الزلزال يحيي المخاوف بشأن صناعة الطاقة النووية في اليابان

> طوكيو «الأيام» ايزابيل رينولدز :

>
شينزو ابي رئيس الوزراء
شينزو ابي رئيس الوزراء
أدى تسرب ناجم عن زلزال واندلاع حريق في اكبر محطة للطاقة النووية في العالم الى تجدد مخاوف السلامة في اليابان المتعطشة للطاقة التي تعتمد على التكنولوجيا النووية في نحو ثلث الكهرباء التي تحتاجها.

غير ان من غير المرجح أن يعيق القلق بشأن الزلازل وايضا الحوادث الماضية ومحاولة التغطية عليها برنامج الطاقة النووية في اليابان الذي يعد موضع اشادة باعتباره وسيلة لخفض انبعاثات الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري.

واعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) ان 1200 لتر فقط من المياه المشعة هي التي تسربت الى البحر من محطة كاشيوازاكي-كاريوا في وقت متأخر من يوم أمس الأول بعد ان قالت في البداية ان الزلزال المميت الذي ضرب المنطقة في الساعة 10.13 دقيقة لم يتسبب في اي تسرب.

واثار الحادث رد فعل شديدا من كبار قادة الحكومة الذين قالوا ان استجابة الشركة كانت بطيئة.

وقال شينزو ابي رئيس الوزراء للصحفيين "اعتقد ان محطات الطاقة النووية لايمكن تشغيلها الا بثقة الشعب."

واضاف "ولذا اذا حدث شيء يتعين عليهم ان يبلغوا عنه بشكل كامل وبسرعة. نريدهم ان يفكروا بصرامة في هذا الحادث."

وقالت الشركة التي تعد اكبر شركة مرافق في اسيا ان الزلزال كان اكبر مما خططت له ولكن لن يكون هناك تأثير على البيئة من تسرب يوم أمس الأول وانه في نطاق مستويات الاشعاع المسموح بها من الحكومة.

غير ان التأخير في الابلاغ عن الحادث ربما اضاف الى انعدام الثقة بعد ان اعترفت تيبكو وشركة كهرباء اخرى هذا العام انهما تسترتا على حوادث "حرجة" - وهي تفاعل متسلسل لانشطار نووي غير مقصود - في الماضي.

وتسربت بعض المعلومات أمس الثلاثاء عندما قالت الشركة ان كميات قليلة من مواد مشعة - هي كوبالت-60 واليود والكروم-51 انبعثت الى الغلاف الجوي,غير ان مسؤولا بوزارة التجارة قال ان المقادير ضئيلة للغاية بحيث لايمكن ان تمثل تهديدا للبيئة.

وقالت وكالة انباء كيودو أمس الثلاثاء ان نحو 100 برميل تحوي نفايات نووية منخفضة المستوى انقلبت بفعل الزلزال وسقط غطاؤها.

وهزت فضيحة سابقة من التلفيق في عمليات التفتيش على السلامة ايمان الجمهور بالصناعة من خمس سنوات.

وقال باكو نيشيو من مركز معلومات المواطن النووية وهي جماعة تكافح ضد الطاقة النووية "انه الشيء الذي يمكن ان يحدث في اي وقت. ولكنني مندهش انهم لم يقوموا باستعدادات جديدة للزلازل ولذا اعتقد انها مشكلة كبرى"..ولم يتفق معه بعض كبار الخبراء النوويين.

وقال هيساشي نينوكاتا وهو استاذ في الهندسة النووية في معهد طوكيو للتكنولوجيا "شخصيا اعتقد ان محطة الطاقة النووية هي اكثر الاماكن امانا يمكن ان تلجأ اليها في وقت الزلزال. وهذا يعود الى الاهتمام الكبير الذي يولونه للانشاءات."

وقال مسؤولون نوويون امريكيون يشرفون على 104 مفاعل مدني في الولايات المتحدة مقابل مفاعلات اليابان التي يصل عددها الى 55 مفاعلا أمس الأول انهم مستعدون لارسال خبراء فنيين الى اليابان اذا كانت المساعدة مطلوبة.

ووقع واحد من أسوأ الحوادث النووية في اليابان في سبتمبر ايلول من عام 1999 عندما اطلق فنيون في محطة نووية في توكايمورا شمال شرقي طوكيو تفاعلا متسلسلا خارجا عن السيطرة باستخدام دلاء في خلط الوقود النووي. وقتل عاملان.

وفي عام 2004 قتل اربعة عمال في محطة طاقة نووية في تسرب لبخار الضغط العالي من انبوب.

ويقول بعض اليابانيين انهم سيكونون سعداء ان يروا ان الطاقة النووية يتم التخلص منها تدريجيا على الرغم من افتقار البلاد الى الموارد الطبيعية.

وقالت ناوكو ياشيرو (61 عاما) التي تدير متجرا للخزف في كاشيوازاكي بالقرب من المحطة النووية مع زوجها كازو "حتى لو كان الامر يعني ان يعيش المرء بقدر أقل من الكهرباء يتعين علينا ان نتخلص من المفاعلات النووية مرة واحدة والى الابد. هناك في العالم الكثير من الكوارث الطبيعية."

غير ان كازو قال ان مثل ذلك الاجراء الصارم ليس عمليا بالنظر الى اعتماد اليابان على التكنولوجيا النووية والفوائد الاقتصادية للمجتمع المحلي. وقال "في الواقع سيكون ذلك صعبا."

وهناك في الوقت الحالي 13 مفاعلا نوويا تحت الانشاء في اليابان وسياسة الحكومة مواصلة الاعتماد على الطاقة النووية في سد ما يتراوح بين 30 الى 40 في المئة من احتياجات البلاد من الكهرباء.

(شارك في التغطية جورج نيشياما) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى