إب والمهرجان السياحي الخامس .. مناظر سياحية خلابة تنقصها الإمكانيات والاهتمام

> «الأيام» نبيل مصلح:

>
محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية تعد من أخصب الأراضي الزراعية وأغزرها أمطاراً وتعرف باللواء الأخضر، يصل عدد سكانها إلى نحو 2.137.841 نسمة بموجب آخر تعداد سكاني في ديسمبر 2004م محتلة المرتبة الثانية في السلم السكاني للجمهورية، وتعد محافظة إب من أبرز المناطق السياحية في اليمن لاشتمالها على الكثير من عناصر المنتج السياحي كالسياحة الطبيعية والزراعية والثقافية والعلاجية، ولا يقتصر الموسم السياحي فيها على الصيف بل تعتبر وجهة سياحية في كل الفصول.

محافظة إب تتوسط الجمهورية اليمنية وتقع على بعد 193كم جنوب صنعاء، يحدها من الشمال ذمار ومن الجنوب تعز والضالع ومن الشرق الضالع والبيضاء ومن الغرب الحديدة، وتعز تبلغ مساحتها 5120 كم2.

> التضاريس: ينقسم سطح محافظة إب إلى قسمين رئيسين هما:

- السهول والأودية، وتصب أغلبية الأودية في سهل تهامة غرباً بينما تصب الأودية الواقعة إلى الشرق في مياه خليج عدن، وأهم الأودية فيها وادي الدور ووادي بنا ووادي الجنات ووادي عنّة ووادي ميتم، وهناك عدد من الأودية الفرعية في جبلة وجبل بعدان وصهبان والسبرة ونخلان ووادي عميد.

- المرتفعات الجبلية وتنقسم إلى قسمين رئيسين هما: لمرتفعات الشمالية الشرقية والمرتفعات الجنوبية والغربية، وتضم جبال العدين وجبال الشهاري وجبال مذيخرة وحمير والأشعوب وجبل قرعد وسلسلة جبال التعكر وجبال بعدان وجبل حبيش وجبل مشورة وجبل الخضراء وغيرها.

> المناخ: يمتاز مناخ إب باعتداله في معظم أيام العام، غير أنه يميل إلى البرودة قليلاً في المناطق المرتفعة، وتتراوح درجة الحرارة بين 28 درجة عظمى و14 درجة صغرى، وتتميز بغزارة الأمطار التي تهطل بين نهاية مارس حتى سبتمبر وتصل إلى معدل 1500مم سنوياً.

تتكون إب من 20 مديرية وهي: المشنة والظهار وناحية إب وجبلة وبعدان والشعر والنادرة والسدة ويريم والقفر والمخادر والعدين وحبيش وحزم العدين وفرع العدين ومذيخرة والسياني والسبرة وذي السفال والرضمة، وتشمل 36 دائرة انتخابية برلمانية و502 دائرة انتخابية محلية.

في عصر تاريخي قديم ظهرت الممالك اليمنية القديمة في مناطق العود التي كانت تتبع مملكة قتبان، وقبائل حمير التي كانت الأساس لمملكة سبأ وذي ريدان، ويعد عام 115 ق. م. تاريخاً مهماً وفاصلاً للمحافظة حيث ظهر الحميريون قوة سياسية فعالة في الساحة اليمنية، واتخذوا منطقة ظفار يريم عاصمة لهم، وقصر ريدان مقراً للحكم، وامتد نفوذهم إلى أغلب مناطق المحافظة مثل يريم ومذيخرة وبعدان والشعر ووراف.

وفي القرن الخامس الهجري أصبحت المحافظة عاصمة اليمن الموحد مرة أخرى عندما اتخذ الصليحيون من مدينة جبلة في -429 492هـ (-1037 1098م) عاصمة لدولتهم ومقرا لحكم ملوك سبأ وذي ريدان، وأصبحوا من علامات التاريخ وفي مقدمتهم الملكة سيدة بنت أحمد الصليحية المشهورة باسم (أروى)، وأصبحت جبلة قبلة للعلم والعلماء، فبنيت المساجد الكبيرة والقلاع والحصون وأنشئت سواقي المياه وازدهرت دور العلم والصناعات والحرف، وقد ظل الأمر كذلك حتى اندثرت تلك المملكة.

إب تمتلك العديد من المواقع السياحية، منها مدينة إب القديمة ومدينة جبلة اللتان تمثلان أنموذجاً للفن المعماري في المرتفعات الجبلية في اليمن، بالإضافة إلى مدينة العدين ومذيخرة وعشرات المدن الأثرية كظفار السدة، إلى جانب القلاع والحصون مثل حصن حب وحصن المنار وقلعة سحارة وحصن كحلان وحصن أريان وحصن القفلة وحصن سير وحصن التعكر وحصن عزان.. وتتميز إب بمعالم أثرية ذات طابع معماري فريد وأسواق شعبية، بالإضافة إلى وجود الجبال الشاهقة المكسوة بالاخضرار الطبيعي ومنها جبل اليهود وجبل هران وجبل شرير وجبل مجاج وجبل الخضراء وجبل العود.

وتزخر إب بالطبيعة الخلابة والمحميات والشلالات ومن أهمها محمية جبل الظلم في العدين، مديرية القفر عزلة العنسيين بذي السفال وشلالات وادي بنا وشلالات الربادي وشلالات النقيلين وشلالات جبل بعدان وغيرها.

الصناعات الحديثة

تحظى إب بالعديد من الصناعات الحرفية التي تعكس مدى صدق مشاعر الإحساس بالجمال والدقة أهمها: صناعة الفضة والفخار والصناعة الجلدية والملابس الشعبية وصناعة المعدات الزراعية، والحفر والزخرفة على الخشب للأبواب والنوافذ والمشربيات والصناديق وغيرها.

خصوصية الفلكلور الشعبي

تتميز إب برقصات وأزياء شعبية تراثية لها طابعها وخصوصيتها، بالإضافة إلى الاسواق الشعبية وأهمها سوق السحول وسوق القاعدة وسوق المدر وسوق النجد الأحمر وغيرها والتي تقام أسبوعياً في المحافظة.

إب هذه الأيام على استعداد لإقامة مهرجانها السياحي الخامس، إذ بدأت مهرجاناتها منذ خمسة أعوام وكان الأول في اغسطس 2003م في حصن حب بعدان، والثاني في 2004م في ظفار السدة، والثالث في 2005م بمدينة إب القديمة، والرابع في 2006م بمدينة جبلة التاريخية، والآن السادس 2007م سيقام في المشنة، وهي الأروع، وقد أكملت المحافظة الاستعدادات لإقامة ذلك المهرجان السياحي، وبالرغم من إقامة عدد من المهرجانات السياحية في عدد من المحافظات الأخرى إلا أن إب لها طابع خاص بما تمتلكه من مناظر خلابة وخضرة طبيعية، وبنية تحتية لا بأس بها من طرقات وفنادق، خاصة وأنها أقامت الاحتفال بالذكرى الـ17 للوحدة اليمنية لهذا العام وحققت نجاحا بالرغم من الإهمال وعدم الدقة من قبل الرقابة على المشاريع والطرقات ومتابعة تنفيذها، وأهدرت الملايين من الريالات إثر جرف السيول لبعض الطرقات، التي يعاد إصلاحها حاليا.

> وقال الأخ حزام الأشول، نائب رئيس لجنة المهرجان الخامس «إن الإعداد قد تم بعد الاحتفالات الماضية في مايو، وقد بدأت بروفات الشباب والطلاب الذين سوف يشاركون في الافتتاح (300 شاب وفتاة وطفل) وسوف تقدم فقرات غنائية من الأغاني اليمنية القديمة التي تغنت بالمحافظة للفنانين الكبار أمثال أيوب طارش وأحمد قاسم وأبوبكر وغيرهم، وسوف يجسد الشباب الماضي والحاضر والمستقبل والتراث الشعبي للمحافظة والعادات والتقاليد، ومن الممكن أن يتم إحياء المهرجان خلال أسبوع كامل بمشاركة عدد من الشعراء والفنانين اليمنيين والعرب والعرب، إضافة إلى أن إب في هذا العام قد حققت قفزة كبيرة في البنية التحتية في الطرقات والمشاريع وغيرها، وأصبحت الآن مهيأة لاستقبال عدد كبير من السياح الأجانب واليمنيين من المحافظات الأخرى».

وأضاف: «سنحاول القضاء على السلبيات التي رافقت المهرجانات الاربعة الماضية، فهناك مسابقات ثقافية وشعرية خلال المهرجان ورحلات سياحية إلى السدة ظفار وحصن حب ويريم ومذيخرة وغيرها من المواقع السياحية. إب جاهزة لذلك الحدث وتم توفير مطاعم سياحية درجة أولى وفنادق درجة ثانية وثالثة ورابعة وحدائق، ونحن متفائلون بتحقيق نجاح بالرغم من تزامن المهرجان مع عدد من المهرجانات السياحية في ذمار وتعز وحضرموت وغيرها هذا العام، ولكن إب شيء آخر».

> الأخ أمين البعداني، مدير عام الإعلام رئيس اللجنة الإعلامية قال: «لقد تم التجهيز لهذا المهرجان منذ أواخر شهر يونيو 2007م وتم تشكيل لجان لهذا الغرض وتوفير المناخ المناسب، والكل يعمل بروح الفريق الواحد وبدأت البروفات الشبابية وتجهيز الأماكن والمعارض الخاصة للمهرجان تحت استاد 22 مايو الرياضي، وهناك معارض لعدد كبير من الشعراء والتشكيليين ومعارض خاصة عن المهرجانات الأربعة الماضية، واللجنة تحاول أن تخرج هذا المهرجان أفضل مما سبقه وأفضل من مهرجانات المحافظات الأخرى.. فإب مهيأة أن تكون المحافظة السياحية الأولى في اليمن».

> المواطنان عبدالله سعيد حزام وصالح سيف، قالا: «نحن مع إقامة المهرجانات في إب، لأنها تتميز بمواقع سياحية ومناظر خلابة وأسواق شعبية، وكذا تميزها بكثرة الأمطار. والآن إب تتقدم إلى الأمام في توسعة الشوارع والطرقات والإضاءة وبناء الفنادق، ولكن المواطن يأمل الاهتمام بشكل أكبر بالبنية التحتية، ومحاربة من يدمرون المواقع السياحية وطردهم منها، لأنهم بأفعالهم قضوا على الأماكن السياحية مثل البناء في جبل ربي، وهو موقع سياحي يطل على مدينة إب وكذا جبل حراثة وغيرها من المواقع، ونطالب أولاً بمحاسبة هؤلاء.

وثانيا بتوفير حدائق ومتنفسات للأطفال، فالزائر لإب لا يجد إلا حديقة واحدة في مشورة أُجّرت لأحد المستثمرين والدخول إليها صعب لأن المواطن لا يستطيع أن يدفع 50 ريالا عن كل طفل إلى جانب رسوم الألعاب من -50 100 ريال، وفوق هذا فإن موقعها غير مناسب وفي مكان بارد، حتى أنه لا يذهب إليها أحد في أيام البرد.

فلماذا لا تبنى حديقة في المعاين ويعوض أصحاب الارض؟ وأين أموال صندوق النظافة الذي أصبح يفرض رسوما على كل شيء؟ ويكفي إب أن الرئيس قال عنها إنها (المحافظة السياحية) في احتفالات عيد الوحدة.. إب فيها كل شيء ولكن أين المخلصون الذين يريدون أن تكون إب سياحية من الدرجة الأولى؟».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى