الادباء والكتاب ومكرمة الرئيس(2)

> «الأيام» عبده يحيى الدباني:

> أما إذا علم الأدباء والكتاب أو أحسوا أن دعم الدولة الاستثنائي أو الموسمي لهم هو من أجل استرضائهم وكسب مواقفهم وإعلان شكرهم فإن كل ذلك لن يأتي إلا بنتيجة عكسية، لأنهم معروفون بوجه عام بمواقفهم الوطنية الاستراتيجية المحايدة المستقلة إذ إن رؤية السياسي ضيقة آنية بينما رؤية المثقف واسعة تاريخية بصرف النظر عن بعض الأدباء والكتاب الذين يدورون في فلك السياسة سواء إلى جانب السلطة أم إلى جانب المعارضة بطريقة تبعية فجة مباشرة. ثم ماذا نقول لفقراء الأدباء والكتاب - وهم الأكثر- ممن هم رهائن شققهم وحالاتهم لا يزورون ولا يزارون؟ كيف سينتفع هؤلاء بتخفيض قيمة تذاكر السفر جواً؟! بينما هم راحلون في طوايا نفوسهم كما قال البردوني:

لكن أنا راحل من دونما سفر ** رحلي دمي وطريقي النارُ والحطبُ

إنني أعرف زملاء من الأدباء والكتاب في عدن يقيمون في شققهم طوال الوقت لا يخرجون منها إلا اضطراراً يكادون يعتزلون الجميع فقراً ويأساً وإحباطاً ومرضاً في ظل التهميش والجحود وتأزم الوضع العام ولعنة التقاعد القسري حتى للإبداع في زمن هو في الأصل (قليل الأدب) لا يقدر الأدب والأدباء، ولا العلم والعلماء ولا الإبداع والمبدعين.

فكيف سيستفيد من تخفيض قيمة تذاكر السفر أولئك الذين لا يستطيعون أن يأتوا - مثلاً- من دار سعد أو الشيخ عثمان أو التواهي وغيرها إلى مقر فرع الاتحاد في خورمكسر لحضور الفعاليات التي يقيمها الفرع؟؟

إن قيادة الاتحاد ممثلة بالأمانة العامة والمجلس التنفيذي وسكرتاريات الفروع مدعوة اليوم إلى القيام بواجبها التاريخي الوطني الثقافي بتفعيل دور الاتحاد والنهوض بأوضاع الأدباء والكتاب ورعاية أسر المتوفين منهم من خلال العمل والتنسيق مع الدولة، ومن خلال النضال السلمي المشروع والعمل النقابي المقتدر. إننا مهما قدمنا لهم لن نكون إلا مقصرين.. أولئك الذين يحترقون حتى يستضيء الآخرون، وينزفون ويتألمون ثم يفلسفون الألم ويحولونه إلى فن حتى نستمتع ونضيف تجارب إلى تجاربنا وحياة إلى حيواتنا عمقاً واتساعاً .. أولئك الذين يحملون أعصابهم فوق جلودهم - كما قيل- فيستشعرون الخطر ويستشرفونه قبل أن يحل، ويظلون يقرعون الأجراس منوّرين ومنبهين ومحذرين حتى تنقشع الأعاصير وتزول الأخطار.

إن أي أمة أو شعب أو دولة لا تقدر حق التقدير أدباءها وأعلامها ورموزها ومبدعيها معرضة للتفسخ والاضمحلال والانقراض. فهل بلغت؟ اللهم فاشهد!

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى