> بلغت أزمة المياه في طور الباحة ذروتها، وأدخلت مديرية طور الباحة عن بكرة أبيها في دوامة عطش مثير للهلع جراء توقف جميع مضخات الحقل عن إنتاج المياه منذ يوم الأربعاء الماضي، فإلى جانب نضوب أربع آبار في الحقل، تسبب العجز عن تسديد قيمة محروقات التشغيل في توقيف الآبار الأربع الباقية عن العمل منذ صباح الأربعاء.

وفي مشهد تراجيدي بدا أبشع من مشهد الأزمة التي مرت بها المنطقة عامي 99-98م تتجه يومياً مئات السيارات من طور الباحة إلى مديرية المقاطرة لتقف في طوابير طويلة لشراء الماء من البئر الوحيدة في معبق، في حين تجوب مئات النسوة والأطفال مسافات طويلة وراء الحمير بحثاً عن الماء، والتزاحم فوق آبار المواطنين لجلب الماء المالح.

وفيما يدور نقاش واسع بين مختلف الأوساط الرسمية والشعبية حول كيفية مواجهة معضلة أزمة المياه، كشفت مذكرة صادرة عن إدارة المياه الوضع المخيف لفرع المياه وبدأت إدارته تفكر في التخلي عن مسؤوليتها، وهو ما عزز المخاوف من انهياره إذ كشفت مذكرة وجهتها إدارة فرع المياه بتاريخ 2007/7/18م إلى قيادة السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة النقاب عن الأوضاع التي آل إليها الفرع، وبينت أن عدم قدرتها على تسديد قيمة المحروقات لعدة أشهر وامتناع مالك المحطة عن تموين فرع المياه بالمحروقات تسببا في توقيف الآبار عن الإنتاج، وأن نضوب مياه آبار الحقل وضعف إنتاج ما تبقى منها أديا إلى انخفاض مبيعات المياه والزيادة في كلفة التشغيل وتوقف تام في الإنتاج، وخلصت المذكرة إلى القول «نخلي مسئوليتنا عما يترتب عليه هذا التوقف».

إلى ذلك بدأ موظفو فرع المياه صباح أمس السبت اعتصاماً مفتوحاً أمام إدارتهم احتجاجاً على عدم تسلمهم رواتبهم ومستحقاتهم الإضافية لشهري مايو ويونيو الماضيين.

وقال العمال المعتصمون لـ «الأيام»: «مطالبنا تتمثل في صرف مرتباتنا منذ مايو 2007م ومستحقات الأعمال الإضافية منذ يونيو 2006م، وقد حاولنا الجلوس مع إدارة الفرع لطرح همومنا ومطالبنا لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب الفوضى التي سادت أثناء الاعتصام كما أن مدير الفرع لم يكن موجوداً في ذلك الحين، ونحن منذ مايو 2007م نتقشف حتى نتمكن من توفير اللقمة لأبنائنا ولا يعلم بمعاناتنا إلا الله».

وكان العمال المعتصمون قد منعوا من رفع اللافتات التي تطالب بصرف مستحقاتهم وانتشال فرع مياه طورالباحة من التردي.