خليجي 20 في عدن قرار شجاع

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة:

> كان يعتقد الكثيرون منا أن خبر استضافة مدينة عدن للحدث الخليجي القادم والذي يحمل الرقم 20 هو مجرد مزحة خفيفة تناولتها الصحافة من باب الإثارة والتشويق وجذب الرأي العام في مثل هكذا أمور، غير أن جدلا كبيرا أثاره الموضوع فيما بعد ما بين مؤيد ومعارض بناء على بعض الاستشارات التي قدمها بعض المستثمرين الخيليجيين الذين نصحوا القيادة المسؤولة في البلد بتحويل الحدث الخليجي إلى ثغر اليمن الباسم لأسباب اقتصادية بحتة.

لحد هنا وما زلنا والشارع الرياضي نعتقد - ونصدقكم القول - أن الخبر مجرد خبر عابر وأن الاستضافة ستكون قائمة في صنعاء العاصمة كما تشير الدلائل والتحركات التي قامت وتقوم بها اللجنة الخاصة بخليجي 20 ومنها تحديد المكان الذي سيشيد فيه الاستاد الدولي الكبير الذي وجه به فخامة الأخ الرئيس، ضف إلى ذلك كلام الخبير المصري طه اسماعيل الذي صرح به من على منبر«الأيام الرياضي» وفضل الاستضافة أن تكون في صنعاء من أجل المنافسة،واستغلال عامل الطقس الذي تتميز به صنعاء والذي يختلف عن بقية مناطق الخليج.. غير أنه في يوم الثلاثاء العاشر من يوليو وفي اجتماع مجلس الوزراء الاعتيادي برئاسة د. علي محمد مجور، رئيس الوزراء كانت المفاجأة المدوية التي لم يتوقعها الكثيرون حينما تم تزكية العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن لاستضافة الحدث الخليجي الكبير،والذي تستحقه هذه المدينة لما بها من امتيازات لا تتوفر في العاصمة صنعاء وإن كان البعض يروج أن القرار كان سياسياً أولاً وأخيراً.

استضافة مدينة عدن للحدث الأبرز هو قرار في محله ، ويعطي انطباعاً جيداً على نضج مسؤولينا الذين فكروا جيداً في حجم المكاسب التي سنجنيها من هكذا استضافة بعيداً عن التهويل وكلام المجاملات الذي تغنى به البعض بأن منتخبنا قادر على المنافسة على اللقب إذا ما لعبنا في صنعاء، وهو كلام غير منطقي وغير واقعي لكون الهوة التي بيننا وبين المنافسة على اللقب وليس إحرازه كبيرة ولن يقربها عامل الطقس الذي عزف عليه البعض واقرؤوا تاريخ المنتخبات الخليجية،وسلطنة عمان الأقرب التي لم تدخل المنافسة ما بين يوم وليلة.

لذلك جاء القرار منطقياً ومجسداً للحمة اليمنية وأن صنعاء أو عدن هما مدينتان يمنيتان سواء أكانت هذه المستضيفة أو تلك.. كما أن سمو التفكير الاقتصادي كان رائعاً لما فيه مصلحة البلد من هكذا استضافة أصبحت مكاسب وأرباحا وبنية تحتية ومظهرا رياضيا يليق وليس ركل كرة والسلام.

إن منح عدن الاستضافة قرار شجاع سيسهم في تعزيز الاستضافة الاولى وإظهارها بالمظهر الذي يليق ويشرف بلدنا وقيادتنا السياسية التي تعي وتدرك هذا، وهو ما لمسته على الواقع حينما كان رئيسنا حفظه الله حاضراً في النهائي الخليجي الثامن عشر بالإمارات وقبلها مشاركته لإخوانه القطريين في الألعاب الآسيوية حين شاهد بأم عينيه ما قدمته قيادة البلدين لتلك الأحداث الرياضية حتى جنت الثمار مضاعفة فنياً وميدانياً عبر تحقيق البطولة.

وبما أن قرار الإستضافة قد صدر فإن المطلوب سرعة التحرك لعمل الاستاد الجديد وتجهيز الملاعب الأخرى إضافة إلى التجهيزات الفنية والإدارية حتى نلحق بالوقت ونجهز بنيتنا التحتية على قواعد متينة وليس على طريقة الكلفتة والمشاريع المستعجلة التي لا تصمد ولا تتوفر فيها المواصفات الفنية المطلوبة.. والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى