الجوكر (حالي يا عنب رازقي)

> علي عمر الهيج:

> بعصيدة ومطيبة مرق دجاج رزعت البطن في إحدى المخابيز وشكرت الله على هذه النعمة ودعوته أن يحفظها من الزوال.. نهضت ثم رأيت جماعة على طاولة فلمحت أحدهم وعرفني حيث كان معرفة قديمة.

حياني بحرارة: «أهلا كيفك» فقلت له «الحمد على كل حال».. وبسرعة غمز لأحد مرافقيه فقفز الرجل إلى المحاسب للدفع فقلت: «لا لا رجاءً»، قصدت كل واحد يدفع حسابه، فدفع الرجل اثني عشر ألفا ومائة وخمسين ريال طبعا مع اللحقة حقي والباقي حسابهم.

شربنا الشاي وجلسنا نتحدث وقلت له «هاه ايش عاد عملت براتب أبيك .. هل أطلقوه؟ وهل وجدت وظيفة؟» وقبل أن يرد سمعت أغنية (حالي يا عنب رازقي) بعدها عرفت أنها من تلفونه الجوال الذي أخرجه ليرى المتصل ثم أغلق السماعة في وجهه.. ثم قال «ايش من راتب؟ هذا لا يقبل به الشخص الذي يمسح السيارتين حقي لمدة ثلاثة أيام في الاسبوع».قلت له: «كيف؟ كيف، كيييف؟» فقال: «ما لك.. صلي على النبي، ايش ربشك تتكظم؟» قلت له «ليش ايش تعمل وفين؟».. وفجأة.. (حالي يا عنب رازقي)، أخرج تلفونه وأغلقه سريعا ثم قال بتنهيدة «عملي مخالف قوانين.. شفت الجماعة التي معي.. اثنان منهم حقي الحراسة وواحد مترجم، يترجم لغات الجن والعفاريت.. انجليزي، ياباني فرنسي وحتى يمني، واثنين مستشارين حقي لشئون كل شيء حتى الذرة.. نحن نجوب الوطن مثل النحل.. حاليا لدي عدة سيارات وفلل في عدن ومزارع و..و...إلخ ومافيش داعي أوجع لك راسك.. حاليا عملي تحطيم القوانين ومخالفتها ..ومن فوق وتحت وخلف ووسط الطاولات ألعب بالجوكر وأحظى بكل شيء.. كنت سابقا أقف في طوابير النظام فلم يكترث لي أحد والأبواب كلها موصدة أمامي والحراس والفطاحلة منهمكون يتفحصون أصحاب الخدود الحمراء والكروش الصفراء والنقود الخضراء.. اليوم عندما تصل سيارتي تفرش لي الأرض حدائق ووردا وأعنابا.. يبتسم لي كل الفطاحلة وسكرتيرات الوزارات والحراسات.. ومن بين الجموع المحتشدة أمام الأبواب الموصدة أخترق كالشهب فيسطع نوري كالبدر في الليلة الظلماء فتفتح لي الأبواب فأدخل بيسر ثم أستهل عملي بابتسامة وسلام وكلام وموعد ولقاء (وغلط وزلط) ثم أغادر المكان بعد لحظات»

ثم استمر يقول «ما أقسى يا أخي أن يظل الناس في طوابير النظام ينتظرون المرتبات و(الهياكل) فتدفع بهم الحكومة إلى فوق (السياكل) وفجاة تتفرقع كل التايرات فينزل المواطن يرقع العجلات وينفخ طول عمره في قربة مخرومة وهات لك يابنشار.. حاليا كل الفطاحلة ينادوني ويستدعوني وأجيب عليهم على مضض».

وفجاة مرة ثالثة (حالي يا عنب رازقي)، فقلت «ألا يا الله من هذا الجوكر» أخذ تلفونه وقال «لدي صفقة عمل، عفوا خذ هذه الخمسين دولار اشتري لك قات». قلت له «لا، لا بعدين بتعود ومن فين باحصل الجوكر بعدين خذ فلوسك الخضراء وخلينا على نظام الفرافر الصفراء.

ابتسم وشقت سيارته الطريق وصوت المسجل يغني بأعلى صوت (حالي يا عنب رازقي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى