرائيل العديد من قيادات حماس في السابق وهددت مؤخرا بأن هنية نفسه ليس بمأمن. وردا على سؤال بشأن سلامته الشخصية ابتسم الزعيم الإسلامي وقال ..

"نحن دائما إيماننا مطلق بأن الأعمار والآجال بيد الله ولذلك هذه التهديدات لا تخيفنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى