الحراك المتسارع ثمرة مسيرة التصالح

> الحاج صالح باقيس:

> ما أن يهم المكلومون بإزاحة جدار القهر في محاولة جدية على غير العادة حتى تطل علينا العديد من الكتابات (الهايفة) التي تنشر على صفحات بعض الصحف الصفراء التي لا هم لها سوى زرع الفتن والضغائن والتصدي لأي صحوة وطنية تهدف إلى تجاوز صراعات الماضي وإشاعة روح التسامح والتصالح والتضامن، تعمل على تشويه كل أشكال الحراك والتفاعل الذي تشهده الساحة الجنوبية الهادف إلى تعزيز روح الوحدة الداخلية وتعزيز الفعل التضامني من أجل مقاومة الباطل وإحقاق الحق.

نرى تلك الصحف وقد نصبت نفسها في موقع الوصي المدافع عن حقوق الذين تضرروا جراء الصراعات السياسية التي حدثت في الجنوب، حيث تطالب بمحاكمة هذا الطرف أو ذاك، هذا القائد أو ذاك، وتنبش أو تثير هذا الحدث أو ذاك، هذه الضحية أو تلك بسابق قصد خبيث.. نقول لهؤلاء جميعاً ولمن يقف وراءهم: إننا في الجنوب قد صرنا ندرك تماماً حقيقة ما جرى وصرنا نعي تماماً الأفخاخ التي نصبت لنا ووقعنا فيها ودفعنا ومازلنا ندفع ثمن ذلك حتى اليوم، فنحن المعنيون بمعالجة مشاكل الماضي والتعامل مع الحاضر ونضع مداميك الانطلاق نحو المستقبل، ولم نفوض أحداً من خارجنا للتحدث باسمنا.

كما نقول لهم: إن الجنوب بكل مكوناته على طول وعرض امتداده الجغرافي وبكل شرائحه الاجتماعية وقواه السياسية على اختلافها ومنظماته الاجتماعية ومفكريه ومثقفيه وكل قادته ومناضليه من شيوخ وسلاطين وقادة وطنيين وغيرهم، هؤلاء جميعاً أدركوا مخاطر ما حدث وما ترتب عليه من مآس ويدركون تماماً أن تجاوز الأخطاء والمآسي لا يمكن أن يتحقق من خلال خلق مآس جديدة وإشاعة أجواء الانتقام على غرار ما تدفع إليه طبيعة الكتابات وبعض التصريحات التي تصدر عن مراكز ومطابخ لا يحلو لها العيش إلا في ظروف يكون فيها البشر منهكين في دوامة من الفتن والتفكك والصراع.

أما نحن في الجنوب وانطلاقاً من هذا المستوى الرائع الذي وصل إليه وعي الناس هنا، فقد انطلقت وبمباركتهم جميعاً مسيرة التصالح والتسامح والتضامن، وما تشهده الساحة الجنوبية من حراك يتطور بشكل متسارع ثمرة من الثمرات الأولى لمسيرة التسامح والتصالح وإنا ماضون وبعزيمة لا تلين في استعادة كل حقوقنا المسلوبة وإننا أقمنا تسامحنا وتصالحنا وتضامننا على قاعدة الاعتراف بحقوق بعضنا بعضاً وأننا جميعاً شركاء في الوطن الذين نعيش فيه وأن ما تنشره وتردده هذه المنابر لم يعد له أي تأثير يذكر على مجريات تطور الأحداث على الساحة الجنوبية، بل يزيد الناس إصراراً على المضي في مسيرتهم التي يثقون تماماً بأنها مسيرة صفاء وثقة.

أليس بكاف لنا اليوم أن نستخلص العبر والدروس وأن نصنع منها رؤية بعيدة وبرنامجاً يهمنا نحن مباشرة قبل أن يعني (المحب) ممن هم خارجنا، مع اعترافانا بجميل فعل المناصرين أكانوا أفراداً أو جماعات أو صحفاً على غرار الدور الذي تقوم به صحيفة «الأيام» الغراء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى